تحذيرات من توقف المرافق الصحية المتبقية في غزة
أحمد عاطف (القاهرة)
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مجدداً من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضانات الأطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان: «لا يوجد مخزون وقود لدى المستشفيات بسبب السياسة التقطيرية التي يتبعها الاحتلال في إدخال الوقود منذ بداية الحرب على غزة». وأضافت أن الاحتلال يجبر قوافل المساعدات، بما فيها سيارات الوقود، بسلوك طرق مليئة باللصوص وقطاع الطرق لسرقتها تحت حمايته، مشيرة إلى أنه تمت سرقة آخر شحنة من الوقود أمس الأول، كانت بطريقها إلى المستشفيات من خلال مؤسسات أممية. وكررت الوزارة مناشدتها لكافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لتوفير الوقود وتأمينه لتشغيل المولدات في المستشفيات والمراكز الصحية بالقطاع.
في الأثناء، استنكرت الأمم المتحدة استهداف الجيش الإسرائيلي قافلة لبرنامج الأغذية العالمي في غزة، ودعت إلى رفض الانتهاكات بحق أطقم الوكالات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية لدعم الفلسطينيين.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، أدان برنامج الأغذية العالمي بشدة إطلاق قوات إسرائيلية النار على قافلة تحمل إشاراته بوضوح، قرب حاجز وادي غزة وسط القطاع، قائلاً في بيان، إن الاعتداء عرض حياة طاقم القافلة للخطر، وأدى إلى توقف المركبات عن الحركة.
وتابع: تعرضت القافلة التي تتألف من 3 مركبات تحمل 8 موظفين لإطلاق نار، رغم حصولها على جميع الموافقات، موضحاً أن 16 رصاصة على الأقل أصابت المركبات، ولحسن الحظ لم يُصب أي من الموظفين في هذه الواقعة المرعبة.
وبيّن أن هذا الحدث ليس سوى أحدث مثال على بيئة العمل المعقدة والخطيرة التي يعمل فيها برنامج الأغذية والوكالات الأخرى بالقطاع، مشدداً على أهمية تحسين الظروف الأمنية في غزة على وجه السرعة حتى تستمر المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
من جانبها، علّقت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية سيندي ماكين، على الواقعة في منشور عبر منصة «إكس» بالقول: «إنه أمر غير مقبول على الإطلاق، العاملون في المجال الإنساني ليسوا هدفاً».
من جانبه، أعاد مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني مشاركة منشور ماكين على حسابه في «إكس»، مضيفاً: «في غزة لا يوجد أي تمييز، العاملون في المجال الإنساني أياً كانوا، يتعرضون بانتظام للاستهداف».
إلى ذلك، قال القائم بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، جوناثان ويتال، إن النازحين من شمال قطاع غزة يعيشون حياة غير إنسانية في ظروف جوية استثنائية ونقص في متطلبات الحياة الأساسية.
وأوضح ويتال في تصريح لـ «الاتحاد» أن سبل الحياة تقطعت، حيث يواجه النازحون نقصاً حاداً في المياه، فيما يعمل عدد محدود من الآبار في المناطق التي تجمعوا فيها، بالإضافة إلى تعرض شبكة الصرف الصحي لأضرار كبيرة.
وطالب السلطات الإسرائيلية بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى النازحين ومنح العاملين في مجال الإغاثة الوصول الآمن والتحرك غير المقيد لتقديم المساعدات في مختلف المناطق، إذ أن العراقيل الكبيرة منعت دخول أكثر من 60% من المساعدات المتاحة خلال الأيام الماضية.
وحذر المسؤول الأممي من استمرار تحويل المستشفيات إلى ساحات معارك والاعتداء عليها، مما يسفر عن أضرار وضغوط كبيرة لنظام الرعاية الصحية المنهار أصلاً بقطاع غزة، فالمستشفيات المتبقية تفتقر للمتطلبات والمرافق الحيوية الأساسية مع توقف خدمات الطوارئ.