الاخبار

عادل صبيح.. قصة الأسير الفلسطيني الذي قطع الاحتلال قدمه وعذبه

تعرض الشاب عادل صبيح لتعذيب وعملية بتر لقدمه داخل سجون الاحتلال

“قطعوا قدمي داخل مستشفى السجن، وأجبروني على التوقيع على ورقة البتر، وهددوني بالقتل”، هذه شهادة الأسير المحرر الشاب عادل صبيح، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي ضمن صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وصل صبيح إلى مستشفى غزة الأوروبي شمال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بحافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد تحريره من سجون الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت 15 فبراير.

بخطى ثقيلة، وبعكازه دخل صبيح (22 عاماً) إلى المستشفى الميداني الذي خصصته وزارة الصحة الفلسطينية لاستقبال الأسرى الفلسطينيين المحررين.

ترك الجريح صبيح خلفه والده داخل سجون الاحتلال، وخرج وحيداً مصدوماً من هول ما تعرض له من تعذيب من قبل السجانين، خاصة بتر قدمه، وتهديده بالقتل وهو على سرير المرض بدون أحد من عائلته حوله أو من أبناء شعبه.

يقول صبيح في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “اعتقلني جيش الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة برفقة والدي في مارس 2023 عند الساعة السادسة صباحاً بعد اقتحامهم للمجمع وارتكابهم مجازر فيها”.

ويضيف: “خلال اللحظات الأولى لاعتقالي برفقة والدي أطلقوا الرصاص على قدمي وتركونا أنزف لفترة طويلة دون أي تدخل طبي، بل قاموا بضربي على منطقة الإصابة، وتقييد يدي ووضع عصبة على عيوني”.

نقل الجريح صبيح برفقة والده وعدد من النازحين الذين تم اعتقالهم من المستشفى إلى شاحنة مكشوفة، وتوجهت بهم إلى شرق قطاع غزة حيث الحدود مع الأراضي المحتلة، وفي الطريق كان الجنود يضربون الأسرى بأعقاب البنادق، ويشتمونهم بألفاظ نابية.

وصلت الشاحنة بعد 35 دقيقة من السير إلى سجن من الشباك داخل ما يعرف بغلاف غزة داخل الأراضي المحتلة، وذلك في مارس 2024، وكان الجو شديد البرودة، والأمطار تهطل بغزارة.

يستذكر صبيح تلك الأيام، ويقول لـ”الخليج أونلاين”: “بعد أن وصلنا قاموا بتجريدنا من ملابسنا وإعطائنا لبس السجن وهي ملابس خفيفة لم تحمي أجسادنا من البرد القارس، وأدخلونا إلى قفص من الشبك وكل هذا وقدمي لا تزال تنزف ولم يقدموا لي حتى الإسعافات الأولية”.

في هذه اللحظات ازداد جنون الجنود على كل من وصل إلى هذا السجن غير المعروف والسري، فقاموا بإطلاق الكلاب التي نهشت أجساد الأسرى وتسبب في جروح لهم وأرعبتهم، وفق حديث صبيح.

مكث صبيح 8 أيام داخل هذا القفص الحديدي وبدأ جرحه يلتهب وتخرج منه الديدان؛ ما جعل والده والأسرى معه إلى الصراخ على السجانين، ليضطروا إلى أخذه إلى طبيب داخل السجن، ثم إلى مكان غير معروف.

افترق صبيح عن والده في هذه اللحظات ولم يعرف أحد مصير الآخر، ووصل الحال بالابن مكبل اليدين على سرير داخل مستشفى سوروكا قرب السبع، وهو ما عرف به بعد خروجه من سجون الاحتلال.

البتر مجبراً 

بعد يوم واحد من دخول صبيح المستشفى، جاء له ضباط من جيش الاحتلال وهددوه بالقتل في حالة لم يوقع على ورقة تتضمن موافقته على بتر قدمه اليسرى، وهو ما فعله خشية من تعرضه للقتل بالفعل.

أجرى صبيح عملية لقدمه وتم بتره وكان وحيداً كل هذه الفترة على سرير المستشفى وهو مكبل اليدين، ثم أعاده جيش الاحتلال إلى سجن النقب بعد 4 أيام من بتر قدمه، دون متابعة علاجه أو حتى تركيب طرف له، أو انتظار جرحه حتى يجف.

وجد صبيح نفسه داخل زنزانة في سجن، وبدون قدم، أو أي أدوية يحتاجها من أجل جرحه، وللتخفيف من آلام البتر التي لا يزال يعاني منها بسبب العملية التي تعرض لها، والمضاعفات التي حصلت له بعدها.

في الزنزانة أغلق الجنود عليه الباب ليمر بحالة نفسية عصيبة، خاصة أنه بحاجة إلى دعم نفسي للتخفيف من آثار ما حدث له من عملية بتر.

كانت هذه الأيام الأصعب والأقسى على الشاب عادل، حيث كان بحاجة إلى والده معه، ولكن الاحتلال تركه لمدة شهر في الزنزانة، ثم نقله إلى غرفة بها أسرى.

داخل غرفة السجن، عاد جنود الاحتلال إلى ممارسة التعذيب ضد عادل والأسرى دون اعتبار أنه جريح وقدمه تم بترها ويحتاج إلى الرعاية الطبية والراحة والتأهيل نفسي.

استمرت حياة العذاب داخل سجون الاحتلال بحق الجريح مبتور القدم الشاب عادل لمدة عام تقريباً، حتى أفرج عنه ضمن صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، ولكن بدون والده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى