الاخبار

باستثمارات جديدة.. السعودية تكرس نفوذها الرياضي عالمياً

مجموعة “يونايتد وورلد” السعودية تدرس فرصاً مختلفة يتركز أغلبها في أوروبا وأمريكا الشمالية

تسعى السعودية إلى تعزيز استثماراتها في قطاع الرياضة لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تتماشى مع رؤية 2030 لتنويع اقتصادها الوطني.

وفي هذا الصدد، وبعد نجاحات حققتها على المستوى المحلي، تتجه المملكة لتأسيس صندوق استثماري طموح بقيمة مليار ريال سعودي (266 مليون دولار)، كما أسست فعلياً شركة للاستثمار الرياضي بقيمة 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار).

ويعتبر الاستثمار في الرياضة وسيلة فعّالة كقوة ناعمة للمملكة على الساحة الدولية، مما قد يترجم إلى مكاسب سياسية واقتصادية.

أهمية الصندوق

وبحسب المؤسس ومالك مجموعة “يونايتد وورلد” السعودية الأمير عبدالله بن مساعد آل سعود، الجهة المشرفة على الصندوق فإن المجموعة تدرس فرصاً مختلفة يتركز أغلبها في أوروبا وأمريكا الشمالية. 

وأشار خلال مشاركته في منتدى الاستثمار الرياضي المنعقد في الرياض (8 أبريل)، أن توجه المجموعة للاستثمار في أوروبا وأمريكا الشمالية يأتي بسبب استقرار عقود البث التلفزيوني فيهما، حيث إنها أهم مصادر دخل أندية كرة القدم. 

كما أوضح أن الصندوق الجاري إنشاؤه والذي تتراوح قيمته بين 500 مليون إلى مليار ريال، ستغطي المجموعة 20% من رأسماله، فيما ستسعى لاستقطاب مستثمرين لتغطية الـ80% المتبقية، منوّهاً أن توفر المال الكافي بشكل دائم سيمكن من اقتناص الفرص في الأوقات المناسبة. 

وتقوم “يونايتد وورلد” بإعادة هيكلة استثماراتها حيث باعت نادياً في فرنسا، وتدرس الانسحاب من الهند والإمارات، لتوجه استثماراتها إلى أندية جديدة وبطرق مختلفة تستفيد من التجارب السابقة، بحسب الأمير عبدالله بن مساعد.

وفيما يتعلق ببيع نادي “شيفيلد يونايتد” الإنجليزي، أوضح عبدالله بن مساعد أن القرار جاء في الوقت المناسب بعد تحقيق عائدات كبيرة، حيث ارتفعت إيراداته بأكثر من 10 أضعاف منذ استحواذ المجموعة عليه، وتم بيعه لتحالف أمريكي بقيمة تقدّر بـ105 ملايين جنيه إسترليني.

وسبق أن دفعت المجموعة نحو 15 مليون جنيه للاستحواذ على النادي، ونجحت في تطويره رياضياً ومالياً، ليصبح من الأندية المرشحة للعودة إلى “البريميرليغ”.

وبالتزامن مع ذلك، أطلقت السعودية شركة “سكك” للاستثمار الرياضي، التي تستهدف استثمار أكثر من 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار) في المشاريع الرياضية والتكنولوجية وذلك على هامش فعاليات “منتدى الاستثمار الرياضي”.

ويأتي ذلك في إطار تعزيز دور القطاع الرياضي بوصفه أحد روافد الاقتصاد الوطني ضمن مستهدفات “رؤية المملكة 2030”.

وفي الكلمة الافتتاحية للمنتدى، أشاد نائب وزير الرياضة السعودي، بدر القاضي، باهتمام قيادة المملكة بالقطاع الرياضي، مؤكداً أن ذلك يأتي تحت إشراف مباشر من الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة.

وقال القاضي: إن “الرياضة والاستثمار وجهان لصناعة واحدة”، مشيراً إلى أن المنتدى يمثل فرصة مهمة لجمع القادة والمستثمرين وصنّاع القرار في مكان واحد، في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بالاستثمار الرياضي وتوفير الفرص.

بصمة نيوكاسل

ولم يعد الاستثمار الرياضي السعودي مجرد مسألة تجارية، بل يمثل رافعة دبلوماسية وسياسية واقتصادية تهدف إلى تعزيز القوة الناعمة للمملكة في الغرب والشرق عبر بوابة الرياضة، فضلاً عن تحقيق عوائد اقتصادية وتنويع مصادر الدخل بما ينسجم مع رؤية 2030.

كما تكسب أهميتها أيضاً من خلق فرص للشباب السعودي في مجالات الرياضة، التدريب، التسويق، والإدارة الرياضية.

ويعتبر الاستثمار السعودي في نادي نيوكاسل الإنجليزي هو العلامة الأبرز في هذا المضمار، حيث شهد النادي زيادة في الإيرادات بنسبة 28% لتصل إلى 320 مليون جنيه إسترليني في السنة المالية المنتهية في يونيو 2024.

وتمكنت الإدارة السعودية للنادي من تقليل الخسائر بنسبة 84% لتصل إلى 11.1 مليون جنيه إسترليني، فضلاً عن كونه أصبح منافساً شرساً في المسابقات الإنجليزية والأوروبية.

وفي مارس الماضي، وبعد انتظار 70 عاماً عاد نيوكاسل إلى منصات التتويج محققاً أول لقب كبير له منذ عام 1969، بعدما توج بكأس رابطة الأندية الإنكليزية لكرة القدم بفوزه على ليفربول بطل الموسم الماضي وحامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة (10 مرات).

قطر

مستقبل واعد

وشهد القطاع الرياضي منذ اطلاق رؤية السعودية 2030 عام 2016، تحولات كبرى حيث أصبح من أهم الروافد الاقتصادية للمملكة.

وخلال العامين الماضيين ارتفعت مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي من 2.4 مليار ريال إلى 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، محققاً نسبة نمو بلغت 170%.

كما ارتفعت القيمة السوقية للقطاع الرياضي في السعودية إلى 32 مليار ريال (8.5 مليار دولار) بحلول العام 2025 من 5 مليارات ريال في 2018، فيما يبلغ المستهدف 80 مليار ريال بحلول 2030، وفقاً لما ذكرته وزارة الاستثمار السعودية.

وبحسب أحمد إمام، الشريك المؤسس لمكتب الأداء والتخطيط الاستراتيجي في شركة “يوني فان”، فإن المملكة باتت تتمتع باقتصاد رياضي قوي يشكل جزءاً كبيراً من حجم الاستثمار العام، مشيراً إلى نضج واضح وتنوع كبير في الاستثمارات داخل القطاع الرياضي، سواء من حيث الأندية والفرق أو الأصول الرياضية مثل الملاعب والإعلام الرياضي.

وأوضح خلال جلسة بعنوان “الصناديق الاستثمارية والتمويل في القطاع الرياضي” ضمن فعاليات منتدى الاستثمار الرياضي، أن السعودية تملك فرصاً استثمارية واعدة، لا سيما في مجالي الأندية والمشجعين، مشدداً على أهمية استغلال ولاء الجماهير والتواصل الآمن معهم عبر استخدام أحدث التقنيات لفهم تفضيلاتهم ورفع مستوى تجربة الحضور الجماهيري.

وتقدم المملكة العديد من الحوافز لجذب المستثمرين في القطاع الرياضي، تشمل تسهيلات مالية، تطوير البنية التحتية، وتسهيل إجراءات الاستثمار، وتعمل على دعم القطاع الخاص، وتدريب وتطوير المواهب، وتقديم مرونة في الأنظمة والقوانين.

وفي هذا الصدد قال نائب وزير الرياضة بدر القاضي خلال مشاركته في منتدى الاستثمار الرياضي إن “الاستثمار في القطاع الرياضي يحقق عوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة للوطن، ويُعد ركيزة أساسية في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030”.

وأضاف: “اليوم المملكة تستضيف فعاليات رياضية عالمية كبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2034، وهو ما يعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها على الخارطة الرياضية الدولية” مشيراً إلى أن “التحضير لهذه الاستحقاقات الكبرى من الآن، من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرياضية، وتنظيم الفعاليات، وإقامة بطولات متنوعة تستقطب مختلف شرائح المجتمع”.

ويؤكد أيضاً أن “المملكة تعمل على فتح المجال أمام المستثمرين لإطلاق مشاريع وبطولات رياضية جديدة، مع التأكيد على أهمية إشراك القطاع الخاص كعامل أساسي في استدامة وتنمية هذا القطاع الحيوي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى