بعد تعيينه مدرباً.. تحديات تنتظر تشابي ألونسو مع ريال مدريد

بدأ ألونسو مسيرته التدريبية في أكاديمية ريال مدريد حيث تولى تدريب فريق الشباب خلال موسم 2018-2019.
عاد تشابي ألونسو إلى ريال مدريد ليصبح مدربه الـ 43 في تاريخه، بعد أن أمضى سنوات داخل أسواره لاعباً ومدرباً لفريق الشباب.
وسيكون أمام المدرب الإسباني الشاب مهمة إعادة شخصية الفريق إلى مكانها الطبيعي على منصات التتويج، بعد موسم صفري خيب آمال عشاق النادي الملكي.
وسيدخل ألونسو أول اختبار حقيقي له في بطولة كأس العالم للأندية الشهر المقبل في الولايات المتحدة بشكلها الجديد، والتي تشكل فرصة ذهبية له كي يثبت جدارته في إدارة نادٍ بحجم ريال مدريد، ويؤكد أنه يملك الرؤية والعزيمة اللازمة لذلك.
ريال مدريد الحقيقي
وخلال المؤتمر الصحفي لتقديمه للجماهير بعد توقيع عقد انضمامه لأسوار “سانتياجو برنابيو” (الاثنين 26 مايو)، أعرب ألونسو عن سعادته وحماسه لهذه المرحلة الجديدة، وللرغبة في التطور، ولتعظيم تاريخ هذا النادي.
وقال أيضاً: “آمل أن أكون عند حسن الظن، وأن أعيد النادي للمكان الذي يستحقه. نشعر بأننا متحدون، نمتلك فريقاً رائعاً ولاعبين مذهلين وإمكانيات هائلة. وهذا يمنحني الطاقة والحماسة. لدي قناعة بأننا قادرون على تحقيق أشياء كبيرة”.
كما أضاف: “أريد أن أشعل حماس الجماهير، وأدعوهم ليكونوا مع الفريق، لننقل معاً مشاعر الفرح والحماس، أريد أن يرى الناس هذا الفريق ويقولوا (هذا ريال مدريد الحقيقي)، وإذا حققنا ذلك، سنصبح قوة لا تُوقف”.
وبحسب صحيفة “ريليفو” الإسبانية فإن لويس يوبّيس، مدرب حراس المرمى في ريال مدريد، سيستمر في منصبه ضمن الطاقم الفني للنادي، رغم التغييرات المنتظرة بعد وصول المدرب الجديد ألونسو.
ويُعد يوبّيس من الشخصيات الموثوقة داخل الجهاز الفني، بعد أن ارتبط اسمه لسنوات بالأداء العالي لحراس المرمى في ريال مدريد، وعلى رأسهم تيبو كورتوا.
لكن قرار الإبقاء على لويس، يأتي كنوع من الاستقرار الفني داخل الفريق، خصوصاً في مركز حراسة المرمى، في ظل الاستعدادات المكثفة للموسم المقبل ومشاركة النادي في بطولات كبرى أبرزها كأس العالم للأندية، وفق الصحيفة.
في المقابل فإن ألونسو لن يحصل على فلوريان فيرتز نجم خط وسط باير ليفركوزن، وهي الصفقة الوحيدة التي طلبها المدرب الإسباني حتى الآن.
السبب الرئيسي – وفق الصحيفة – هو القيمة المالية الكبيرة له، إذ لا يستطيع النادي تحمّل 120 مليون يورو دون بيع نجم كبير.
مسيرة واعدة
ويحمل ألونسو في سجل مسيرة تدريبة غنية منذ اعتراله اللعب عام 2018 تمثلت في:
- بدأ ألونسو مسيرته التدريبية في أكاديمية ريال مدريد حيث تولى تدريب فريق الشباب خلال موسم 2018-2019.
- قاده للتتويج بلقب الدوري الإسباني وبطولة دوري أبطال أوروبا للأبطال.
- في عام 2022 أعلن نادي باير ليفركوزن الألماني تعاقده مع ألونسو.
- في عام 2024 قاد النادي لتحقيق لقب الدوري من خلال سلسلة تاريخية بلغت 33 مباراة دون هزيمة.
- تأهل مع ليفركوزن إلى المباراة النهائية من الدوري الأوروبي دون هزيمة لكن خسر النهائي أمام أتلانتا الإيطالي.
- طور أسلوب لعب هجومي متوازن مع دفاع منظم في النادي الألماني، ما أكسبه إشادة واسعة في الأوساط الكروية.
تحديات تنتظره
وأصبح ألونسو أصغر مدرب يتولى قيادة ريال مدريد فهو بعمر (43 عاماً)، وسيكون على موعد مع أول ظهور له في مونديال الأندية الشهر المقبل.
وخلال المؤتمر الصحفي لتقديمه قال رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز خلال حديثه عن ألونسو: “عدت إلى ريال مدريد مدرباً للفريق الأول لتواجه واحداً من أكبر التحديات في حياتك” مضيفاً: “نحن واثقون من أننا سنعود لمشاركة الكثير من لحظات السعادة معاً، قوة هذا النادي تكمن في مواصلة العمل من أجل تحقيق أحلام جميع مشجعي الفريق”.
كما أشار إلى أن “تشابي ألونسو واحد من أفضل المدربين في العالم ويُمثّل قيم نادي ريال مدريد، في حضوره لاعباً بدأنا مرحلة ذهبية جديدة في تاريخنا بتحقيق اللقب العاشر لدوري الأبطال. واليوم نرحب بواحد منّا”.
وعرف عن تشابي خلال تواجده مع بايرليفركوزن قدرته على بناء الانسجام بين اللاعبين الكبار والصغار، لاسيما مع وجود الكم الكبير من النجوم ورغبته أيضاً بالاعتماد على بعد اللاعبين الواعدين الشباب.
وسيخوض ألونسو أولى مبارياته في مونديال الأندية يوم 18 يونيو القادم امام الهلال السعودي ضمن المجموعة الثامنة، التي تضم كلاً من أيضاً باتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورج النمساوي.
وفي هذا السياق، يشرح المحلل الرياضي سامي قنواتي، أبرز التحديات التي تواجه المدرب الإسباني، موضحاً أن على كاهله “مسؤولية ثقيلة” لأن جماهير الفريق لن تقبل بأقل من التتويج بعد الموسم المنصرم المخيب للآمال مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:
-
تدريب ريال مدريد ليس كأي وظيفة فنية أخرى، فالضغط الجماهيري والإعلامي ضخم والنتائج تقاس بالألقاب وليس أي شيء آخر.
-
تشابي ألونسو رغم نجاحه اللافت مع باير ليفركوزن، لم يخض بعد تجربة بحجم وضغط تدريب ريال مدريد.
-
كأس العالم للأندية ستكون بمثابة اختبار حقيقي لشخصيته وقدرته على التعامل مع الضغوطات.
-
ألونسو سيجد نفسه أمام مهمة عاجلة تتمثل في خلق تناغم سريع بين النجوم، لا سيما الثنائي الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور، اللذين يفضلان اللعب على الجهة اليسرى.
-
يجب تحديد دور لاعبين مثل البرازيلي رودريغو والإنجليزي بيلينغهام، وكيفية توزيع الأدوار بشكل لا يخل بتوازن التشكيلة.
-
في مونديال الأندية، سيواجه ريال مدريد فرقاً من مدارس كروية متنوعة، من أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا وغيرها.
-
هذا التنوع يتطلب من ألونسو قراءة دقيقة لكل خصم، وتكييف خططه حسب نوعية المنافس، فظهوره الأول لا يحتمل الأخطاء.
-
الفوز بمونديال الأندية سيمنح ألونسو دفعة قوية من الثقة، ليس فقط من الجماهير والإدارة، بل حتى من لاعبيه.
-
الفريق الذي يبدأ الموسم بلقب عالمي، يكتسب طابعاً تنافسياً عالياً، وأيضاً قد يقلل من حدة الضغوط عليه في الفترة الأولى من الموسم.
-
ريال مدريد يضم أسماء كبيرة ونجوماً عالميين؛ ما يجعل إدارة غرفة الملابس واحدة من أصعب المهام.
-
تشابي سيكون مطالباً بالحفاظ على الانضباط الداخلي، وضبط إيقاع العلاقة بين اللاعبين، والبطولة فرصة لإظهار عدالته وصرامته في اتخاذ القرار.
-
سيكون من المهم أن يُظهر تشابي ألونسو هوية فنية واضحة خلال البطولة. هل سيعتمد على الضغط العالي؟ أم سيُفضل الاستحواذ على الكرة أم التحولات السريعة؟
-
الجماهير والإعلام سيبدأون بالحكم على فلسفته من المباريات الأولى، وتقديم فريق منظم ومرن تكتيكياً سيُعزز من صورته كمدرب عصري قادر على التطوير.
-
أحد الأمور التي قد تميز حقبة ألونسو هو اعتماده على المواهب الشابة، ومونديال الأندية قد يكون مناسبة لمنح بعض اللاعبين الواعدين فرصة الظهور مثل التركي أردا غولر.
-
تشابي ألونسو يدرك أن الفوز بمونديال الأندية، سيكون حجر الأساس لمشروعه الفني في ريال مدريد.