الاخبار

شح الغاز وإغلاق المخابز في غزة.. المجاعة تطرق الأبواب

اعتبرت الأمم المتحدة قرار “إسرائيل” بوقف المساعدات إلى غزة يهدد حياة المدنيين المنهكين من الحرب

عادت أزمة الخبز إلى قطاع غزة بسبب توقف عدد من المخابز عن العمل، جراء انقطاع الغاز وهو العنصر الأساسي لتشغيل الأفران، بفعل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معابر القطاع لأكثر من أسبوع.

ومنذ بدء قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد للقطاع (2 مارس)، تعاني المخابز من شح غاز الطهي مما اضطر العديد منها إلى إغلاق أبوابها أمام المواطنين.

ويهدد إغلاق المخابز بعودة شبح المجاعة إلى القطاع من جديد، خاصة أن الخبز يشكل مصدر الغذاء الأول لهم في ظل نقص الأسواق من كثير من الأصناف الغذائية الأخرى.

أزمة خبز

في ظل استمرار إغلاق معابر قطاع غزة، أطلقت المؤسسات الإنسانية والحقوقية نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال من أجل السماح بإدخال الوقود وغاز الطهي، إلا أن “إسرائيل” لم تستجب أو تعطي هذه النداءات أي اهتمام.

واعتبرت الأمم المتحدة قرار “إسرائيل” بوقف المساعدات إلى غزة يهدد حياة المدنيين المنهكين من الحرب، مؤكدة أن “إعادة فرض الحصار على غزة يهدد بعكس مسار التقدم في وقت حرج حيث يكافح الناس من أجل البقاء”.

يقول المواطن محمد حسنين، وهو أب لخمسة أطفال: “كنا نواجه أزمات كثيرة، لكن أزمة الخبز أصعبها، لأن الأطفال لا يفهمون معنى عدم توفره، ونحاول تدبر الأمر بأي طريقة، ولكن في حالة استمر إغلاق المخابز سنذهب إلى المجاعة”.

يضيف حسنين في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “مرّ يومان على إغلاق المخبز الذي نعتمد عليه لتوفير الخبز بسبب عدم وجود دقيق، وتوقف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) عن توفير الدقيق بشكل دوري، ولا نجد الآن خبزًا لإطعامه لأطفالنا”.

لم يخفِ حسنين خوفه من المجاعة خاصة أن إغلاق المخابز في مناطق مختلفة من قطاع غزة مستمر، مع عدم توفر الدقيق، أو وجود أي أفق لحل سياسي، واستمرار إغلاق الاحتلال لمعبر كرم أبو سالم.

يعتمد حسنين وعائلته على ما تبقى من دقيق لديهم في إنتاج الخبز، ولكنه لا يكفيهم لأكثر من أسبوع واحد، وفي حالة استمر إغلاق المعابر من قبل الاحتلال، لن تجد هذه العائلة شيئًا لتأكله في شهر رمضان.

يتخوف حسنين أيضاً من أن يعود إلى طحن علف الحيوانات مرة أخرى وإنتاجه كبديل عن الدقيق، كما حدث معهم خلال حرب الإبادة الجماعية، ومنع الاحتلال إدخال أي أشكال الطعام إلى قطاع غزة.

الخوف أيضًا بدأ يدخل إلى رب العائلة محمود عز الدين بسبب توقف مخبز منطقتهم السكنية في حي الصبرة بمدينة غزة عن العمل نتيجة نفاد غاز الطهي، وعدم توفر الدقيق لديه أيضًا.

يقول عز الدين في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “إغلاق المخابز من أقسى وأصعب الأزمات التي يشهدها قطاع غزة ونعاني منها، فهي شاهد جديد على الوضع الحالي في القطاع، حيث لا توقف للحرب، أو إدخال للمساعدات، أو بدء للإعمار”.

يضيف عز الدين: “لم نأخذ قسطًا من الراحة بعد سواء من القتل، أو الجوع، أو الخوف، حتى عادت تظهر لنا الأزمات بشكل تدريجي، أولها الخبز، ثم نقص الغاز، والمواصلات، والأدوية، والماء”.

بدأ عز الدين شراء الرز والمعكرونة من أجل إطعام أطفاله، لعدم وجود دقيق لديه، ولارتفاع أسعاره في الأسواق، ولاختفائه أيضًا منها بفعل إغلاق الاحتلال للمعابر، واحتكار التجار لهذه المادة الأساسية.

كما يوضح أن “الرز والمعكرونة أسعارهما بدأت ترتفع بنسبة قليلة، ولكن في حالة استمرار إغلاق المخابز ستقفز الأسعار أضعافًا، كونها البديل عن الخبز للسكان، وستكون مصدر الغذاء الوحيد لهم”.

عز الدين بدأ يفكر بعد إغلاق المخبز الموجود في منطقتهم بعودة المجاعة من جديد، والوقوف أمام طوابير طويلة من أجل الحصول على مساعدة غذائية من المؤسسات الدولية، وعدم حصولهم على رغيف واحد خلال اليوم كما حدث في الشهور الأخيرة التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار.

تحذير فلسطيني

رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، عبد الناصر العجرمي، حذر من توقف جميع المخابز في غضون أسبوعين، في حالة استمر الاحتلال بإغلاق معابر قطاع غزة.

وأوضح العجرمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن المخابز التي تعمل على غاز الطهي توقف بعضها عن العمل، إضافة إلى أن كمية السولار الموجودة لدى بعض المخابز تكفي لأسبوعين فقط، وبالتالي ستتوقف جميع المخابز عن العمل خلال تلك الفترة.

كما بين أن استمرار إغلاق المعابر يهدد أيضًا مخزون الدقيق الذي يحتوي كميات قليلة لا تكفي لأسبوعين داخل القطاع، مشيراً إلى أن استمرار الحال على ما هو عليه في قطاع غزة يعني تجويع السكان من جديد.

وقررت الحكومة الإسرائيلية يوم السبت (1 مارس)، إغلاق المعابر الحدودية ووقف تدفق المساعدات والبضائع إلى القطاع، بزعم رفض حركة “حماس” تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.  

ونتيجة للقرار الإسرائيلي، قفزت أسعار السلع والمواد الأساسية في القطاع بشكل فوري، وسط تحذيرات حكومية وأممية من عودة التجويع إلى صفوف السكان إذا ما استمر قرار إغلاق المعبر سارياً.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى