باستراتيجية سياحية طموحة.. قطر على خارطة الوجهات العالمية
![](https://khaleejnas.com/wp-content/uploads/2025/02/alsyaht-althqafyt.-ma-dwrha-fy-dm-altnw-alaqtsady-fy-qtr-780x470.jpg)
كم بلغت مخصصات قطر لتطوير قطاع السياحة؟
45 مليار دولار حتى عام 2030.
ما هدف استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030؟
- جعل السوق السياحية القطرية الأسرع نمواً بالمنطقة.
- تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية.
شهد القطاع السياحي في قطر خلال السنوات القليلة الماضية، تحولات نوعية، مدفوعة بتطوير بنية تحتية عالمية المستوى، وتفعيل سياسات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية رائدة.
وبفضل الدعم الحكومي المستمر والاستراتيجيات التسويقية الفعالة، أصبحت قطر واحدة من أبرز الوجهات التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ويتمحور تركيز الدولة على تقديم تجارب سياحية متميزة، تشمل فعاليات ثقافية ورياضية وترفيهية تستقطب الزوار وتلبي تطلعاتهم المتنوعة.
استثمارات ضخمة
تهدف الخطط القطرية الطموحة إلى ترسيخ مكانتها لتصبح في مقدمة الوجهات السياحية الإقليمية والعالمية المتميزة، من خلال استثمار 45 مليار دولار لتوسيع قطاع السياحة.
وبحسب تقرير نشرته مؤسسة “قطر للضيافة”، في 6 فبراير الجاري، فإن هذا الاستثمار يأتي ضمن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030، التي تهدف إلى جعل قطر السوق الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط.
وتتوقع قطر تحقيق نمو غير مسبوق في سوق الضيافة بنسبة تصل إلى 89%، مع إضافة أكثر من 56 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2025.
ومن المقدر أن تصل تكلفة توريد هذه الغرف إلى نحو 7 مليارات دولار، مما يعزز من تنوع وجودة الخدمات الفندقية في البلاد.
وينعكس هذا النمو السريع على ازدهار قطاعات الضيافة والمأكولات والمشروبات، حيث من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 13.6 مليار دولار بحلول عام 2026، فاتحةً آفاقاً جديدة للموردين والمستثمرين في هذه الصناعات الحيوية.
ولا يقتصر تأثير هذا الاستثمار على قطاع الضيافة فحسب، بل يمتد ليشمل مساهمة السياحة بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي لقطر، أي ما يعادل 55 مليار دولار.
كما تهدف قطر إلى استقبال نحو 7 ملايين سائح سنوياً بحلول عام 2030، ومع التخطيط لتسليم نحو 27 ألف غرفة فندقية جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، من المتوقع أن يشهد قطاع الفنادق تحوّلاً جذرياً بحلول عام 2025، مما يعزز مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية.
إنجازات مستمرة
ويقول الكاتب والمحلل الاقتصادي سعيد خليل العبسي، إن قطر تفوقت بخبرتها في تنمية السياحة، مستغلة استضافة كأس العالم لإبهار العالم بحسن الاستقبال والتسهيلات وتوفير أماكن السياحة والإقامة والترفيه.
ويشير، في حديثه مع “الخليج أونلاين”، إلى أن العالم شاهد فرحة الملايين الذين استمتعوا بالألعاب والمواقع السياحية والترفيهية والإقامة، وما جهزته قطر في مجال السياحة والبنى التحتية والنقل والضيافة.
وأضاف العبسي أن قطر تعي أهمية وحيوية قطاع السياحة في عجلة التنمية وما تساهم به في الناتج المحلي، ومن هنا نجد كل هذه المنجزات التي تحققت على أرض الواقع.
ويؤكد أن قطر “أبدعت في هذا الجانب، فأوجدت العديد من أماكن التسوق والمولات، وبنت ميناءً ومطاراً جديدين ومترو وعشرات الفنادق العالمية، وعدة وجهات سياحية وترفيهية، منها سوق واقف ومشيرب واللؤلؤة وكتارا”.
ويلفت العبسي إلى تسهيل الدخول إلى قطر، مضيفاً: “بالرغم من الانتهاء من استضافة كأس العالم، فإن قطاع السياحة استمر في نموه وتطوره، والدليل على ذلك أنه في عام 2024 وصل إلى قطر ما يزيد على خمسة ملايين زائر”.
وأوضح أن قطر ستبقى وجهة منافسة لاستقطاب الزائرين والاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة ومشاريعها، وفي تحفيز الاستثمار المحلي في هذا القطاع الأكثر ديناميكية ومساهمة في تحريك مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى.
الاستراتيجيات الترويجية
وفي إطار سعي قطر المستمر لتنشيط الحركة السياحية، اتبع مشروع “Visit Qatar” استراتيجيات ترويجية مبتكرة لتعزيز مكانة الدولة على خارطة السياحة العالمية.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ “Visit Qatar”، عبد العزيز علي المولوي، على النجاح الكبير الذي حققته الدولة في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية متميزة، بفضل الاستراتيجيات التسويقية المبتكرة التي تم اعتمادها.
وبيّن المولوي، في حوار مع صحيفة “الشرق” القطرية، في 9 فبراير الجاري، أن الحملات الترويجية التي أطلقتها “Visit Qatar” حققت نتائج إيجابية بارزة في عام 2024، مما يعكس فعالية هذه الاستراتيجيات في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن زيادة مستوى الوعي بقطر كوجهة سياحية عالمية كان من أبرز النجاحات التي تحققت، حيث شهدت الأسواق الرئيسية نمواً ملحوظاً في الاهتمام بزيارة الدولة.
وأردف أن معدل التوصية بزيارة قطر زاد بنسبة 15%، ما يؤكد نجاح الحملات الترويجية في بناء صورة إيجابية عن الدولة وتعزيز مكانتها بين الوجهات السياحية الرائدة.
ورجّح ازدهار المستقبل السياحي في قطر، حيث تواصل الدولة ابتكار تجارب سياحية جديدة تلبي تطلعات الزوار، مع الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز استدامة القطاع السياحي بما يتماشى مع “رؤية قطر الوطنية 2030”.
ونظّمت قطر فعاليات متنوعة في مجالات السياحة البيئية وسياحة المغامرات، التي توفر للزوار فرصاً لاستكشاف الطبيعة المحلية بشكل مستدام، فضلاً عن فعاليات “رأس بروق” و”موسم سيلين” التي شهدت إقبالاً كبيراً، مما يعكس نجاح هذه الفعاليات في جذب السياح.
وشهدت قطر، في منتصف يناير الماضي، معرض “السفر العربي الفاخر 2025” بمشاركة أكثر من 160 من منظمي الرحلات السياحية الفاخرة ووكلاء الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض من الأسواق الرئيسية، وهذا عزز جاذبية الدوحة للسياح الباحثين عن الفخامة.
وتؤكد قطر مواصلة العمل للتوسع في أسواق جديدة مثل آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية لجذب أعداد أكبر من الزوار، مع التركيز على تعزيز السياحة البيئية والثقافية، والتأكيد على دور القطاع الخاص في تعزيز السياحة من خلال استثمار المزيد في تطوير البنية التحتية السياحية.