الاخبار

حماية التنوع البيئي بالسعودية.. نموذج عالمي للمحميات الطبيعية

زاهر هاشم، الكاتب المتخصص بقضايا البيئة وتغير المناخ:

  • تلعب المحميات دوراً في مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي من خلال تخزين الكربون والحد من آثار التغير المناخي.
  • تعزز المناطق المحمية السياحة البيئية وتوفر موارد اقتصادية مستدامة وتشجع السكان المحليين على حماية البيئة.
  • تقلل التدهور البيئي الناتج عن الأنشطة البشرية وتعزز استقرار النظام البيئي على المدى الطويل.

تؤكد السعودية من خلال ما تحققه من إنجازات بيئية ريادتها في حماية والحفاظ على التنوع البيولوجي، التي يبرز من بينها الاتساع المستمر في عدد ومساحة المحميات البرية والبحرية.

المملكة تضم عشرات المحميات، التي تعدّ موئلاً لأنواع متعددة من الحيوانات البرية والبحرية والطيور، ما جعل من هذه المحميات تؤدي دوراً محورياً في الحفاظ على التنوع البيئي ومواجهة التحديات البيئية العالمية، مثل التغير المناخي وانقراض الأنواع.

ما يصب في إنجاح تنويع وتوسعة وإدامة هذه المحميات رؤية السعودية 2023، التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

ارتفاع عدد المحميات

المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أكد في بيان حديث، أن المناطق المحمية تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي في السعودية، موضحاً أنه يقود جهود التوسّع في المناطق المحمية للوصول إلى 30% من مساحة المملكة، وأوضح أن:

  • عدد المحميات في عام 2023 بلغ 36 محمية.

  • سيبلغ عدد المحميات المستهدفة عام 2030 أكثر من 100 محمية.

  • في عام 2017 بلغت مساحة المناطق المحمية البرية والبحرية 4.56% و3.76% على التوالي.

  • في عام 2023 بلغت مساحة المناطق المحمية البرية والبحرية 18.1% و6.48% على التوالي. 

  • بلغت مساحة المحميات البرية 361 ألف كيلومتر مربع.

  • بلغت مساحة المحميات البحرية 14 ألف كيلومتر مربع.

 

تشتمل المحميات في السعودية على مقومات الحياة الفطرية؛ حيث تتميز بخصائص بيولوجية ومناخية لا يتمتع بها غيرها من الحدائق الأخرى.

وكان الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أوامر ملكية عام 2018 بإنشاء مجلس للمحميات الملكية، “بما يحقق الحفاظ على مكوناتها البيئية والطبيعية وإعادة توطين الحياة الفطرية فيها وتعزيز سبل إنمائها، وتنشيط السياحة البيئية”.

وشملت الأوامر:

  • إنشاء “مجلس للمحميات الملكية” في الديوان الملكي.

  • تحدد المحميات الملكية وتسمى بأمر من رئيس مجلس الوزراء.

  • يكون لكل محمية ملكية مجلس إدارة وجهاز يتولى الإشراف على تطويرها ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري.  

وتشمل المحميات الملكية:

– محمية الإمام عبد العزيز بن محمد

تقع شمال شرق الرياض على مساحة 11.300 كم². وتضم روضة خريم ومناطق أخرى، وتتميز بتنوع الحياة الفطرية، والنباتات الصحراوية، والمسطحات المائية خلال موسم الأمطار.

– محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز

تمتد في منطقة مكة على مساحة 2.200 كم²، وهي موطن للمها العربي وغزلان الريم والنعام، وتحتوي على 170 نوعاً من النباتات، وتشمل معالم طبيعية مثل فوهة بركان الوعبة.

– محمية الإمام تركي بن عبدالله

تقع في منطقة القصيم بمساحة 91.500 كم²، وتشتهر بطائر الحبارى وغطاء نباتي متنوع يشمل الطلح والسدر، وتعمل على إعادة توطين النباتات والحيوانات.

– محمية الملك عبد العزيز

تقع بمنطقة الرياض على مساحة 15.700 كم²، وتضم روضتي التنهات والخفس، وتتميز بتنوع نباتي، وتحتوي على أودية مثل وادي الشوكي.

– محمية الملك سلمان بن عبد العزيز

أكبر محمية في السعودية بمساحة 130.700 كم² شمال المملكة، وتضم تضاريس متنوعة ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين، وموطناً لـ300 نوع من الحيوانات البرية.

– محمية الأمير محمد بن سلمان

تبلغ مساحتها 16.000 كم² بين نيوم ومشروع البحر الأحمر، وتهدف لحماية الأصول الطبيعية والثقافية، وإعادة توطين النباتات والحيوانات البرية.

– محمية الملك خالد

تقع قرب الرياض بمساحة 1.160 كم²، وتتميز بتنوع نباتي وحيواني، مع مشاريع لإعادة تأهيل البيئة وزراعة 400 ألف شجرة محلية.

منافع وتحديات

زاهر هاشم، الكاتب المتخصص بقضايا البيئة وتغير المناخ، يصف المناطق المحمية في السعودية، بأنها تعدّ ملاذاً لحماية التنوع البيولوجي ووقف التدهور البيئي، فضلاً عن دورها في “إصلاح ما أفسده التدخل البشري في الموائل الطبيعية والأنواع الحية”.

يلفت هاشم في حديث لـ”الخليج أونلاين” إلى أن إنشاء محميات جديدة في السعودية، يواجه “عدداً من التحديات”.

وبين أن من هذه التحديات “خوف السكان المحليين الذين يعتمدون على الموارد الطبيعية مثل الصيد والرعي على فقدان سبل عيشهم ومصدر رزقهم، وكذلك الحاجة إلى تمويل كبير لضمان الحماية الفعالة ومراقبة الأنظمة البيئية”.

ويضيف أن التغير المناخي يعدّ أيضاً أحد أبرز هذه التحديات؛ حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والظواهر المناخية المتطرفة إلى تراجع مستويات التنوع البيولوجي.

ويشير إلى أن بعض المجتمعات في المحميات الطبيعية تجد عائقاً أمام مشاريع التنمية الاقتصادية والتوسع الحضاري والسياحي.

لتبديد هذه التحديات، يقول هاشم إنه يمكن دمج السكان المحليين في عملية الإدارة من خلال برامج تشاركية؛ تسمح للسكان المحليين بالمساهمة في إدارة المناطق المحمية وتوفير فرص عمل داخلها، وتوفير مصادر دخل بديلة للسكان المحليين.

ومن بين هذه الفرص “السياحة البيئية أو تربية النحل، مما يقلل اعتمادهم على الموارد الطبيعي” على حدّ قول هاشم.

ويتابع: “يمكن تشجيع الشركات الخاصة على الاستثمار في مشاريع صديقة للبيئة داخل وحول المناطق المحمية لتوفير فرص عمل وحماية الموارد، وتقنين الاستخدام المستدام من خلال السماح بأنشطة مستدامة مثل الصيد أو الرعي وفق شروط محددة تضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي”.

ويلفت هاشم إلى ضرورة تعزيز الوعي البيئي لدى السكان المحليين بأهمية المناطق المحمية وفوائدها طويلة الأمد.

ومع استمرار السعودية في التوسع بإنشاء المناطق المحمية، يرى هاشم أن ذلك يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي؛ حيث توفر هذه المحميات ملاذاً آمناً للأنواع المهددة بالانقراض.

ويسهم زيادة مساحات المناطق المحمية أيضاً في تحسين استدامة الأنظمة البيئية، وحماية الموائل الطبيعية؛ ما يقلل من فقدان الأنواع ويحسن خدمات النظام البيئي مثل تنقية الهواء والمياه.

ويختم هاشم حديثه موضحاً أن من بين أبرز فعاليات المناطق المحمية أنها:

  • تلعب دوراً في مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي من خلال تخزين الكربون والحد من آثار التغير المناخي.

  • تعزز المناطق المحمية السياحة البيئية وتوفر موارد اقتصادية مستدامة وتشجع السكان المحليين على حماية البيئة.

  • تقلل التدهور البيئي الناتج عن الأنشطة البشرية وتعزز استقرار النظام البيئي على المدى الطويل.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى