الاخبار

“سكاي نيوز” تشعل توتراً بين الجزائر والإمارات.. ماذا حدث؟

 سبب الهجمة الجزائرية كان حديث المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث لقناة “سكاي نيوز عربية” عن الهوية الأمازيغية.

وصف بلغيث الأمازيغية بأنها “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي بامتياز. لا وجود لشيء اسمه أمازيغية، هناك بربر”.

تسببت قناة “سكاي نيوز” الإماراتية باندلاع أزمة بين الجزائر والإمارات على خلفية استضافة المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث؛ الذي زعم بأن “الأمازيغية” التي تعدّ مكوّناً للهوية الوطنية وفق الدستور الجزائري “صنيعة صهيونية فرنسية”.

وهاجم التلفزيون الجزائري الرسمي، مساء أمس الجمعة، بضراوة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً في تقرير نشره مساء الجمعة، إلى أن هناك “تصعيداً إعلامياً خطيراً” من دولة الإمارات، واصفاً إياه بأنه “يتجاوز كل الخطوط الحمراء تجاه وحدة وهوية الشعب الجزائري”.

كما اعتبر أن هذا التصعيد “استهداف خطير لثوابت الشعب الجزائري العريقة، ومحاولة للتشكيك في أصولها وتاريخها العميق”.

واتهم التلفزيون الجزائري الإمارات بأنها “تتحول إلى مصانع للفتنة وبث السموم الأيديولوجية مستغلة تاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ”، في إشارة مباشرة للمؤرخ محمد الأمين بلغيث.

كما لفت إلى أن “الجزائر التي دفعت ملايين الشهداء دفاعاً عن وحدتها لا ترضخ للاستفزازات ولن تغفر المساس بثوابتها وبأسس هويتها وانتمائها”، مشدداً على أن “التحريض الإعلامي الذي يمسّ هوية الشعب الجزائري لن يمرّ دون محاسبة أخلاقية وشعبية”.

كما وصف التلفزيون الجزائري “الطعن في وحدة الشعب الجزائري، بأنه ليس مجرد إساءة إعلامية بل عدوان يطال القيم والسيادة والمصير المشترك”، مبيناً أن الجزائر “ستردّ الصاع صاعين”.

وكان المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث قال خلال لقاء عبر قناة “سكاي نيوز عربية” في حديثه عن الهوية الأمازيغية: “ليست هناك ثقافة. هذا مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي بامتياز. لا وجود لشيء اسمه أمازيغية، هناك بربر، وهم عرب قدماء وفق ما يدين به كبار المؤرخين في الشرق والغرب”.

وأضاف بلغيث أن “قضية الأمازيغية تُعد -بإجماع عقلاء ليبيا والجزائر والمغرب- مشروعاً سياسياً هدفه تقويض وحدة المغرب العربي، خدمةً لمشروع فرنسي يسعى إلى فرض مغرب فرنكوفوني”.

وزاد: “نحن نعود في أصولنا إلى الفينيقيين الكنعانيين، وهذا هو السرّ بيننا وبين خصومنا في الداخل والخارج”.

ردود فعل غاضبة

وأثارت الحملة التي شنها التلفزيون الجزائري ردود فعل غاضبة بين الإماراتيين، الذين استغربوا من الاتهامات التي وجهتها لبلدهم.

والعلاقات بين البلدين ليست على أحسن حال، فقد شهدت توتراً خلال السنتين الماضيتين، بعد اتهام الجزائر لأبوظبي بالقيام بأعمال عدائية ضدها في المنطقة.

وفي يناير 2024، أصدر المجلس الأعلى للأمن في الجزائر بياناً أبدى فيه أسفه لما قال: إنها “تصرفات عدائية مسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”، وهو ما فُهم مباشرة على أنه تحذير للإمارات.

وفي مارس 2024، وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتهاماً صريحاً للإمارات بالتدخل في شؤون بلاده وبلدان أخرى، قائلاً: “في كل الأماكن التي فيها تناحر، دائماً مال هذه الدولة موجود في الجوار، مالي وليبيا والسودان. نحن لا نكنّ عداوة لأحد نتمنى أن نعيش سلمياً مع الجميع ومن يتبلّى علينا فللصبر حدود”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى