الاخبار

طقوس وعادات مشتركة ترسم فرحة العيد في الخليج

تتشابه دول الخليج العربي في الطقوس التي تتوارثها الأجيال وتصنع مجتمعةً فرحة العيد، من خلال التجهيز بشراء الملابس والحلويات، والزيارات العائلية، وطقوس الأطفال العيدية.

يحتفل المسلمون في مختلف دول العالم بعيد الفطر، كمناسبة دينية واحتفالية بعد شهر من الصيام والطاعات والتقرب إلى الله، ليأتي العيد كفرصة لالتقاط الأنفاس من مشاغل الحياة والتجمع مع الأحباء.

قد تتباين بعض مظاهر الاحتفاء بالعيد من دولة لأخرى، ولكن يبقى القاسم المشترك هو رسم الابتسامة على وجوه الأطفال، وارتداء الثياب الجديدة، والزيارات وتلاشي الخلافات بين الناس.

استقبال العيد في الخليج

تتشابه دول الخليج العربي في الطقوس التي تتوارثها الأجيال وتصنع مجتمعةً فرحة العيد، ويمارسها الكبار والصغار، وفقاً للعادات والتقاليد.

وتبدأ الطقوس منذ الأيام الأخيرة لشهر رمضان، من خلال التجهيز بشراء الملابس والحلويات، وصولاً لمراقبة وتحري هلال شوال، وإعلان موعد العيد.

وما إن تثبت رؤية هلال شهر شوال حتى يبدأ الجميع بتبادل التهاني عبر الاتصالات والرسائل القصيرة، أو عبر التطبيقات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.

المجالس في الكويت

للأعياد في الكويت عادات وتقاليد متوارثة جيلاً بعد جيل، كثير منها ما زال موجوداً مثل مجالس كبار العائلات لتلقي التهاني، وكذلك أداء صلاة العيد في الساحات، لكن البعض الآخر اختفى مع الحداثة، خاصةً تراجع تبادل الزيارات بين الأُسر بسبب سفر معظمهم لقضاء عطلة العيد خارج البلاد أو في الفنادق والشاليهات الفاخرة.

وعادةً يكون غداء العيد في بيت كبير العائلة، وتبدأ الاستعدادات لتجهيزه من الليلة السابقة، ويقدم بعد صلاة الظهر مباشرة، وفي أزمنة سابقة كان يقدم قبل ذلك في الساعة العاشرة صباحاً تقريباً.

“الفالة” والعيد في قطر

يعود القطريون بعد أداء صلاة العيد إلى مساكنهم لاستقبال الأقارب والمهنئين بعيد الفطر، فيما يعرف باسم “الفالة”؛ وهي عادة اجتماعية تعتبر عنواناً للكرم والضيافة.

وتتكون “الفالة” من القهوة الخليجية والحلوى والتمر والأكلات التراثية مثل البلاليط واللقيمات.

ويقوم الناس بتبادل الزيارات في المجالس، حيث يزور الأولاد والأحفاد مجلس كبير العائلة ويحصل الصغار على “العيدية” من الأهل والأقارب، وهي مبلغ من المال يعطى للأطفال، لإدخال البهجة والفرحة عليهم وتمكينهم من شراء الألعاب أو التسوق بتلك العيدية.

السعودية.. زيارات ووجبات إفطار جماعية

تعد صلاة العيد أول مناسبة تلتقي فيها الأسر والأصدقاء في السعودية، ويحرص الجميع على ارتداء الجديد من الثياب، كما يحمل الأطفال سلال الحلوى لتوزيعها على المصلين.

وبعد انتهاء صلاة العيد يحين موعد الفطور، الذي يجمع العائلات، فمنها من يفضل اللقاء في المنازل، حيث تجتمع العائلة على مائدة حافلة بكل الأصناف، التي قل استهلاكها خلال الشهر الفضيل، وتطغى الأجبان والمخللات وأنواع الخبز المختلفة على ما عداها.

وتعمد بعض العائلات إلى الإفطار في المطاعم التي تفتح أبوابها بعد صلاة العيد، وتغلب عليها الأجواء الاحتفالية، وفي بعض المناطق يجتمع المواطنون في الأحياء التي يقطنونها، لتناول وجبة الفطور التي تكون غالباً مشاركة بين الأهالي، ووفقاً للمستطاع من نتاج كل منزل، ويتم فيها دعوة من يقطن تلك الأحياء أو التجمعات من مختلف الجنسيات.

وينتظر الأطفال يوم العيد لجمع ما يستطيعون من “عيديات”، لصرفها بعد ذلك في محال الألعاب وغيرها، ولا يكتمل الاحتفال بالعيد من دون الحلويات، فتتصدر الشوكولاتة أطباق التقديم في أغلب البيوت، وتقوم سيدات المنازل بإعداد حلويات تقليدية كالكعك، لتقديمها للزوار الذين يحرصون على المرور على الأقرباء للمعايدة عليهم في منازلهم.

جانب من الزيارات العيدية في السعودية

الطعام التقليدي في الإمارات

تحتفل الإمارات بعيد الفطر المبارك بطقوس ذات نكهة خاصة يتميز بها الشعب الإماراتي، وذات روابط وثيقة مع باقي الشعوب العربية والإسلامية، حيث تعم فرحة العيد الأرجاء، وتتجلى من خلال ابتسامات الأطفال وتبادل التهاني والزيارات.

وتتشابه صور ومظاهر الاحتفاء في مناطق الإمارات كافة، فالتقاليد متقاربة في ما بينها، وأبرزها صلاة العيد وزيارة الأقارب والأصدقاء في مجموعات، والتجمع لتناول الطعام التقليدي مثل “الهريس والخبيص واللقيمات والعرسية والبلاليط” وغيرها من مظاهر الفرح كأداء الفنون التقليدية وترديد الأهازيج الشعبية في جو تسوده المودة والرحمة والسعادة.

البحرين.. توديع رمضان واستقبال الهلال

في الليالي الثلاث الأخيرة من شهر رمضان، يبدأ المسحراتي أو “أبو طبيلة” في توديع الشهر الفضيل فيردد، وكذلك الجمع الذي يرافقه وهم في طوافهم في الأزقة والسكك هذه الكلمات المنغمة: “يا لوداع يا لوداع يا رمضان.. عليك السلام يا شهر رمضان”.

وبالليلة التي يتوقع فيها الناس رؤية هلال شوال، يخرجون إلى الأماكن المرتفعة لرؤية الهلال، ومتى ثبتت الرؤية، تطلق المدافع الواردة عدّة طلقات، معلنةً انتهاء شهر رمضان الكريم وقدوم عيد الفطر المبارك؛ وينطلق على أثرها الأطفال إلى الشوارع وهم يرددون فرحين: “باكر العيد بنذبح بقره، من عند أبونا ولا هي مشتره، وأنادي عبدوه كبير الخنفره”.

ولا تختلف كثيراً أجواء العيد في مملكة البحرين عن بقية دول الخلج، حيث يتبادل البحرينيون الزيارات في ما بينهم للتهنئة ويتم تقديم ماء الورد والعود.

جانب من مظاهر الاحتفال بالعيد في البحرين

الحناء.. طقس خليجي مشترك

في عديد من دول الخليج، تحرص النساء على تزيين الأكف بالحنّاء، وهو طقس قديم ومتوارث، وقد اعتادت النساء التجمع ببيت العائلة في طقس تزيين جماعي، غير أن البعض يذهب للصالونات لإجرائه في الوقت الحاضر.

وتسبق نساء الخليج العيد بالتزيّن بالحناء، وذلك في ليلة العيد، حتى إذا جاء صباح العيد كُنَّ قد أتممن نقشن الحناء.

وتحرص النساء على نقش أياديهن وأقدامهن بأجمل نقوش الحناء، التي تبدع فيه خبيرات النقش “المحنيات” اليوم في رسم أجمل وأحدث الأشكال والأنواع، تنوعت في مسمياتها وطريقة تحضيرها، حيث تعطي رونقاً خاصاً يعبّر عن بهجتهن بالعيد.

"الحناء".. من الطقوس العيدية في الخليج

من البشت إلى الدقلة

من عادة أهل الخليج الإعداد للعيد، بشراء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، وأيضاً الكبار -النساء والرجال- يحرصون على لبس الجديد قدر الإمكان.

وبالنسبة لملابس البنات، لا يوجد زي محدد في العيد، سواء للصغار أو الكبار، المهم أن تكون ملابس جديدة وبهية تتلاءم وجو العيد. فالصغيرات يلبسن الفساتين، والفتيات يلبسن الملابس العصرية، أو الجلاليب المطرزة، أما الصبيان والرجال فيلبسون الثياب التقليدية: الثوب، والغترة والعقال، ومنهم من يلبس “البشت” فوق الثوب.

والبشت هو البردة التي يرتديها الرجال في الخليج فوق الثوب في المناسبات الخاصة، وتكون من قماش خاص، أسود أو بيج أو بني أو رمادي، ومطرزة بخيوط ذهبية أو فضية على الأطراف.

كما أن بعض الرجال في عُمان يرتدون حزاماً من القماش أو الجلد، يلفونه حول خصرهم، ويثبتون فيه الخنجر، وتجد الأطفال في السعودية يرتدون “الدقلة” وهي سترة طويلة تلبس فوق الثوب تشبه إلى حد كبير، البشت.

أما النساء في عُمان فلديهن ملابسهن الخاصة، إضافة إلى الملابس العصرية التي ترتديها بقية النساء في الخليج.

وملابس النساء التقليدية في عُمان تكون من قماش زاهي الألوان ومطرز بخيوط ذهبية أو فضية، أو حتى الخيوط الملونة، مصحوبة بغطاء مشابه للرأس، مع لبس الحلي التقليدية.

طفلان يرتديان الزي العُماني في العيد

عرضة العيد وعيدية الأطفال

من مظاهر العيد في الخليج، تجمُّع الصباح وحتى الظهر في جماعات أطفال يتغنون بصوت عالٍ بالكلمات المشهورة: “عيدكم مبارك يا أهل البيت”.

كما يخرج الأطفال ليجمعوا “العيدية” من الجيران والأهل، و”العيدية” عبارة عن مال يقدم للأطفال كهدية في يوم العيد.

يهتم الخليجيون بالطعام اهتماماً خاصاً خلال فترة العيد سواء الفطر أو الأضحى، فمنهم من يخصه لعائلته وأقاربه، ومنهم من يفتح أبوابه للفقراء من أهل الخير، وهي عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل الخليج.

تقام حفلات “عرضة العيد” كل نهار بأماكن خاصة، ويقوم الرجال بالرقص في العرضة بالبنادق والسيوف ويشدون بالأناشيد الحماسية.

فرحة الاطفال بالعيد والعيدية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى