الاخبار

تحذيرات من حرب شاملة.. “النووي” الإيراني في مرمى نيران “إسرائيل”

مسؤولون إسرائيليون كشفوا عن أن كل الخيارات مطروحة لهجوم تل أبيب على إيران بما فيها ضرب المواقع النووية

على وقع التصعيد غير المسبوق في المنطقة، بعد الهجوم الإيراني بأكثر من 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل، وتحذير إيران من أن أي عمل إسرائيلي جديد سيواجه برد أكثر قوة، تفجرت مخاوف من حرب شاملة قد تصل إلى النووي.

وقد تقرر تل أبيب ضرب منشآت نووية في إيران، وفق ما حث عدد من المسؤولين الإسرائيليين ممكن كشفوا أن بلادهم قد تستهدف منشآت النفط ومواقع استراتيجية في الداخل الإيراني، مؤكدين أن كل الخيارات مطروحة بما فيها ضرب النووي.

وتعارض واشنطن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النفطية والنووية والإيرانية. وقد حذر من ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن علانية، وخلال اتصاله برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وشدد على أن يكون رد إسرائيل “متوازناً”، لكن في حال استهدف النووي الإيراني، ما الذي قد يحدث وما هي العواقب المتوقعة من حدوث تسرب نووي واسع؟.

تهديد ومخاوف أمريكية

لطالما اعتبر نتنياهو مواجهة المشروع النووي الإيراني مرتكزاً لسياسته الخارجية والأمنية، فقبل وصوله إلى الحكم بسنوات نشر مقالاً عام 1993 حذر فيه من خطر هذا المشروع على وجود “إسرائيل”.

وأحدثت الضربة الإيرانية الأخيرة -التي جاءت رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والتصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله واغتيال أمينه العام حسن نصر الله– صدمة داخل “إسرائيل” وحلفائها، بعد نجاح إيران في توجيه ضربات محددة إلى قواعد عسكرية إسرائيلية، واقتربت بذلك المخاوف الأمريكية من الواقع باندلاع صراع إقليمي واسع.

وبعد توجيهه ضربة قوية إلى حليف إيران الأبرز في المنطقة (حزب الله) وبدء عملية عسكرية برية في الجنوب اللبناني، ومع حالة النشوة التي يشعر بها نتنياهو تصاعدت في الأيام الأخيرة التكهنات بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على الرد الإيراني غير المسبوق، ومن بين تلك الخيارات المطروحة توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، وهي اللحظة التي انتظرها نتنياهو طويلاً.

لكن ظهرت حسابات بالتحفظات التي أبدتها إدارة بايدن بضرورة أن يكون رد “إسرائيل” منسجماً مع مبدئها بعدم اندلاع حرب شاملة وإقليمية في المنطقة، وهي كلمة السر لعدم استهداف مصالح حيوية لإيران، خاصة مشروعها النووي.

وحذر بايدن “إسرائيل” من استهداف مواقع نووية أو منشآت الطاقة، وقال إن أي رد يجب أن يكون “متناسباً” مع الهجوم الذي شنته إيران على “إسرائيل”، مما يعني أنه يعترف بأن هناك ضرورة لرد مضاد.

المنشآت النووية الإيرانية

تتوزع المنشآت النووية في إيران على 4 أقسام، هي مناجم اليورانيوم، ومراكز البحث، ومواقع التخصيب، والمفاعلات النووية التي تشتمل 5 مواقع رئيسية تقع في مدينة بوشهر على الشواطئ الشمالية للمياه الخليجية، ومدينتي أصفهان ونظنز وسط البلاد، وقرية فوردو القريبة من مدينة قم الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً جنوب العاصمة الإيرانية، ومدينة أراك الواقعة غرب مدينة قم.

وتؤكد أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أن إيران أقامت العديد من المنشآت النووية المحصنة بشكل محكم جداً في باطن الأرض وفي مناطق متباعدة وبشكل مضلل، مما يجعل من المستحيل على سلاح الجو الإسرائيلي أو الأمريكي ضرب جميع هذه المنشآت النووية، وفق قناة “الجزيرة”.

كما أن هناك صعوبة في حصول هذه الأجهزة الاستخبارية على معلومات دقيقة عن المنشآت ذات الثقل الرئيسي في هذا البرنامج النووي، والتي يكفي ضربها لوقف عملية الإنتاج برمتها.

وإضافة إلى ذلك فإن هذه المنشآت محاطة بدفاعات جوية قوية تتألف من مضادات للطائرات وبطاريات صواريخ أرض/جو مضادة للطائرات أيضا، كما تخضع لحماية مشددة من الحرس الثوري الإيراني.

لا حرب نووية

يستبعد اللواء المتقاعد ضيف الله الدبوبي، أن تحدث حرب نووية أو قصف في هذا الإطار، لأسباب من بينها أن “إسرائيل ستكون المتضررة الأولى”.

ويوضح قائلاً: “لا يمكن أن تقوم إسرائيل بضرب أي مفاعل نووي إيراني إنتاجي لأنها تتوقع أن يكون الرد ضدها في مفاعل ديمونا وعندها ستتعرض البشرية الإسرائيلية للفناء أو الإصابات الكبيرة جداً”.

ويلفت في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن “إسرائيل” لم تعلن أنها تنتج أسلحة نووية، على الرغم من القناعة الكاملة أنها تقوم بإنتاج النووي ولديها أيضاً أسلحة نووية “ولكن لديها سياسة ضبابية في ذلك”، مشيراً إلى أن ذلك يتمثل في مفاعل ديمونا.

أما فيما يتعلق بإيران فيقول إنها في طور الإنتاج لسلاح نووي، وهو ما دفع المجتمع الغربي وفي مقدمتها أمريكا لمطالبة “إسرائيل” بعدم ضرب المفاعل النووي المنتج في إيران.

وأوضح أن التحذيرات كانت موجهة بشكل خاص لـ”إسرائيل” بعدم ضرب “مفاعل نطنز لأنه مخصص لتخصيب اليورانيوم والذي يدخل بالمرحلة النهائية في إنتاج السلاح النووي”.

وأضاف: “قد يضرب مفاعل بوشهر ومعاهد أخرى للإنتاج النووي في إيران، لأنها لو ضربت لن يكون لها أي تأثير منها، لكن بالنسبة لمفاعل نطنز فهو خط أحمر وفي حال قصف قد نشهد حربا نووية”.

وأكمل: “لكن مع ذلك أرى أن السلاح النووي لن يدخل داخل الصراع لأنه سيكون تأثيراً كبيراً على إسرائيل أولاً ثم على المنطقة”.

ماذا لو استهدفت؟

وتطرح التساؤلات حول ما إن هوجمت المنشآت النووية الإيرانية ما الذي قد يحدث:

  • مادة اليورانيوم تدخل خصيصاً في تصنيع الذخائر بهدف اختراق الدروع التي يصعب اختراقها بالقذائف التقليدية.
  • انفجار هذه القذائف يجعل اليورانيوم المنضب يشتعل ويتفكك إلى أجزاء تحوي رذاذاً من جسيمات دقيقة تصدر إشعاعاً ساماً يمكن له أن يستمر بالتواجد آلاف السنين.
  • الخطر الأساسي يأتي من تسربه للبشر، وما يمكن أن يفعله من تشوهات ثم إصابات بمرض السرطان، وله أضرار على الكلى والكبد والقلب.
  • في حال انتقلت الجسيمات للماء، فإن ذلك يترك أضرارا على البشر والحيوانات والنباتات بعد انتقاله للتربة، وفقا لـ”التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم”.
  • الغبار الناتج عن استخدامها خطير عند استنشاقه، والذخائر التي لا تصيب أهدافها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة التي تسقط فيها.
قطر تشدد على اتخاذ الإجراءات الدولية في مجال الأمان النووي

بدورها، تشدد وكالة حماية البيئة الأمريكية عبر موقعها الرسمي، على أن التعرض لمستويات عالية جداً من الإشعاع، مثل الاقتراب من انفجار نووي، يمكن أن يسبب آثاراً صحية حادة مثل حروق الجلد ومتلازمة الإشعاع الحادة “مرض الإشعاع”.

كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى آثار صحية طويلة الأمد مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

كذلك فإن التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع في البيئة لا يسبب آثاراً صحية فورية، ولكنه يساهم بشكل طفيف في خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.

أما الأمم المتحدة، فتؤكد أن الأسلحة النووية هي أخطر الأسلحة على وجه الأرض، لأن بإمكان أحدها أن يدمر مدينة بأكملها، ويقتل الملايين احتمالاً، ويعرض للخطر البيئة الطبيعية للأجيال القادمة وحياتها، من خلال آثاره الوخيمة الطويلة الأجل.

وتضيف أن الأخطار المترتبة على هذه الأسلحة تنشأ من وجودها ذاته.

ومع أن الأسلحة النووية استخدمت مرتين فقط في الحرب – في قصف هيروشيما وناغاساكي في عام 1945 – فإنه يقال إنه لا يزال هناك 22000 من هذه الأسلحة في عالمنا اليوم، وأنه أجرى حتى اليوم ما يزيد على 2000 تجربة نووية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى