السودان يلغي اتفاقية إنشاء ميناء “أبو عمامة” مع الإمارات
وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم يقول إن بلاده لن تمنح الإمارات “سنتيمتراً واحداً” بسب الدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي الذي تقدمه للدعم السريع.
أعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، إلغاء اتفاق سابق مع الإمارات لإنشاء ميناء “أبو عمامة” على ساحل البحر الأحمر، على خلفية ما أسماه “الدعم الإماراتي المستمر لقوات الدعم السريع”.
وأكد إبراهيم في مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد في مدينة بورتسودان، تراجع الحكومة السودانية عن إنشاء ميناء “أبو عمامة” باستثمار إماراتي بلغت قيمته 6 مليارات دولار، بحسب وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
وقال الوزير السوداني: “لن نعطي ولا سنتيمتراً واحداً للإمارات بعد الذي حدث”، متهماً أبوظبي بأنها ما تزال تقدم الدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي للتمردين، في إشارة لقوات “الدعم السريع”.
وأفاد الوزير بأنه كان طرفاً في التوقيع على مذكرة التفاهم مع الإمارات بخصوص الشراكة لإنشاء ميناء “أبو عمامة”، لافتاً إلى أن تلك المذكرة “غير ملزمة للسودان”، بحسب موقع “سودان تربيون”.
وكانت الحكومة السودانية قد وقعت اتفاقاً مع تحالف إماراتي يضم “موانئ أبوظبي” و”إنفيكتوس للاستثمار” لإنشاء ميناء “أبو عمامة” في ديسمبر من العام 2022.
ونصت الاتفاقية على أن إنشاء ميناء على بعد 200 كيلومتر شمال بورتسودان، في إطار حزمة استثمارية، تشمل منطقة تجارة حرة، ومشروعاً زراعياً كبيراً، إلى جانب وديعة مالية بقيمة 300 مليون دولار لبنك السودان المركزي.
ولم يصدر أي تعليق حتى اللحظة من الجانب الإماراتي حول إلغاء السودان الاتفاقية، علماً بأن العلاقات بين البلدين ساءت في الأشهر القليلة الماضية بسبب الاتهامات التي وجهتها الخرطوم لأبوظبي، حول استمرار الأخيرة في دعم قوات الدعم السريع المتمردة.
وفي سياق متصل، جدد عضو مجلس السيادة السوداني الفريق إبراهيم جابر، اتهام الإمارات بتأجيج الحرب في السودان، لافتاً إلى أن أبوظبي “تساعد على انتشار الحرب في البلاد، باستمرارها في تزويد الدعم السريع بالسلاح على مرأى ومسمع العالم”.
ويخوض الجيش السوداني معارك شرسة منذ منتصف أبريل 2023 مع قوات الدعم السريع، وهي الحرب التي امتدت لتشمل 12 ولاية سودانية من أصل 18، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح الملايين.