سيناريوهات قاتمة مع عودة التصعيد العسكري.. السودان إلى أين؟

ما أسباب التصعيد الأخير من قبل قوات الدعم السريع؟
للتعويض عن خسائرها الميدانية ولاستعراض قدراتها بعد أن فقدت مناطق استراتيجية.
ما أبرز أشكال التصعيد التي شهدتها بورتسودان؟
هجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت (المطار، الميناء، مستودعات الوقود، محطات الكهرباء، ومواقع مدنية بينها فنادق).
مع عودة التصعيد العسكري إلى مدينة بورتسودان، يدخل السودان مرحلة أكثر قتامة في ظل هجمات مكثفة بالطائرات المسيّرة من قبل قوات الدعم السريع، ما يفتح الباب على تساؤلات خطيرة بشأن مستقبل البلاد ووحدة ترابها، وسط عجز واضح في الحسم العسكري وتعثر المسارات السياسية.
وفي تطور ينذر بمخاطر متزايدة على الاستقرار المؤقت شرق السودان، شهدت مدينة بورتسودان صبيحة الثلاثاء 6 مايو الجاري، تصعيداً عسكرياً جديداً، مع استمرار القصف بواسطة طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدف مواقع حساسة قرب الميناء والمطار الدوليين، مما أسفر عن اندلاع حرائق هائلة لا تزال السلطات تكافح لاحتوائها.
وأثار هذا التصعيد الأخير قلقاً دولياً وتنديدات أممية، مع التحذير من اتساع رقعة الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023، والتي تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص.
هجمات شرسة
ووثقت مشاهد مصورة تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من مستودعات نفطية قريبة من الميناء الجنوبي في المدينة الساحلية، التي تشكل المقر المؤقت للحكومة السودانية على البحر الأحمر.
وأكدت مصادر من داخل مطار بورتسودان الدولي أن طائرة مسيّرة استهدفت خزانا للوقود داخل المطار، ما تسبب بانفجار كبير وحريق دفع السلطات إلى إخلاء المطار وتعليق جميع الرحلات الجوية.
وفيما كان يواصل الدفاع المدني محاولاته لإخماد النيران، حذر وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم من “كارثة محتملة” نتيجة امتداد ألسنة اللهب إلى مستودعات وقود ممتلئة في محيط المدينة.
كما أعلنت شركة كهرباء السودان عن استهداف محطة بورتسودان التحويلية خلال الهجمات، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي، مؤكدة أن ذلك “يندرج تحت الاستهداف الممنهج لمحطات الكهرباء وبصورة متكررة، مما ينعكس سلباً على خدمات المواطنين في المياه والصحة وغيرها”.
وامتد القصف ليطال مناطق مدنية، حيث أبلغت مصادر محلية عن أضرار لحقت بفندق مارينا، في حين أفاد شهود بتعرض فندق كبير قرب مقر إقامة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للقصف.
وتأتي هذه الهجمات عقب إعلان الجيش تدمير طائرة مسيّرة ومستودعات أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع في مطار نيالا، في وقت تواصل فيه هذه القوات شن هجماتها بالطائرات المسيّرة بعد خسارتها السيطرة على مناطق واسعة، منها العاصمة الخرطوم.
تصعيد وسيناريوهات
ووسط انسداد الأفق السياسي والعسكري في السودان، تتصاعد التساؤلات حول مغزى التوقيت والدلالات التي تحملها الضربات الجوية الأخيرة التي نفذتها قوات الدعم السريع على بورتسودان، المدينة التي باتت رمزاً للسلطة الشرعية المؤقتة، ما يعكس تحولا نوعياً في تكتيكاتها، وربما في أهدافها أيضاً.
ويرى بهاء الدين بشارة، رئيس تجمع شباب حركة العدل والمساواة، أن استهداف بورتسودان بالمسيرات يمثل تطوراً ملحوظاً في مسار الحرب، مشيراً إلى أن امتلاك الدعم السريع لمسيرات قادرة على ضرب العاصمة المؤقتة يكشف عن دعم خارجي كبير، مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:
-
الهجوم على بورتسودان يؤكد للعالم أجمع والشعب السوداني، أن الدعم السريع مدعوم بسخاء من دول تسعى للتحكم في السودان وموارده وتغيير ديموغرافيته.
-
السيناريو الأبرز لنهاية الصراع هو تمكن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، بدعم شعبي، من القضاء على الدعم السريع وتحرير كافة المناطق التي يسيطر عليها حالياً.
-
استبعد استسلام قوات الدعم السريع أو التزامها بالتجمع في مناطق محددة، لأنها لم تترك أي مجال لفتح حوار، والشعب السوداني “تم إذلاله وقهره” خلال هذه الحرب ولم يعد لديه ما يخسره من استمرارها.
-
سوف يستمر دعم الشعب للقوات المسلحة للقضاء على هذه الميليشيا التي تقاتل من أجل أجندات دول خارجية وليس لديها أي أجندة قابلة للتفاوض، فهي مجرد “أدوات” تستخدم للسيطرة على مقدرات الشعب السوداني بطرق غير مشروعة.
بدوره يقول الصادق الرزيقي، رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين، إن طبيعة الهجمات على بورتسودان، ونوع الطائرات المسيرة والمقذوفات المستخدمة، يفوق القدرات العسكرية والفنية لقوات الدعم السريع مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:
-
الجهات الخارجية الداعمة لقوات الدعم السريع، شعرت بتراجعها بعد تحرير الجيش السوداني لولايات الوسط والعاصمة الخرطوم، وانحصار المعارك في خمس ولايات بغرب السودان من أصل ثماني عشرة ولاية.
-
القوى الداعمة للدعم السريع أرادت من خلال هذه الهجمات إشغال القوات المسلحة السودانية وتشتيت الأنظار عما يدور في غرب السودان ومحاولات الجيش فك الحصار عن الفاشر ودخول الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع.
-
لا توجد أهداف أخرى للهجمات غير تلك التي استهدفت المرافق الحيوية، إلا إذا كان هناك استهدافاً لمقرات الجيش أو القيادة الحالية للدولة.
-
الجيش السوداني يمتلك القدرة على التصدي لهذه المسيرات بتقنيات التشويش، ويستبعد أن تحقق هذه الهجمات أهدافاً عسكرية ذات قيمة أو تمثل ضغطاً على الحكومة السودانية.