الاخبار

تصريحات ويتكوف.. أمريكا عالقة بين أهالي الأسرى وسياسات نتنياهو

تركت تصريحات ويتكون حالة استغراب كبيرة بين صفوف المسؤولين الإسرائيليين

أثار تصريح المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي أدلى به خلال مقابلة مع الإعلامي الجمهوري تاكر كارلسون، جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، حول الهدف من الحرب على غزة، وموقف الولايات المتحدة من العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وتركت تصريحات ويتكون، حالة استغراب كبيرة بين صفوف المسؤولين الإسرائيليين، خاصة التي سلطت الضوء على الفجوات المتزايدة بين تل أبيب وواشنطن فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن صفقة الأسرى والعمليات العسكرية في غزة.

وأكد ويتكوف أن الولايات المتحدة لا ترى أن استمرار المفاوضات حول أي صفقة يتماشى مع موقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلافاً لما تروج له بعض المصادر السياسية والإعلامية بين الحين والآخر.

بالسياق ذاته، نقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين مشاركين في محادثات صفقة الأسرى، السبت 22 مارس الجاري، أن تل أبيب لن توافق على أي مفاوضات لا تتم تحت شروطها الصارمة، والتي تشمل عدم إجراء محادثات تحت وطأة استمرار العمليات العسكرية في غزة، وفقاً لرؤية نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس.

وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن “الضغط العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي بعد أن توقفت حركة حماس عن التفاوض بشكل فعال”، مضيفين أن “إسرائيل تأمل أن يؤدي تصعيد العمليات العسكرية إلى خلق ضغط أكثر فاعلية على الحركة لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات”.

وفي حال لم يتم تحقيق أي تقدم بشأن إطلاق سراح الأسرى ، أكد المسؤولون أن دولة الاحتلال ستكثف عملياتها العسكرية، مشيرين إلى أن جيش الإسرائيلي مستعد لتوسيع نطاق القتال بشكل أكبر.

ووفقاً للتقرير، فإن “فشل خطة ويتكوف” دفع الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى العمل خلف الكواليس للتوصل إلى اتفاق جزئي يهدف إلى إطلاق سراح خمس أسرى، وهو ما ترفضه “حماس” في الوقت الحالي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن قنوات التواصل مع الوسطاء لا تزال نشطة، مع وجود آمال بأن تسفر هذه الجهود عن تحريك المحادثات وإقناع “حماس” بالانخراط بجدية في مفاوضات من شأنها أن تؤدي إلى اتفاق تبادل أسرى.

كما أشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل” مستعدة للنظر في وقف إطلاق النار بمجرد تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف، إلى جانب إعادة استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة.

إطلاق الأسرى

وعلى الرغم من إشادة ويتكوف بنتنياهو خلال المقابلة، معتبراً أن “إنجازاته العسكرية ضد إيران وحزب الله وحماس لا يمكن إنكارها”، إلا أنه شدد أيضاً على أن “معظم الإسرائيليين يريدون إطلاق سراح الرهائن (الأسرى)، وهو ما يضع نتنياهو في موقف يتعارض مع الرأي العام الإسرائيلي”.

وأضاف المبعوث الأمريكي: “أنا أتفهم أولئك الذين ينتقدونه لهذا السبب، حتى لو لم أكن أتفق معهم دائماً”، في إشارة إلى الانقسامات الداخلية داخل “إسرائيل” بشأن التعامل مع ملف الأسرى.

كما وجه ويتكوف انتقادات حادة إلى تل أبيب لعدم وجود رؤية واضحة لديها بشأن “اليوم التالي” من الحرب على غزة، على الرغم من مرور أكثر من عام ونصف على بدء العمليات العسكرية.

أوضح قائلًا: “عند الحديث مع قادة المنطقة، يتساءلون: ما هو هدف إسرائيل؟ وما هي خطتها طويلة الأمد؟ لا توجد خريطة واضحة ولا أفق استراتيجي، وهذا ما يخلق حالة من عدم الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي”.

وفي حديثه عن الوضع الإنساني في دولة الاحتلال، وصف ويتكوف لقاءاته مع عائلات الرهائن في ساحة تل أبيب بأنها “لحظات مؤثرة حطمت قلبي”، مضيفاً أن “هذه الصدمة تمس روح إسرائيل، ويجب على الحكومة أن تدرك أنه لا يمكن الاكتفاء بالضغط العسكري فقط، بل يجب التوصل إلى مفاوضات فعّالة تؤدي إلى نتائج ملموسة”.

وحذر المبعوث الأمريكي من أن إعادة غزة إلى نقطة البداية قد تؤدي إلى اندلاع جولة جديدة من القتال خلال بضع سنوات، قائلاً: “لا يمكن الاستمرار في معادلة الحرب ثم إعادة الإعمار ثم الحرب مجدداً”.

وعلى عكس النهج التقليدي الذي اعتمدته الإدارات الأمريكية السابقة، دعا ويتكوف إلى رؤية اقتصادية شاملة لمستقبل غزة، تتجاوز المساعدات الإنسانية قصيرة المدى، وتشمل استثمارات واسعة النطاق في البنية التحتية، والإسكان، والتوظيف، والتعليم، والصناعات المتقدمة مثل البيانات، والذكاء الاصطناعي، وإنتاج الأدوية.

غضب أمريكي

الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، يقرأ من تصريحات ويتكوف المفاجئة توجهات إدارة الرئيس ترامب حول ملف قطاع غزة والحرب الإسرائيلية ضدها، وتوجهات حكومة نتنياهو.

يقول حلمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “ويتكوف فاجأ المستوى السياسي في دولة الاحتلال والذي يعيش في هذه الأوقات على وقع أزمة داخلية كبيرة، من تصريحاته حول نتنياهو والحرب على غزة، في وقت تريد فيه حكومة الاحتلال كل الدعم من الإدارة الأمريكية”.

يشير هذا الموقف من ويتكوف، حسب حلمي، إلى عدم رضا واشنطن عن تكتيكات “إسرائيل” في التفاوض، خاصة في ظل سعي إدارة ترامب لإنهاء أزمة الأسرى الأمريكان المتواجدين لدى حركة “حماس”.

وتعكس تصريحات معبوث ترامب، وفق الكاتب والمحلل السياسي، شكوكاً أمريكية حول نوايا حكومة الاحتلال في إنهاء الأزمة أو استمرارها لأهداف سياسية داخلية، خاصة في ظل تزايد الانقسامات في دولة الاحتلال.

ويرى أن هذه التصريحات “تكشف عن قلق أمريكي من استمرار الفوضى في غزة، وتسلط الضوء على مخاوف واشنطن من أن يؤدي غياب خطة إسرائيلية متماسكة إلى حالة من عدم الاستقرار، مما قد يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة، خاصة مع عودة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى