الاخبار

المقاومة في شمال غزة.. صمود أسطوري أمام قوة غاشمة

جنود الاحتلال:

عناصر “حماس” يختارون الأهداف بدقة، ويرصدون الحركة عبر الكاميرات

بعد أكثر من 100 يوم على بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على شمال قطاع غزة، واستخدامه سياسة الأرض المحروقة، وتدمير كل ما هو أمامه من منازل، وبنية تحتية، وأراضِ زراعية، ومنشآت طبية، لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على إلحاق الخسائر في صفوف الجنود والضباط والآليات العسكرية.

لم ينجح جيش الاحتلال الذي استخدم القوة الغاشمة في شمال قطاع غزة في القضاء على المقاومين هناك، بفضل الأساليب المتجددة التي يستخدمونها في القتال، والاعتماد على الانفاق بشكل رئيسي في مهاجمة القوات الإسرائيلية، والتخفي.

استخدمت المقاومة في شمال قطاع غزة وعلى رأسها “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، سلاح الكمائن في استهداف وملاحقة جنود جيش الاحتلال وآليات العسكرية، وتحقيق خسائر فادحة بهم.

حول ما يجرى في الشمال قطاع غزة، قال الناطق باسم “القسام”: “بعد أكثر من 100 يوم على عملية التدمير الشامل والإبادة الجماعية التي ينفذها جيش العدو شمال قطاع غزة، لا يزال مجاهدونا يكبدونه خسائر فادحة ويسددون له ضربات قاسية خلفت خلال الساعات الـ 72 الأخيرة أكثر من 10 قتلى وعشرات الإصابات”.

وأضاف “أبو عبيدة” في تصريح له، الاثنين 13 يناير الجاري: “الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الخائب هي أكثر بكثير مما يعلنه، وسيندحر العدو عن شمال القطاع خائباً يجر أذيال الخزي دون أن يتمكن من كسر شوكة المقاومة، وإن الإنجاز الوحيد الذي حققه هو الدمار والخراب والمجازر بحق الأبرياء”.

كمائن مؤلمة

ومع زخم الحديث عن هدنة وشيكة، شهدت الأوقات الأخيرة تسجيل قتلى وإصابات بين صفوف جنود وضباط جيش الاحتلال، في شمال قطاع غزة، كان آخرها الإعلان عن مقتل 5 من جنود الاحتلال وإصابة 11 آخرين بانفجار منزل شمال قطاع غزة، الاثنين 13 يناير الجاري.

القناة الـ 12 العبرية، نقلت شهادات لجنود قاتلوا في بيت حانون شمال قطاع غزة، قولهم: “نقاتل في بيئة مراقبة بالكاميرات من قبل المسلحين، لقد زرعوا عبوات ناسفة في كل زقاق ويفعّلونها من داخل الأنفاق – شبكتهم تحت الأرض فعالة بكامل طاقتها”.

يضيف الجنود: “لا نرى مقاتلي حماس بالعين المجردة، منذ أسبوع ونصف لا يوجد أي تحديد مباشر للمسلحين، زرعوا بيت حانون بالكامل بكمية هائلة من العبوات الناسفة ومخلفات قنابل سلاح الجو، وكل زقاق، كل تقاطع مليء بأحدث الكاميرات، كاميرات حرارية تغطي 360 درجة”.

ويوضح الجنود أن عناصر “حماس” يختارون الأهداف بدقة، ويرصدون الحركة عبر الكاميرات، إذا كان هناك طائرة مسيرة لا يفعّلون العبوات، أما إذا كان هناك قوة عسكرية يتم تفعيلها، ويفجرون العبوات بمجرد الإعلان عن وصول فرق الإنقاذ، ويخرجون لإطلاق النار عليها.

ذخيرة من الاحتلال

تستخدم المقاومة في قطاع غزة، آلاف الذخائر التي أسقطتها المقاتلات الإسرائيلية عل القطاع في تصنيع العبوات الناسفة، ما يعطيها قوة وتأثير واستدامة في مواصلة القتال.

صحيفة “معاريف” نقلت عن ضباط كبار بجيش الاحتلال الإسرائيلي قولهم إن آلاف الذخائر التي أسقطها سلاح الجو التابع للجيش في قطاع غزة لم تنفجر وبعضها يزن طناً وأكثر.

وقال الضباط الكبار وفق الصحيفة إن حركة “حماس” تستخدم الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في تصنيع عبوات ناسفة.

ويقوم مقاتلو “حماس” في قطاع غزة، بإعادة تدوير الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة التي يتم العثور عليها، وتحويلها إلى عبوات متفجرة محلية الصنع.

تكيّف المقاومة

الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة نجحت بالتكييف مع الأوضاع الميدانية في مواجهة جنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاعتماد على الانفاق بشكل أساسي.

يقول الشرقاوي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “صمدت المقاومة لشهور طويلة أمام جيش كامل، من خلال اعتمادها على أسلوب قتال العصابات، والقتال داخل المدن، والأنفاق، والاعتماد على نفسها في كل شيء، سواء في تصنيع العبوات، أو في الإمدادات اللوجستية”.

وأوضح أن أبرز أسباب نجاح المقاومة في قطاع غزة، هو نصب الكمائن ضد جنود وآليات جيش الاحتلال، وإيقاع الخسائر الفادحة بين صفوهم من خلال تفجير العبوات الناسفة في الجنود والآليات العسكرية.

ويرى أن المقاومة تستطيع القتال لفترة طويلة جداً وبعدد قليل من المقاتلين عبر اعتماد أسلوب السماح لقوات العدو بالدخول إلى عمق المدن، ثم الخروج لهم من الأنفاق وتفجير آلياتهم، وتدميرها بالعبوات الناسفة، والقذائف المضادة للدروع.

مجازر متواصلة

أمام فشله في كسر شوكة المقاومة، ارتكب جيش الاحتلال خلال هجومه المتواصل على شمال قطاع غزة، مجازر مروعة بحق المدنيين خلال الـ100 يوم، ما خلف 5000 شهيد ومفقود و9500 جريح و2600 معتقل، وفقاً لأرقام المكتب الإعلام الحكومي.

كذلك، حاصر الاحتلال المستشفيات الموجودة في شمال قطاع غزة، وأخرجها عن الخدمة، وكان أبرزها مستشفى كمال عدوان، الذي قام بإحراقه واعتقال مديره حسام أبو صفية.

كما يواصل الاحتلال حصار مستشفى العودة شمال قطاع غزة وإطلاق النار عليه، إضافة إلى المستشفى الإندونيسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى