تأخر صفقة “إف-35” الأمريكية.. ما البدائل المتاحة أمام السعودية؟
ما هدف صفقة “إف-35” للسعودية؟
تعزيز القدرات الدفاعية الجوية.
كم عدد الطائرات في الأسطول السعودي؟
حوالي 914 طائرة.
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية من خلال الحصول على طائرات مقاتلة متقدمة، تتميز بتقنيات حديثة وقدرات هجومية ودفاعية فائقة، وذلك ضمن جهودها لتعزيز الأمن الوطني وحماية مصالحها الإقليمية.
وفي هذا السياق، برزت صفقة طائرات “إف-35” الأمريكية كخيار استراتيجي للمملكة، ومع ذلك، شهدت هذه الصفقة تأخيرات ملحوظة، مما دفع السعودية إلى استكشاف بدائل أخرى لتعزيز أسطولها الجوي.
تعثّر الصفقة
وفقاً لتقارير إعلامية، أعربت السعودية عن اهتمامها بالحصول على مقاتلات “إف-35” الأمريكية، التي تُعد من بين الطائرات الشبحية الأكثر تقدماً على مستوى العالم.
إلا أن المفاوضات بين الجانبين السعودي والأمريكي، لم تُفضِ حتى الآن إلى اتفاق نهائي لتحقيق هذا الهدف؛ لاعتبارات سياسية وأمنية تتعلق بتوازن القوى في المنطقة.
وبحسب تقرير نشره موقع “Eurasian times”، كانت هناك آمال بإعادة طرح هذه الصفقة على الطاولة، خصوصاً بعد إعلان البيت الأبيض في مايو 2024 عن بدء مفاوضات حول اتفاقية دفاع ثنائية بين السعودية والولايات المتحدة.
لكن، ومع مرور أكثر من ستة أشهر دون أي تقدم ملموس أو إعلان رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية بشأن الصفقة، بدأت الرياض في استكشاف خيارات بديلة لتعزيز قدراتها الجوية وتطوير أسطولها العسكري.
ورغم اهتمام السعودية بتعزيز قدراتها الجوية عبر الحصول على مقاتلات “إف-35” الأمريكية، إلا أن هناك عدة أسباب تُفسر تأخر إتمام هذه الصفقة حتى الآن نقلها موقع “الدفاع العربي”، منها:
- الاعتبارات السياسية والدبلوماسية:
التوازن العسكري الإقليمي: تلتزم الولايات المتحدة بسياسة “التفوق العسكري النوعي” (QME) التي تهدف إلى ضمان تفوق “إسرائيل” عسكرياً في الشرق الأوسط، لذلك، تُظهر تردداً في بيع مقاتلات “إف-35” لدول أخرى في المنطقة إذا كان من شأن ذلك أن يهدد هذا التفوق، وحتى إذا تمت الموافقة على البيع، غالباً ما تكون النسخ المصدّرة أقل تطوراً مقارنة بالطرازات المقدمة لدولة الاحتلال.
التحالفات الدولية: قد يكون لتوترات سياسية ودبلوماسية بين الرياض وواشنطن دور في تأخير الصفقة، بما في ذلك اختلافات في الأولويات الاستراتيجية بين الجانبين.
- التوجهات الاستراتيجية السعودية:
تنويع مصادر التسليح: تُظهر السعودية ميلاً لتنويع مورديها العسكريين، وهو ما يتجلى في عقود شراء طائرات مقاتلة من دول أوروبية مثل طائرات تايفون البريطانية ورافال الفرنسية، هذه الاستراتيجية تتيح للمملكة تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وتعزيز استقلالية قراراتها الدفاعية.
بدائل متعددة: تبحث السعودية عن أنظمة دفاعية ومقاتلات حديثة قد تلبي احتياجاتها الاستراتيجية، ما يعكس توجهاً أوسع نحو الاستفادة من خيارات متنوعة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ 9 دول تقوم بتشغيل الطائرة “إف-35” وهي؛ أمريكا، و”إسرائيل”، وإيطاليا، والنرويج، وأستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وهولندا، والمملكة المتحدة، فيما طلبتها 13 دولة أخرى.
ورقة ضغط أمريكية
ويقول أستاذ العلوم السياسية الاستراتيجية المساعد، الدكتور قحطان الخفاجي، إن السعودية لا تمتلك تقاطعات كبيرة مع أطراف إقليمية يمكن أن ترتقي إلى حرب متبادلة، وتحتاج إلى طائرات من هذا النوع، فلا يوجد هناك تأثير لتأخير صفقة “إف-35”.
ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن السعودية تمتلك علاقتها إيجابية مع أمريكا في مختلف الجوانب، مما يستوجب بالأساس أن يكون هناك دعما أمريكياً للمملكة من خلال تجهيزها بأسلحة متطورة.
ويوضح الفخاجي أن “هناك أولويات لدى الجانب الأمريكي، وربما تأخير صفقة الطائرات فيه احتمال ورقة ضغط على السعودية”، مشيراً إلى أن واشنطن لا تعطي الطائرات الأمريكية لأطراف غير الكيان الصهيوني وحلف الناتو.
وحول البدائل أمام السعودية، يرى أن المملكة “لا يمكنها الذهاب إلى روسيا أو الصين أو فرنسا لاقتناء هكذا أسلحة، لأن التسليح السعودي أساساً هو أمريكي، فضلاً عن وجود اتفاقات أمنية وقواعد أمريكية في المملكة”.
ويتابع: “مع ذلك، فإن أمريكا لا تسمح للصين أو روسيا بعقد صفقات مع أطراف فاعلة في المنطقة مثل السعودية، التي تعرف كطرف أساسي في السياسة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة”.
ويلفت الخفاجي إلى أن “الخيارات أمام السعودية ضعيفة، ولا يمكن لها أن تذهب بهذا الاتجاه، مؤكداً بأن حل هذا الملف يمكن أن يكون من خلال تسويته مالياً مع الولايات المتحدة”.
ويستبعد أن تكون هناك انعكاسات لتأخير صفقة الطائرات على جاهزية القوة الجوية السعودية، حيث تمتلك المملكة طائرات “إف-16” المتطورة، مشيراً إلى أن “خصومها في المنطقة محدودين جداً، فهي ليست بحاجة إلى طائرات بهذا الحجم سريعاً”.
بدائل متاحة
في إطار جهود السعودية لتطوير قدراتها الجوية وتحديث أسطولها بمقاتلات شبحية متقدمة من الجيل الرابع أو أكثر، برزت عدة خيارات من دول مختلفة يمكن أن تلبي متطلبات المملكة الاستراتيجية، بحسب ما استعرضها صحيفة “الوطن” السعودية في ديسمبر الماضي.
ومن بين هذه البدائل، تأتي الطائرات الأوروبية مثل “داسو رافال” الفرنسية و”يوروفايتر تايفون” البريطانية، والتي تعتبر مقاتلات من الجيل الرابع ونصف، وتتميز بأدائها المتقدم وأنظمتها القتالية الحديثة.
بالجانب الآسيوي، تقدم الصين خيارات متطورة تشمل الطائرتين الشبحيتين “J-20 Mighty Dragon” و”FC-31 Gyrfalcon”، حيث إن الأخيرة صُممت خصيصاً للتصدير.
ومع أن “J-20” تعد أكثر تطوراً، إلا أن تصديرها مقيد بأسباب تتعلق بالأمن القومي الصيني، مما يجعل “FC-31” خياراً مرجحاً للمملكة إذا اتجهت نحو السوق الصينية.
أما روسيا، فتوفر المقاتلة “Su-57 Felon” من الجيل الخامس، والتي تتميز بقدرات شبحية وأنظمة حديثة، فيما تعمل موسكو على تطوير الطائرة “Su-75 Checkmate”، وهي مشروع جديد يهدف إلى تقديم طائرة بتكاليف أقل وميزات تنافسية، ومع ذلك، فإن نجاحها التجاري ما زال محدوداً في السوق العالمية.
وعلى صعيد المستقبل، يمكن للسعودية أن تنظر إلى مشروع الطائرة الشبحية (Tempest)، الذي يمثل تعاوناً مشتركاً بين بريطانيا وإيطاليا واليابان لتطوير مقاتلة من الجيل السادس، حيث إنه من المتوقع أن تكون هذه الطائرة جاهزة للدخول في الخدمة بحلول عام 2035.
وتتميز “Tempest” بقدرات شبحية متقدمة وأنظمة قتالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من قدرتها على التكيف مع التهديدات المستقبلية في ميدان المعركة.
إمكانات سعودية
تمتلك القوات الجوية الملكية السعودية أسطولاً متنوعاً من الطائرات المقاتلة، يشمل “يوروفايتر تايفون”، والتي تُعتبر من أحدث الطائرات في الأسطول السعودي، وتتميز بقدرات قتالية متعددة المهام.
كما تتوفر طائرات “إف-15 إيغل” و”إف-15 إس”، والتي تُعد العمود الفقري للقوات الجوية السعودية، لكونها تتميز بقدرات هجومية ودفاعية متقدمة، فيما تستخدم طائرات “تورنادو” في مهام الهجوم الأرضي والاستطلاع.
ولدى المملكة قوة جوية رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث أحرزت مكانة متقدمة، ووفقاً لأحدث بيانات موقع “جلوبال فاير باور” المتخصص في الشؤون العسكرية، حلت القوات الجوية الملكية السعودية في المرتبة الثانية عشرة عالمياً والثانية عربياً، متفوقة على دول كبرى مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى قوى إقليمية مثل إيران و”إسرائيل”.
وتشمل منظومة القوات الجوية السعودية -وفق صحيفة “سبق” السعودية- ما يقارب 914 طائرة متنوعة، من بينها طائرات حربية، ومقاتلات، وطائرات تدريبية، بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع، والمهام الخاصة، والمروحيات، فيما يمتلك هذا الأسطول حوالي 686 طائرة ذات جاهزية قتالية عالية.
وعلى صعيد المقاتلات الاعتراضية، ذكرت الصحيفة أن المملكة تحتفظ بعدد 283 طائرة، مما جعلها تحتل المرتبة التاسعة عالمياً في هذا المجال، في حين تمتلك 81 طائرة هجومية احتلت بها نفس الترتيب عالمياً.
كما تضم ترسانة المملكة 21 طائرة مخصصة للمهام الخاصة، و202 طائرة تدريبية، و49 طائرة للنقل العسكري، و22 طائرة للتزود بالوقود، وهو ما وضعها في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يخص المروحيات، تضم القوات الجوية 262 مروحية متنوعة، منها 34 هجومية، ما جعل المملكة تحتل المرتبة السادسة عشرة عالمياً في هذا الجانب.
وتسعى المملكة لتعزيز قدراتها الجوية من خلال المشاركة في “برنامج قتال الجو العالمي (GCAP)”، وهو مشروع مشترك مع بريطانيا، إيطاليا، واليابان لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل السادس، التي من المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول عام 2035.