سوريا تنفي تقارير عن مفاوضات مباشرة مع “إسرائيل”

قال الدالاتي إن موقف بلاده “ثابت وواضح” حيال العلاقة مع “إسرائيل”
نفى قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء السورية، العميد أحمد الدالاتي، ما ورد في تقارير إعلامية عن مشاركته في محادثات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، واصفاً هذه المزاعم بأنها “عارية عن الصحة وتفتقر إلى المصداقية والدقة”، في رد رسمي على ما نشرته وكالة “رويترز” بشأن لقاءات سرية بين الطرفين.
وفي مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، قال الدالاتي، مساء الثلاثاء، إن موقف بلاده “ثابت وواضح” حيال العلاقة مع “إسرائيل”، مشدداً على أن القيادة السورية “تواصل اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن السيادة ووحدة الأراضي بكافة الوسائل المشروعة”.
وكانت “رويترز” قد نقلت عن خمسة مصادر مطلعة أن محادثات وجهاً لوجه جرت بين مسؤولين أمنيين سوريين وإسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة، بعضها تم في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وشارك فيها الدالاتي قبل انتقاله إلى السويداء بعد أن شغل منصباً قيادياً في محافظة القنيطرة المحاذية للجولان المحتل.
وأفادت الوكالة بأن المحادثات ركزت على منع التصعيد في المناطق الحدودية، وتخفيف التوغلات الإسرائيلية داخل القرى السورية، فيما أشار مصدران إلى إمكانية أن تفضي هذه اللقاءات لاحقاً إلى تفاهمات سياسية أوسع، رغم أنها تركز حالياً على قضايا أمنية بحتة.
من جانبه، كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أقر في وقت سابق من الشهر الجاري بوجود “محادثات غير مباشرة” مع “إسرائيل” بوساطة إماراتية، مؤكداً أنها تهدف إلى نزع فتيل التوتر على الحدود الجنوبية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تراجع وتيرة القصف الجوي الإسرائيلي على مواقع سورية خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سنوات من استهداف البنية التحتية العسكرية، في سياسة قالت تقارير إنها هدفت إلى إبقاء سوريا ضعيفة ومجزأة.
بالسياق ذاته، ذكرت مصادر استخباراتية أن الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري في الرياض منتصف مايو، شكل نقطة تحول في مقاربة واشنطن للملف السوري، ما دفع تل أبيب إلى مراجعة استراتيجيتها الأمنية حيال الحكومة الجديدة في دمشق.
ورغم نفي دمشق الرسمي لأي تواصل مباشر مع “إسرائيل”، إلا أن إشارات متزايدة عن اتصالات عبر وسطاء إقليميين، وعلى رأسهم الإمارات، تعيد إلى الواجهة احتمال حدوث تغييرات جوهرية في المشهد السوري-الإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، مع استمرار التوتر على الأرض وخشية من انزلاق الأوضاع نحو صراع جديد في الجنوب السوري.