تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية.
عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري تناولت جهود إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما صدر بيان مشترك للبلدين أكد على الدعم الكامل لخطة إعادة إعمار القطاع، وكشف عن استثمارات قطرية جديدة في مصر.
وفي بداية الجلسة رحب الأمير بالرئيس السيسي والوفد المرافق، مشيداً بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين، ومتطلعاً إلى تعزيز التعاون الثنائي ورفع مستواه لتحقيق مصالح الشعبين، كما أعرب عن تمنياته بتطوير العلاقات أكثر.
من جانبه عبر الرئيس السيسي عن شكره العميق للأمير على الاستقبال الحار، مؤكداً عزمه على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وحضر المباحثات عدد من المسؤولين القطريين، بينهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إضافة إلى المسؤولين المصريين في الوفد الرسمي.
بيان مشترك
وصدر بيان مشترك عقب المباحثات أشار إلى أن مباحثات السيسي والشيخ تميم تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق بشأن ملفات إقليمية عدة، أبرزها تطورات الأوضاع في غزة والسودان.
كما أشارت المباحثات إلى عمق العلاقات بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي، والعمل على تنفيذ حزمة استثمارات قطرية مباشرة في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار خلال المرحلة المقبلة، في إطار دعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضاف البيان:
– شدد الطرفان على مركزية القضية الفلسطينية، مجددين دعمهما لحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
– أكدا دعمهما لجهود المصالحة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الصف الداخلي، وعبّرا عن التطلع لانعقاد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة تستضيفه القاهرة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
– أبدى الجانبان قلقهما البالغ من استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، وأكدا ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، مع استمرار دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
– أعربا عن بالغ القلق من استمرار النزاع المسلح في السودان، ودعوا إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى حوار وطني شامل يحفظ وحدة السودان وسيادته، مع دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة.
– أعربا عن ترحيبهما بالمفاوضات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وأكدا دعمهما للمساعي السلمية لخفض التصعيد في المنطقة، مشيدَين بالدور الذي تؤديه سلطنة عمان في هذا الإطار.
– أكدا أهمية دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تلك التي تقودها قطر ومصر بالتعاون مع الولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مع رفض أي محاولات لتعطيل مسارات التفاوض أو استهداف الوسطاء.
– أعلنت قطر دعمها لترشيح خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، مشيدة بمسيرته الأكاديمية وخبرته في المجال الثقافي.
ووصل الرئيس المصري، أمس الأحد، إلى الدوحة في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والكويت، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وكان أمير قطر في مقدمة مستقبلي السيسي لدى وصوله والوفد المرافق للصالة الأميرية بمطار حمد الدولي في زيارة رسمية للبلاد.
تأتي زيارة السيسي في إطار تحركات إقليمية أوسع للمساعدة في تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب التي تشنها “إسرائيل” في غزة، وتصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران، والمساعي لإعادة الاستقرار في لبنان وسوريا واليمن.
وتؤدي دول مثل قطر والسعودية وعُمان ومصر أدواراً رئيسية في جهود الوساطة سعياً لتخفيف حدة التصعيد، وسط ضغوط دولية متزايدة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
