الاخبار

حوار استراتيجي بين قطر وبريطانيا وخطاب نوايا حول السلام

وزير الخارجية البريطاني قال إن لندن تقدر الجهود الكبيرة لرئيس الوزراء القطري في إحلال السلام والمصالحة.

أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأحد، توقيع خطاب نوايا مع المملكة المتحدة في مجال السلام والمصالحة، فيما ترأس مع وزير الخارجية البريطاني الحوار الاستراتيجي الثاني بين البلدين تحت شعار “شركاء من أجل المستقبل”. 

وخلال مؤتمر صحفي عقده بن عبد الرحمن مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، عقب لقاء جمعهما بالدوحة خلال زيارة يجريها الأخير للبلاد، قال المسؤول القطري، إن “الشراكة القطرية البريطانية شهدت تحركات مكثفة لتعميق التعاون، ونحن نسعد بإطلاق مجموعة عمل في مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكار”.

وأضاف أن “قطر تستثمر أكثر من 40 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا، وأن هذه الاستثمارات تسهم بدعم نمو الاقتصاد البريطاني والتنمية بالبلدين”.

وأشار إلى أن قطر وبريطانيا تجمعهما علاقة صداقة وشراكة متينة وطويلة.

من ناحية أخرى، اعتبر رئيس الوزراء القطري أن “حصار غزة وتسييس المساعدات واستخدام الجوع سلاحاً يضع منطقتنا على حافة الهاوية”.

وذكر أن “قطر تعمل بلا كلل لدعم الجهود الرامية إلى حل جميع الخلافات عبر الحوار”.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، إن “لندن تقدر الجهود الكبيرة لرئيس الوزراء القطري في إحلال السلام والمصالحة”.

وأوضح أن بلاده ستواصل العمل مع قطر في مناطق مثل غزة والسودان واليمن وغيرها.

وطالب جميع الأطراف بالسعي لوقف الحرب المدمرة في غزة وأن يكون ذلك عبر الدبلوماسية.

حوار استراتيجي

وترأس بن عبد الرحمن ولامي الحوار الاستراتيجي القطري البريطاني الثاني، الذي ناقش تعزيز التعاون بين البلدين في أربعة محاور رئيسية: الازدهار المستقبلي، مستقبل آمن، مستقبل أكثر عدلاً، مستقبل العلاقات بين الشعبين، وذلك تحت ثماني مجموعات عمل معنية بمجالات: الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب والتجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتنمية والوساطة والثقافة، والتعليم، والتراث، والصحة.

ووفق بيان لوزارة خارجية قطر، جرى خلال الحوار إطلاق مجموعة عمل في مجال التكنولوجيا والابتكار والعلوم والابتكار، وأخرى في مجال الصحة، بجانب مناقشة الآفاق المتاحة للدفع بالتعاون بين البلدين في مجالات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي والفرص المستقبلية، بما في ذلك دورها في دعم تطبيقات الرعاية الصحية والبيانات الصحية.

كما تطرق إلى تعزيز التنسيق المشترك والتعاون لمعالجة التحديات العالمية، وعقد الاجتماع الأول لمجموعة عمل للتنمية، وإنشاء فريق عمل معني بالوساطة.

وبحث الحوار عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود المستمرة للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وسبل إنهاء القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتطرقا إلى المستجدات في سوريا، والمفاوضات التي تقودها سلطنة عمان بين إيران والولايات المتحدة، بالإضافة إلى المفاوضات بين الأخيرة وروسيا.

وأكد رئيس الوزراء القطري، أن الحوار الاستراتيجي “يعكس الإرادة المشتركة للبلدين على الارتقاء بشراكتهما الوطيدة وتعزيز تعاونهما المتنامي في كل المجالات ، بما في ذلك المساهمة الفعالة في مواجهة التحديات العالمية، لا سيما في مجالات حل النزاعات عبر الوسائل السلمية وتدفق المساعدات الإنسانية والتنموية وبناء القدرات لتوطيد السلام على المستويين الإقليمي والدولي”.

على صعيد آخر، التقى وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع سعود بن عبد الرحمن آل ثاني مع وزير الخارجية البريطاني.

وجرى خلال اللقاء بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وسبل تعزيزها وتطويرها.

وتشهد العلاقات القطرية البريطانية تطوراً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، مدفوعةً بتوسيع مجالات التعاون في مجالات الاستثمار والدفاع والتكنولوجيا.

وتعد قطر من أكبر المستثمرين في بريطانيا، حيث تتجاوز استثماراتها 40 مليار جنيه إسترليني، مما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

في المقابل، تبرز قطر كلاعب دبلوماسي رئيسي في قضايا المنطقة، خاصة في جهود الوساطة بملفات مثل غزة والسودان واليمن، وهي قضايا تلقى اهتماماً بريطانياً متزايداً.

وتعزز الاتفاقيات الجديدة وخطابات النوايا بين الدوحة ولندن دور البلدين في دفع جهود السلام والاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى