الرياض: الأزمة الإنسانية في فلسطين “بلغت حداً لا يُحتمل”
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودية:
الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق أصيب ومسؤولية يترتب عليها أمن المنطقة.
لا يمكن السماح بتدهور الأوضاع في المنطقة أكثر من ما وصلت إليه.
دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ومنع اتساع رقعة التصعيد في المنطقة، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب والمعايير المزدوجة، محذراً من حرب شاملة.
واستنكر بن فرحان في كلمته التي ألقاها بمؤتمر القاهرة الوزاري للمساعدات الإنسانية لغزة، تعريض العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية للانهيار، بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن تداعيات التصعيد القائم، وتوسع دائرة الصراع إقليمياً، ينذر بخطورة الوصول إلى حرب شاملة يصعب احتواؤها، مشيراً إلى أن الأزمة الإنسانية في فلسطين “بلغت حداً لا يُحتمل”.
وقال بن فرحان: “إن الأوضاع المأساوية التي تشهدها المنطقة تدفعنا نحو بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون اتساع رقعة النزاع ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.
وشدد على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير المصير هو حق أصيل، ومسؤولية يترتب عليها أمن المنطقة ومصداقية النظام الدولي وشرعيته، مؤكداً على أهمية الالتزام بالقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، خاصة قرار مجلس الأمن الدولي 2735 المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وقرار مجلس الأمن 2334 بشأن وقف الاستيطان الإسرائيلي.
وأكد بن فرحان على أنه “لا يمكن بأي حال السماح بتدهور الأوضاع في المنطقة أكثر من ذلك، حيث فقد ما يقارب 44 ألف فلسطيني حياتهم على يد آلة الحرب الهمجية، وأصيب أكثر من 100 ألف، ويعيش قرابة 350 ألف في ظروف كارثية غير إنسانية”.
واعتبر أن “توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية والإجراءات التي تمس الوضع القانوني والتاريخي للقدس تمثل اعتداءات مباشرة على القانون الدولي وتهدد حل الدولتين”، مطالباً بوضع حد لتلك الإجراءات لتجنب إطالة أمد دائرة العنف والدمار.
وحذر وزير الخارجية السعودية من أن إقرار الكنيست الإسرائيلي لقانون يحظر على وكالة “الأونروا” ممارسة أنشطتها في “إسرائيل” سيكون له تبعات كارثية على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبيّن أن المملكة لم تدخر جهداً أو تتأخر في تقديم العون والمساعدة لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة من برامج ومشروعات بقطاع غزة منذ بدء الأزمة وحتى تاريخه أكثر من 500 مليون ريال.
وأوضح أن المساعدات العينية التي قدمتها المملكة للقطاع بلغت أكثر من 6600 طناً من المواد الغذائية والإيوائية والأدوية والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف.
وانطلق صباح اليوم في القاهرة “مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة”، برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة الأمم المتحدة و103 من وفود الدول والهيئات والمنظمات الدولية والمؤسسات المالية.