جرحى ينزفون بلا إسعاف.. نفاد الوقود يشل مركبات الإنقاذ في غزة

الانهيار في عمل مركبات الإسعاف يؤدي إلى تأخير في نقل الجرحى إلى المستشفيات ما يهدد حياتهم بشكل كبير
يهدد استمرار إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة بشلل كامل في عمل جهاز الدفاع المدني وسيارات الإسعاف، بسبب نفاد الوقود الضروري لتشغيل مركبات الطوارئ والخروج في مهام الإنقاذ، في ظل استمرارحرب الإبادة الإسرائيلبية بالقطاع.
ومع دخول الحصار شهره الثاني منذ آخر عملية إغلاق للمعابر، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة توقف 8 من أصل 12 مركبة إنقاذ وإسعاف، بسبب نفاد الوقود، ما قلص قدرته بشكل خطير على الاستجابة للنداءات الإنسانية، خصوصاً في محافظات الجنوب التي تتعرض لقصف متكرر وموجات نزوح متصاعدة.
كما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن الوضع لا يقل كارثية، حيث خرج أكثر من نصف سيارات الإسعاف عن الخدمة، مع بقاء 23 مركبة فقط من أصل 53، في ظل العجز التام في تزويد المركبات بالوقود منذ أوائل مارس الماضي.
تهديد لحياة الجرحى
ويؤدي هذا الانهيار في عمل مركبات الإنقاذ إلى تأخير خطير في عمليات نقل الجرحى من المناطق التي تتعرض للقصف.
كما تعرقل هذه الأزمة جهود انتشال الشهداء من تحت الأنقاض، ما يفاقم الجراح النفسية والإنسانية لدى ذويهم.
في الوقت نفسه تنعكس الأزمة سلباً على قدرة المستشفيات والمنشآت الصحية على تقديم خدماتها، خاصة مع الزيادة المستمرة في أعداد المصابين، والنقص الحاد في المستلزمات الطبية، ما يضاعف العبء على الطواقم الطبية العاملة في ظروف إنسانية صعبة.
شهادة من الميدان
من جانبه أكد نسيم حسن، مدير العلاقات العامة في دائرة الإسعاف والطوارئ بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، أن أزمة الوقود ألقت بظلالها الكاملة على منظومة الإسعاف والطوارئ، حيث توقفت معظم المركبات عن العمل بشكل كامل.
وقال حسن في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “في السابق كنا نعتمد جزئياً على ما تبقى من وقود في سيارات الإسعاف التي تعمل بالبنزين، ولكنها أصبحت الآن خارج الخدمة بشكل كامل منذ أسابيع. واليوم نواجه أزمة جديدة بانضمام سيارات الإسعاف التي تعمل على السولار إلى قائمة المعطلة، بعد نفاد المخزون بالكامل”.
وأضاف: “وحدة الإسعاف والطوارئ كانت تعتمد في تشغيلها على كميات محدودة من الوقود تصل إلينا من المؤسسات الدولية، لكن مع استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر، لم يدخل أي وقود منذ فترة طويلة، ما جعلنا عاجزين عن تسيير حتى الحالات الطارئة”.
وأوضح أن هناك سيارات إسعاف متوقفة تماماً على أبواب المجمع الطبي، في انتظار أي كمية من الوقود، لافتاً إلى أن الطواقم الطبية تجد نفسها مضطرة لنقل المرضى والمصابين بوسائل بديلة وغير مهيّأة، مثل السيارات المدنية أو حتى النقالات اليدوية، وهو ما يعرض حياة المصابين للخطر المباشر.
واختتم حسن حديثه بتحذير واضح: “إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا سنفقد مزيداً من الأرواح ليس بسبب القصف فقط، بل بسبب عدم قدرتنا على الوصول إلى الجرحى في الوقت المناسب”.
بدوره أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” صلاح عبد العاطي، أن الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية المستمرة للشهر 18 توالياً، بما ذلك استمرار إغلاق معابر القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم 54 توالياً.
وقال عبد العاطي في تصريح لـ”الخليج أونلاين”: “تواصل قوات الاحتلال توسيع الهجوم العسكري الوحشي بعد أن خرقت اتفاق التهدئة بتاريخ 18 مارس 2025، ما تسبب حتى الآن في استشهاد قرابة 2000 مواطن، وجرح أكثر من 5000 آخرين خلال 40 يومياً، ما يرفع عدد ضحايا حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر 18 توالياً إلى أكثر من 65 ألف شهيد ومفقود وأكثر من 17 ألف جريح، 65% منهم أطفال ونساء”.
وأوضح عبد العاطي أن تشديد الحصار جاء في وقت تتفشى فيه المجاعة جراء اغلاق المعابر ومنع دحول المساعدات الإنسانية ونفاد مخزون المواد التموينية، ما فاقم وعمق الكارثة الإنسانية طويلة الأمد التي تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة نصفهم من الأطفال.
وشدد على أن الاحتلال ملزم وفق القانون الدولي بضمان تدفق وإدخال المستلزمات الطبية والوقود والمساعدات الإنسانية والإغاثية.