العملية الإسرائيلية في «جباليا» تهدد حياة 200 ألف شخص
شعبان بلال، الاتحاد (غزة)
يواجه مئات آلاف الفلسطينيين خطر الموت في شمال قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش في ظل الحصار المستمر لليوم السابع على التوالي، فيما اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأوضاع الإنسانية بالقطاع «كارثية» وتتجه نحو الأسوأ.
وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس، أن 200 ألف شخص في منطقة «جباليا» يواجهون خطر الموت إما نتيجة القصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش، في ظل الحصار البري المستمر لليوم السابع على التوالي.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني: «قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر جباليا لليوم السابع على التوالي، والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة».
وأضاف: «200 ألف شخص في منطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما بالقصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش في ظل الحصار البري المستمر».
وتابع: «الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، ما يؤثر سلباً على واقع المحاصرين».
وطالب المتحدث باسم الدفاع المدني المؤسسات الدولية بالقيام بواجبها الإنساني لحماية الفلسطينيين في «جباليا» شمالي قطاع غزة.
ولليوم السابع على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.
وفي السياق، أنذر الجيش الإسرائيلي، أمس، فلسطينيين يقطنون بمناطق واسعة في شمالي قطاع غزة بإخلاء منازلهم قسراً.
ودعت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أمس، سكان شمال القطاع، إلى عدم الاستجابة لتهديدات إسرائيل بإخلاء منازلهم والانتقال إلى الجنوب.
إلى ذلك، قال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة أصبحت في أقل مستوى لها منذ أشهر، ولم يحصل أحد في غزة على حصة غذاء في الشهر الجاري بسبب فرض قيود على دخول إمدادات الإغاثة. وقال حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن برنامج الأغذية العالمي أفاد بتوقف دخول مساعدات الإغاثة المنقذة للحياة إلى شمال غزة. وأكد في مؤتمر صحفي يومي «لم تدخل مساعدات أغذية منذ أول أكتوبر»، مضيفاً أن «المعابر الرئيسية إلى شمال قطاع غزة أغلقت، ولن يكون من الممكن عبورها إذا استمر التصعيد».
وأوضح المتحدث أن برنامج الأغذية العالمي قام بتوزيع آخر مخزوناته المتبقية من الأغذية في شمال غزة إلى شركاء ومطابخ تؤوي العائلات النازحة حديثاً، لكنها لا تكفي لمدة أسبوعين. واضطرت معظم هذه المطابخ ونقاط التوزيع والمخابز إلى إغلاق أبوابها وغيرها تواجه خطر الإغلاق إذا استمر الصراع على هذا النطاق. وحذر حق: «لقد وصل الوضع إلى نقطة الانهيار وكذلك في جنوب غزة»، مضيفاً أنه لا يوجد توزيع للغذاء والمخابز تكافح لتأمين الدقيق، وهو ما يهدد باضطرارها إلى إغلاق أبوابها في أي وقت.
بدوره، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، إن الأوضاع الإنسانية في القطاع على مختلف الأصعدة «كارثية»، وتسير من سيء إلى أسوأ.
وأضاف مهنا أن هناك احتياجاً كبيراً لكل مقومات الحياة الأساسية، والصعوبات آخذة بالتزايد للأهالي الذين يفتقرون إلى الوصول للمياه النظيفة ومياه الشرب والخدمات الطبية والغذاء.
وأشار المسؤول الأممي إلى غياب أدوات النظافة الشخصية مع تكدس مئات الآلاف في مراكز الإيواء، ما أدى لتفشي العديد من الأمراض، منها الكوليرا وفيروس التهاب الكبد الوبائي والأمراض الجلدية والتنفسية، معتبراً أن الوضع في غزة يمثل بيئة مناسبة لكارثة بيئية.
وقتل 5 فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في قصف إسرائيلي، أمس، استهدف مدارس إيواء وتجمعات للفلسطينيين في مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بمقتل فلسطيني على الأقل وجرح عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف مدرستين لإيواء النازحين في مخيم جباليا.
وفي وسط قطاع غزة، قتل فلسطينيان وجرح عدد آخر، في قصف على مخيم المغازي، ترافق ذلك مع قصف مدفعي مكثف طال شمال مخيم النصيرات.
في سياق متصل، قتل فلسطينيان في قصف على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسط عمليات تدمير واسعة للبنية التحتية والشوارع والمنشآت والمنازل.