الاخبار

حركة ولي العهد السعودي العفوية تشعل تفاعلاً واسعاً في سوريا

سرعان ما تصدرت اللقطة عناوين المشهد الرقمي، وأصبحت رمزاً تداولته آلاف الحسابات خلال ساعات قليلة

تحولت لحظة عفوية وثقتها الكاميرات خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض إلى موجة واسعة من التفاعل الشعبي في سوريا، بعد أن أقدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على وضع يديه على صدره عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على دمشق.

المشهد الذي لم يستغرق سوى ثوانٍ معدودة، دوى صداه في المدن السورية ومواقع التواصل، حيث اعتبره كثير من السوريين تحية صادقة ولفتة إنسانية عبرت عن امتنان عميق ومساندة صريحة، خصوصاً أنه جاء بعد جهود سعودية وطلب من ولي العهد إلى ترامب برفع العقوبات. 

وسرعان ما تصدرت اللقطة عناوين المشهد الرقمي، وأصبحت رمزاً تداولته آلاف الحسابات خلال ساعات قليلة.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي انتشرت صور وفيديوهات لسوريين يضعون أيديهم على صدورهم، مرددين عبارة “شكراً من القلب”، في مشهد جماعي غير منسق بدا وكأنه تعبير عفوي موحد. 

ولقي الوسم “#شكراً_من_القلب” انتشاراً واسعاً داخل سوريا وخارجها، فيما استخدم البعض وسم “#التحية_الصدرية” في إشارة إلى حركة ولي العهد السعودي.

وانتشرت رسومات كاريكاتيرية وملصقات رقمية تجسد لحظة التحية، فيما ظهر شبان في ساحة الأمويين بدمشق وفي حماة، وهم يرفعون الأعلام السورية والسعودية بينما يضعون أيديهم على صدورهم، على وقع أغاني وطنية.

ورغم أن القرار السياسي بحد ذاته مثّل تحولاً كبيراً بالنسبة لسوريا والسوريين، إلا أن الأحاديث بين الناس لم تنشغل كثيراً بالتفاصيل الرسمية، بل ارتكزت على اللحظة التي عبر فيها ولي العهد السعودي عن مشاعره دون كلمات.

كما عبر سوريون أيضاً عن شكرهم لقطر وتركيا، معتبرين أن الدعم المشترك من الدول الثلاث ساهم في الوصول إلى هذا القرار، ووصفت تعليقات عديدة هذه اللحظة بأنها “بداية النهاية لعزلة سوريا”، مشيدين بالوساطة الخليجية “الصادقة” و”الفعالة”.

ورحبت وزارة الخارجية السورية بالقرار، واعتبرته “نقطة تحول محورية” تفتح المجال أمام “الاستقرار والاكتفاء الذاتي وإعادة الإعمار”. 

من جانبه، أعرب وزير الخارجية أسعد الشيباني عن “الشكر الصادق للمملكة العربية السعودية على دعمها الجاد”، فيما قال وزير المالية محمد يسر برنية إن القرار “سيخلق فرصاً كبيرة لجذب الاستثمارات وإعادة الثقة بالاقتصاد الوطني”.

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن “دعمنا لسوريا سيشهد تقدماً بعد رفع العقوبات الأمريكية”.

يشار إلى أنه منذ بداية الثورة السورية في العام 2011، فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات على الحكومة السورية، وعلى الرئيس السوري السابق بشار الأسد وعدد من أفراد عائلته وشخصيات وزارية واقتصادية في البلاد.

وفي العام 2020، دخلت مجموعة جديدة من العقوبات حيز التنفيذ بموجب قانون “قيصر”، استهدفت العديد من أفراد عائلة الأسد والمقربين منه، بينهم زوجته أسماء الأسد، بما يشمل تجميد أصولهم في الولايات المتحدة، وفرض بموجب القانون عقوبات مشددة على أي كيان أو شركة يتعامل مع النظام السوري. كما استهدف القانون كذلك قطاعات البناء والنفط والغاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى