توسعة الحرم المكي.. إنجاز تاريخي يعزز خدمات الحجاج والمعتمرين

بدأت مراحل العمل على مضاعفة الطاقة الاستيعابية بصحن الطواف إلى 3 أضعاف طاقته السابقة، ليتمكن 150 ألف شخص من الطواف كل ساعة
شهد الحرم المكي العديد من مشاريع التوسعة على مر العصور، إلا أن التوسعات الحديثة التي بدأت في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعد الأضخم في التاريخ من حيث المساحة والتكلفة والتطورات الهندسية.
وتهدف هذه التوسعات إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين، وتحسين الخدمات المقدمة لهم بما يضمن راحتهم وسلامتهم، وهو ما قام به ملوك السعودية على مدى العقود الماضية وصولاً إلى التوسعة الأخيرة.
وتكللت جهود المملكة العربية السعودية الحثيثة الساعية لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل الراحة والرعاية والسلامة والأمن والطمأنينة لهم؛ بنجاح موسم حج العام 1445 (2024)، فيما يعد عدد المعتمرين في رمضان لهذا العام 2025 من أكثر الأرقام تسجيلاً حتى اليوم.
المسجد الحرام بلا رافعات
وفي إنجاز تاريخي ترقبه المسلمون في جميع أنحاء العالم، أصبحت الكعبة المشرفة والمسجد الحرام خالية من الرافعات للمرة الأولى منذ 22 عاماً، وذلك بعد اكتمال التوسعة الكبرى للمسجد الحرام في مكة المكرمة.
وشهدت التوسعة تطوراً غير مسبوق في بنية المسجد الحرام، فيما تمت عند نهايتها إزالة الرافعات التي كانت تستخدم في أعمال البناء والصيانة، ما سمح بظهور مشهد نادر من داخل الحرم الشريف.
وأعلنت المملكة العربية السعودية تحقيق رقم تاريخي في أعداد المعتمرين القادمين من الخارج خلال شهر رمضان 2025، حيث بلغ عددهم نحو 10 ملايين معتمر.
ووفق رؤية 2030، تسعى السعودية إلى استقبال 30 مليون معتمر سنوياً بحلول 2030، مما يتطلب استمرار التطوير والاستثمارات لضمان تقديم تجربة مميزة لضيوف الرحمن.
وفي مطلع العام 2011، دشن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام، حيث رُفعت الطاقة الاستيعابية للحرم إلى مليون و850 ألف مصلٍّ.
وبدأت مراحل العمل على مضاعفة الطاقة الاستيعابية بصحن الطواف إلى 3 أضعاف طاقته السابقة ليتمكن 150 ألف شخص من الطواف كل ساعة، إضافة إلى أنظمة الصوت والإضاءة والتكييف ومنظومة طواف المشاة.
التوسعة الثالثة
واستقبلت التوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام المعتمرين والمصلين خلال شهر رمضان المبارك، من خلال منظومة من الخدمات الميدانية، والهندسية، والفنية، وفق خطط منهجية وكوادر بشرية من مهندسين وفنيين ومراقبين وعمالة، يعملون على مدار الساعة من أجل راحة وسلامة قاصدي المسجد الحرام.
وتعتبر التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام واحدة من أكبر المشاريع التوسعية في تاريخ المسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي تهدف إلى زيادة قدرة المسجد الحرام لاستيعاب أكثر من مليوني مصلٍّ في وقت واحد، إضافة إلى توسيع الساحات المحيطة بالمسجد الحرام لاستيعاب مزيد من المصلين وتسهيل حركة الزوار.
وكشف تقرير مصور لـ”الإخبارية” السعودية عن أن قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية للحرم المكي تبلغ 15 مليون ريال، أي نحو 4 ملايين دولار، حيث يستهلك الحرم ومرافقه نحو 100 ميغافولط أمبير يومياً.
أرقام كبيرة
ويعد مشروع التوسعة السعودية الثالثة نقلة نوعية في تاريخ المسجد الحرام؛ إذ بلغ إجمالي مسطح المبنى (345000م2)، وتصل أعداد المصلين إلى (300000) مصلٍّ، ويحوي ساحات ومسطحات وجسوراً تبلغ مساحاتها (239000م2)، وتصل قدرتها الاستيعابية إلى (566000) مصلٍّ، أما مسطح مبنى الخدمات (المصاطب) فتبلغ مساحته (730000م2)، وقدرته الاستيعابية تقدر بـ (264000) مصلٍّ.
وشملت التوسعة السعودية الثالثة (4) منارات، بارتفاع (135م)، ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بكامل المشروع (680) سلماً؛ لتسهيل عملية تنقل الزوار في أرجاء التوسعة، كما تقدر مساحة مسطحات كامل المشروع بـ (1371000م2).
ويصل إجمالي عدد المصاعد الكهربائية بمشروع توسعة المسجد الحرام إلى (140) مصعداً، موزعاً على (44) مصعداً في مبنى التوسعة، و(42) مصعداً في الساحات، و(64) مصعداً بمبنى المصاطب، و(24) بمبنى المنارات، ومبنى الإخلاء (6) مصاعد، كما تتراوح قدرة تحملها بين (1600) كغ لمصاعد الزائرين، و(2500) كغ لمصاعد الخدمات، و(7000) كغ لبعض مصاعد خدمات مبنى التوسعة.
22 قبة زجاجية
وضمت توسعة الحرم المكي (22) قبة، موزعة على النحو الآتي: (12) زجاجية متحركة، و(6) زجاجيات ثابتات على منسوب الطابق الثاني، وأربع قباب ثابتات على القاعات الوسطية الموجودة بالطابق الثاني.
وتقع القبة المتحركة أعلى الممر الشرفي لمبنى التوسعة السعودية الثالثة بقطر خارجي (36م)، وارتفاع داخلي (25م)، ووزن (800 طن)، بواجهات داخلية وخارجية من الرخام والزجاج للفتحات.
أما الأسطح الخارجية فمن الفسيفساء الملون، والأسقف الداخلية من الخشب المرصع بالأحجار الكريمة.
وتفتح القباب الزجاجية عن طريق وحدة تحكم مركزية لتوفير التهوية الطبيعية حينما تكون درجة الحرارة مناسبة، وتقع القباب الزجاجية المتحركة أعلى الأفنية الخلفية والوسطية بإجمالي عدد (12 وحدة)، بأبعاد (28.5×17 متراً)، وارتفاع خارجي (8.75 أمتار)، ووزن نحو (300 طن)، وتفتح القباب الزجاجية عن طريق وحدة تحكم مركزية لتوفير التهوية الطبيعية حينما تكون درجة الحرارة مناسبة.
توسعة المطاف
وأطلق مشروع توسعة المطاف “الرواق السعودي” في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز فضاعف هذا المشروع مساحة الحرم المكي من 12 ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، ويتكون من 4 أدوار: الدور الأرضي، والدور الأول، والدور الثاني، والسطح. ويستوعب 278 ألف مصلٍّ، و107 آلاف طائف في الساعة.
ويبلغ إجمالي مشربيات زمزم (2010) مشربيات، تتوزع بين (396) موضعاً لشرب مياه زمزم، و(902) موضع لشرب مياه زمزم بطول الشوترات، كما يحتوي مبنى الخدمات والساحات على عدد (712) مشربية.
الطرق والأنفاق والكباري
وبالنسبة للطرق والأنفاق التابعة للمشروع، يصل طول نفق القشاشية الأيمن إلى (490م)، ونفق القشاشية الأيسر بطول (494م)، ونفق الفلق (120م)، وكوبري المسجد الحرام بطول (111م)، ووصلة كوبري محطة المروة بالطريق الدائري (28م)، وكوبري جبل الكعبة بطول (240م)، وكوبري أم القرى بطول (274م)، وكوبري محطة المروة بطول (435م)، ومنحدر خلف محطة كدى بطول (165م)، وكوبري المسخوطة بطول (305م).