المخيمات الشتوية .. مشاريع سياحية تعزز الاقتصاد العُماني
عُمان تنعم بعديد المقومات السياحية الجاذبة للزوار.
التخييم الشتوي واحد من المقومات السياحية المميزة في عمان.
تسعى السلطنة لجعل التخييم الشتوي جاذباً للزوار من داخل وخارج البلاد.
يعدّ التخييم الشتوي أحد أبرز الفعاليات السياحية التي تشتهر بها سلطنة عُمان، التي دعمت هذا القطاع لما يوفره بالإضافة إلى الاستمتاع بأجواء الطبيعة، وفرص سياحية واستثمارية تصب في صالح الاقتصاد لا سيما القطاع الخاص.
ما يدفع نحو نجاح التخييم الشتوي في السلطنة، هو المناخ المعتدل والأماكن الطبيعية الخلابة التي تشتهر بها البلاد؛ مما يجعل من التخييم تجربة لا تُنسى.
وتنتشر المواقع المناسبة للتخييم في مختلف أرجاء السلطنة، من الصحاري الواسعة إلى الشواطئ الساحرة، ومن الجبال الشاهقة إلى الأودية المورقة.
كما تشهد عُمان إقبالاً متزايداً على المخيمات الشتوية، التي أصبحت خياراً مفضلاً للعائلات والشباب الباحثين عن أجواء الطبيعة والاستجمام.
وينطلق موسم التخييم الشتوي سنوياً مع بداية شهر أكتوبر ويستمر حتى نهاية شهر مارس من كل عام، حيث توفر هذه الفترة الطقس المثالي للاستمتاع بالأجواء الخارجية.
220 مخيماً
دائرة البلدية في محافظة جنوب الباطنة كشفت عن أن عدد المخيمات والكرفانات الشتوية المسجلة لدى بلدية جنوب الباطنة خلال موسم التخييم الحالي بلغ 220 مخيماً، بحسب وكالة الأنباء العُمانية.
هذه المخيمات توزعت على ولايات المحافظة، حيث بلغ عددها في ولاية بركاء 150 مخيماً و54 مخيماً في ولاية نخل و10 مخيمات في ولاية المصنعة و6 مخيمات في ولاية الرستاق.
هلال بن أحمد الفليتي مدير دائرة البلدية ببركاء، قال حول أهمية المخيمات السياحية:
-
تعد من المنتجات السياحية التي تشجع على الاستثمار.
-
لها من دور فاعل في تنمية وتنشيط الحركة السياحية.
-
تسهم في تشجيع المواطنين والمقيمين على اكتشاف مختلف البيئات المتنوعة.
-
سياحة التخييم شهدت خلال الفترة الماضية إقبالاً من داخل المحافظة وخارجها.
وحول شروط الاستثمار في مشاريع التخييم أوضح الفليتي:
-
أن يكون المتقدم عُماني الجنسية.
-
الالتزام بحدود المساحة المحددة في تصريح المخيم.
-
الحرص على نظافة الموقع وتوفر اشتراطات الأمن والسلامة.
-
اعتماد المولدات الكاتمة للصوت والانبعاثات الكربونية.
منافع اقتصادية
ولكونه يشكل تجربة سياحية فريدة تتمثل في الاستمتاع بالطبيعة، يوفر التخييم الشتوي في سلطنة عُمان دعماً للاقتصاد المحلي.
سعيد بن سلطان الحجري، أحد ملاك المخيمات الشتوية في سلطنة عُمان، يتحدث عن التحديات التي واجهها في مشروعه، مشيراً إلى أن عدم تطابق دراسة الجدوى مع الواقع شكّل أبرز العقبات.
وأضاف الحجري -بحسب صحيفة “عُمان” المحلية- أن التضاريس البيئية لعبت دوراً كبيراً في صعوبة نقل المواد الخام، لإنشاء المخيم.
وفيما يتعلق بالتسويق، أوضح الحجري أن كسب ثقة الشركات السياحية يمثل تحدياً كبيراً؛ نظراً لاتفاقياتها المسبقة مع مخيمات قديمة، لكنه لجأ إلى أساليب تسويقية مبتكرة للتغلب على ذلك.
كما لفت إلى وجود آثار سلبية يتركها التخييم العشوائي على هذا النوع من السياحة، مؤكداً أنه يمثل “تهديداً للسياحة”؛ لكونه يتسبب في انطباعات سلبية عن السلطنة بسبب ممارسات خاطئة مثل الاحتيال والاستغلال.
من جهتها أكدت يسرى بنت ياسر المعمرية، صاحبة أحد المخيمات الشتوية، على أهمية المخيمات الشتوية كرافد اقتصادي مهم خلال موسم الشتاء.
وقالت المعمرية، إن هذه المخيمات توفر فرصاً مميزة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الدخل المحدود، بحسب وكالة الأنباء العُمانية.
كما ترى أن المخيمات توفر تجربة جديدة تتيح للكثير من الزوار فرصة استكشاف الأماكن السياحية والأثرية، وتُعد أيضاً وسيلة مثالية للاستمتاع بالطبيعة وقضاء أوقات ممتعة في أجواء هادئة ومريحة.
وتؤكد أن هذه المخيمات تسهم في:
-
تعزيز السياحة الداخلية.
-
توفير مصدر دخل إضافي للأسر وأصحاب المشاريع الصغيرة من خلال تقديم خدمات متنوعة.
-
تعزيز الترابط الاجتماعي ونشر ثقافة الاستفادة من الموارد الطبيعية.
-
الترويج للسياحة المستدامة في السلطنة.
الجذب السياحي
الكاتب يوسف البلوشي، رئيس تحرير صحيفة “وجهات” السياحية، يقول لـ”الخليج أونلاين” إن سلطنة عُمان تنعم بالعديد من المقومات السياحية الجاذبة للزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وطوال العام نظير تميزها بأجواء متعدلة شتاءً وصيفاً.
وحول مشاريع التخييم الشتوي التي باتت تزدهر في السلطنة أوضح البلوشي:
-
التخييم الشتوي واحد من المقومات السياحية المميزة في عمان في ظل الفضاء الجغرافي المتنوع بين شواطىء وسهول وجبال ورمال، وهي ميزة قلما تجدها تتوافر في بلد أخر خاصة بالمنطقة.
-
تسعى السلطنة لجعل موسم التخييم الشتوي جاذباً للزوار من داخل وخارج البلاد.
-
هناك اهتمام واسع من الشباب للاستثمار عبر نصب مخيمات سياحية على الشواطىء وفي الصحراء والبراري، للاستمتاع بتجربة فريدة خلال فترة الشتاء.
-
تعطي كل من وزارة التراث والسياحة وبلديات المحافظات جل اهتمامها للاهتمام بهذا النوع من السياحة؛ لكي يشكل استدامة مع الحفاظ على البيئة الطبيعية والمحلية من خلال تعزيز قوانين خاصة بذلك.
-
هذه السياحة مرتبطة بموسم الشتاء حالياً لكن يمكن تسويقها بشكل كبير مستقبلاً؛ من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة المصاحبة وإيجاد أماكن ومواقع تخييم موسمية، منها على سبيل المثال:
– في الشتاء في مختلف ربوع عُمان.
– في الصيف في فترة خريف ظفار.
– في جبل شمس والجبل الأخضر (محافظة الداخلية) اللذين يمتازان باعتدال المناخ صيفاً؛ مما يجعل النشاط السياحي يستمر طوال العام.