الصليب الأحمر لـ«الاتحاد»: 7 ملايين سوري نازحون داخلياً بحاجة لدعم إنساني

أحمد مراد (دمشق، القاهرة)
أوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط من دمشق، سهير زقوت، أن ملايين السوريين يفتقدون الغذاء والاحتياجات الأساسية، وبحاجة إلى دعم إنساني وتدخلات التعافي المبكر، والتزام المجتمع الدولي بإعادة الإعمار.
وذكرت زقوت، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن السوريين يتطلعون إلى إعادة بناء بلدهم بعد 14 عاماً من المعاناة، جراء النزاعات المسلحة والأزمات والصعوبات المتراكمة، والعنف وعدم الاستقرار وهشاشة الخدمات.
وأضافت أنه بنهاية 2024 هناك أكثر من 7 ملايين شخص في سوريا نازحون داخلياً، من بين أعلى الأرقام عالمياً، وشهدت أواخر العام نزوح 627 ألفاً آخرين بسبب تصاعد العنف، وفرار المزيد في أوائل العام الحالي، ورغم ذلك عاد نحو 828 ألف نازح إلى منازلهم في الفترة بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025، و292 ألفاً من الخارج.
وشددت زقوت على ضرورة أن تكون عودة السوريين طوعية وآمنة وكريمة، مع الوصول إلى الخدمات الأساسية، من المياه والكهرباء والرعاية الصحية، وتوفير فرص لكسب العيش، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ملتزمة بتحسين الظروف للمدنيين وضمان وصولهم إلى الخدمات الحيوية.
وذكرت المسؤولة بالمنظمة الدولية، أن الخدمات الأساسية في جميع أنحاء سوريا، من المياه والرعاية الصحية وإنتاج الغذاء، تعمل بأقل من 50% من طاقتها، وانخفاض إنتاج الكهرباء بنحو 80%، وهو ما ترك البنية التحتية الحيوية دون طاقة، مشددة على ضرورة معالجة هذه التحديات لتمكين المجتمعات من الاعتماد على الذات، والعودة الآمنة والمستدامة للنازحين.
وكشفت زقوت عن معاناة النظام الصحي في سوريا من أزمة حادة، حيث تعرض أكثر من نصف بنيته التحتية للضرر، وأصبح خارج الخدمة، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وتراجع القوى العاملة بسبب النزاع والأوضاع الاقتصادية الهشة.
وأشارت إلى أن أكثر من 14 مليون شخص في سوريا يواجهون مخاطر شديدة بسبب تلوث الأراضي بالذخائر غير المنفجرة، مع وقوع إصابات ووفيات يومياً تقريباً، وزادت خطورة الوضع بسبب الدمار الواسع النطاق والمعدات والمنشآت العسكرية التي قد تحتوي على ذخائر حية، والمناطق التي شهدت قتالاً في السابق ملوثة، ما يشكل تهديداً طويل الأمد للمدنيين، معتبرة الأطفال من الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وشددت متحدثة الصليب الأحمر على أنه لا يزال الكثيرون بحاجة إلى دعم عاجل ومنقذ للحياة، ومع استمرار أعمال العنف في بعض المناطق، فإنه من الضروري تحقيق التوازن بين الاستجابة الطارئة وجهود التعافي المبكر.