بعد فشل الانتقال للمرحلة الثانية.. هل تستأنف “إسرائيل” حرب غزة؟

يترقب الجميع مصير المفاوضات بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية، وسيكون للوسطاء دوراً مؤثراً في حسم الأمر.
مع حلول الأحد 2 مارس الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” و”إسرائيل”، الذي رعته قطر، ومصر، والولايات المتحدة والتي امتدت لـ42 يوماً، دون الإعلان عن التوصل لاتفاق حول المرحلة الثانية.
ويترقب الجميع مصير المفاوضات بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية، في ظل غياب أي مؤشرات تدل على تقدم ملموس فيها، مع وضع سيناريوهات حول إمكانية العودة إلى الحرب من جديد من قبل “إسرائيل”.
كما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إجراء نقاش أمني لبحث مسألة الأسرى الإسرائيليين بمشاركة عدد من الوزراء الكبار ورؤساء الأجهزة الأمنية لاسيما رئيس هيئة الأركان الجديد ايال زمير.
مطالب “إسرائيل”
وخرج مكتب نتنياهو بتصريح شدد فيه على أن “إسرائيل” لن تردعها دعاية “حماس”، متعهداً بمواصلة العمل بلا كلل من أجل إعادة جميع المختطفين وتحقيق جميع أهداف الحرب.
وتريد “إسرائيل” تمديد المرحلة الأولى وإخراج مزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”، دون الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهو ما ترفضه الحركة الفلسطينية، وتعتبره خرقاً كبيراً لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأمام تعثر الانتقال للمرحلة الثانية سيكون للوسطاء دوراً مؤثراً في حسم هذا الأمر، حيث سيصل المبعوث الرئاسي الامريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف الى “إسرائيل” نهاية الاسبوع المقبل لبحث مستقبل الاتفاق مع “حماس”.
موقف “حماس”
حركة “حماس” من جهتها حملت الاحتلال الإسرائيلية المسؤولة الكاملة عن عدم انتقاله للمرحلة الثانية، داعياً الوسطاء إلى إلزامه بما تم الاتفاق عليه.
مطالب “حماس” تحدث عنها مصدر مصري، من خلال تأكيده أن “حماس” تصر على تنفيذ الشروط المتفق عليها باتفاق وقف إطلاق النار، وإلزام “إسرائيل” بإعلان انتهاء الحرب، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وهو ما يرفضه نتنياهو.
كما دعت الحركة الوسطاء للضغط على الاحتلال، لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق بجميع مراحله وتنفيذ البروتوكول الإنساني.
سيناريوهات متوقعة
حول السيناريوهات المتوقعة في حالة فشل الاتفاق على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، يتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي أحمد موسى، عودة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وهو ما يجعل حركة “حماس” مضطرة للرد على تلك الاعتداءات الإسرائيلية.
يمكن لهذا التصعيد، حسب حديث موسى لـ”الخليج أونلاين”، أن يتدحرج سريعاً، خاصة في حالة نفذت “إسرائيل” اغتيالات مركزة بحق قادة المقاومة في قطاع غزة، وهو ما يعني العودة إلى المواجهة المباشرة والحرب من جديد.
سيناريوه آخر، يتوقعه موسى، بدلاً من التصعيد العسكري، وهو توجه “حماس”، و”إسرائيل” نحو تجميد اتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع ضغط الوسطاء قطر، ومصر، والولايات المتحدة.
ويريد الوسطاء، وفق موسى، استئناف الجهود الدبلوماسية، بهدف الوصول إلى تفاهمات جديدة تضمن الانتقال إلى المرحلة الثانية، وحل الخلافات العالقة خاصة فيما يتعلق بأعداد الأسرى الإسرائيليين، وانسحاب الاحتلال من محور “فيلادليفا”.
كما يوضح أن نتنياهو يريد استغلال دخول شهر رمضان المبارك لتحقيق الضغط على حركة “حماس”، من أجل تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.
من أبرز الأسباب التي تجعل نتنياهو يهرب من الانتقال للمرحلة الثانية، حسب موسى، هو استحقاقات هذه المرحلة المتمثلة في تحرير كبار الأسرى الفلسطينيين كالقائد في حركة “فتح” مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، وهي أسماء مؤثرة.
كما يرفض نتنياهو أيضاً الانسحاب الكامل من قطاع غزة، كون ذلك يعطي حركة “حماس” مزيد من صور الانتصار، وسيزيد من حالة الضغط عليه خاصة من الائتلاف الحكومي الذي يؤيد العودة للقتال، وفق موسى.
وحول تبعات عودة القتال، يقول: “ينتظر قطاع غزة الذي تعرض لدمار كبير على مدار عام وثلاثة أشهر، مزيد من القتل، وتدمير ما تبقى من منازل وبنى تحتية، وتفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير، وزيادة الضغط على المدنيين من قبل جيش الاحتلال لتنفيذ بعض مطالبه في المفاوضات”.
أمام السيناريوهات المتوقعة حول عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية، يترقب الغزيون كل الأخبار الواردة حول المفاوضات، خاصة بعد الحرب الطويلة التي انهكتهم، وتعرضوا خلالها لمجاعة قاسية، وانهيار للمنظومة الصحية، ونزوح أكثر من مليون ونصف إنسان في الخيام.