تجنيد المقاتلين.. ورقة رابحة لـ”حماس” في معركة غزة
“حماس” لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين جدد في غزة حتى اليوم، وستستمر عملية تجنيد المقاتلين ما لم تطرأ أي عوامل أخرى جديدة.
نجحت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في قطاع غزة، وضمهم لصفوف المقاتلين لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
جاء التأكيد على نجاح “القسام” بتجنيد مقاتلين جدد من مصادر عسكرية إسرائيلية، أكدت تمكن الجناح العسكري لحركة حماس من تجنيد حوالي 4000 مقاتل جديد خلال الأشهر الماضية، حيث يتلقون تدريبات على يد قادة جدد لتكييفهم مع أنماط قتال جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويعزز التجنيد الجديد من قدرات حماس العسكرية مما يمكنها من تنفيذ عمليات أكثر تعقيداً ومواجهة القوات الإسرائيلية بفعالية أكبر، وتعوض الخسائر في صفوف مقاتليها الذين يستهدون خلال القتال أو بعمليات اغتيال إسرائيلية.
ما هدف ذلك؟
وتهدف حركة “حماس” من تجنيد مزيد من المقاتلين إلى إعادة تأهيل قدراتها العسكرية، وعدم حسم المعركة لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يفقد بشكل شبه يومي جنود وضباط له في قطاع غزة.
تؤكد وسائل إعلامية إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين في الجيش أن “حماس” تحقق عودة كبيرة من خلال تجنيد عناصر جديدة، حيث يقدر عدد مقاتليها وحركة “الجهاد” معاً بما بين 20 إلى 23 ألفًا مع تجنيد حوالي 12 ألف مقاتل جديد.
هذا التطور يجعل “حماس” تواصل امتلاك أوراق القوة على الأرض وزيادة في حدة المعارك في قطاع غزة، ويضع جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام حرب استنزاف طويلة.
القناة الـ “12 العبرية” أكدت أن معدل تجنيد المقاتلين الجدد لدى “حماس”، يتجاوز معدل المقاتلين الذين قضوا على يد جيش الاحتلال.
وبحسب البيانات التي تم عرضها أمام لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست الإسرائيلي، والتي وصفتها القناة بأنها بيانات “مقلقة”، ينشط 9000 مقاتل لدى “حماس” في أنحاء غزة، نصفهم في الفرقة الشمالية والنصف الآخر في الفرقة الجنوبية، فيما ينشط حوالي 4000 مقاتل لدى “الجهاد الإسلامي” والمنظمات الأخرى في جميع أنحاء القطاع.
القناة بينت أن “حماس” لا تزال قادرة على تجنيد مقاتلين جدد في غزة حتى اليوم، وستستمر عملية تجنيد المقاتلين ما لم تطرأ أي عوامل أخرى جديدة.
كذلك، أكدت القناة ن مقاتلي حماس الجدد يتلقون تدريبات على يد قادة جدد يكيّفونهم مع أنماط قتال الجيش الإسرائيلي ويقيمون خطوطا دفاعية، وإنهم يقاتلون مع قيادات عسكرية لم تنجح “إسرائيل” باغتيالها.
ما موقف “إسرائيل”؟
ومع استمرار المعارك في قطاع غزة، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له (الخميس 2 يناير الجاري)، أن عدد قتلاه منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ 891 قتيلاً ما يمثل أكبر خسائر بشرية له منذ حرب 6 أكتوبر 1973.
“حماس” من جانبها لم تخفِ أنها عملت على تجنيد مقاتلين جدد، خلال حربها المستمرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ سبق وأكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” في يوليو الماضي أن “القدرات البشرية بخير كبير مع تجنيد آلاف من المقاتلين الجدد”.
وفي هذا السياق يشير المختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد موسى لـ”الخليج أونلاين” أن “الإسرائيليون ينظرون بانزعاج كبير حول الأخبار التي يتم تداولها عن تمكن حماس من تجنيد مقاتلين وإعادة تأهلين قدرتها العسكرية من جديد، هو ما يناقض التصريحات التي يصدرها قادة الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف: “حماس تواصل القتال في كل الأماكن الموجود فيها جيش الاحتلال، خاصة جباليا التي تعرضت لدمار كبير وممنهج للأبنية، وهو يعطي انطباع أنه بالفعل الحركة والقسام لديهم قدرة على حرب استنزاف طويلة من خلال الدفع بمقاتلين جديد”.
كما أوضح أن “المقاتلين الجدد يتدربون بشكل سريع ولا يحتاجون إلى خبرة واسعة في القتال، بسبب الأسلحة البسيطة والسهلة الموجودة لدى المقاومة والتي لا تحتاج إلى تعليم تقنيات إلكترونية أو تعقيدات في الرمي”.