الاخبار

“الخليج أونلاين” يوثق شهادات مروعة لأسرى بسجون الاحتلال

“إسرائيل” تمارس جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة على نحو منهجي وواسع النطاق منذ أكتوبر الماضي.

“هددوني بقصف أهلي داخل خيمة نزوحهم وتمزيق أجسادهم أشلاءً في حالة لم أدلي بكل ما يريدون عن تفاصيل لا أعرف عنها شيء”؛ كانت هذا جزء من ما تعرض له الأسير المحرر عمر الشيخ من قبل محققي الاحتلال الإسرائيلي داخل أحد السجون.

يؤكد الشيخ أن المحققين طيلة فترة اعتقاله في أكثر من سجن داخل الأراضي المحتلة، مارسوا التهديد الصريح ضده والصراخ بشكل مخيف، بأن والده ووالدته وزوجته وأطفاله سيتم قصفه بالطائرات في حالة لم يتجاوب معهم.

يقول الشيخ لمراسل “الخليج أونلاين”، إن جيش الاحتلال اعتقله من على حاجز “نيتساريم” جنوب مدينة غزة في شهر نوفمبر الماضي، ويضيف: “دخلت إلى غرف التحقيق في أكثر من سجن لأكثر من 60 يوماً، وفيها تم استخدام كافة أنواع التعذيب ضدي، سواء بالضرب، والصعق بالكهرباء، وإطلاق الكلاب المفترسة علي”.

ويضيف الشيخ الذي تظهر علامات التعذيب على جسده: “أصعب أنواع التعذيب التي تعرضت لها وأثرت بي وجعلتني أصاب بحالة انهيار عصبي، هو تهديد ضابط مخابرات الاحتلال (الشاباك) لعائلتي بقصفها بالطائرات وتمزيق أجسادهم”.

وأوضح أن محقق “الشاباك” طلب منع معلومات حول بعض جيرانه ولكن لا يعرف الشيخ أي تفاصيل حولها، وهو ما جعل المحقق يستخدم معه أسلوب التهديد بقتل عائلته من باب الضغط عليه.

ويصف الشيخ الحالة التي أصيب بها حينها بـ”الوضع الهستيري” خوفاً على أهله، خاصة أن جيش الاحتلال ارتكب آلاف المجازر بحق العائلات وقتلهم داخل منازلهم وحرقهم بالخيام.

وإلى جانب الشيخ، تعرض الأسير محمد أبو مصطفى للتعذيب النفسي من قبل محققي جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الشاباك” خلال فترة اعتقاله بسجن “سدي تيمان” سيء السمعة.

ويقول أبو مصطفى لـ”الخليج أونلاين” بعد الإفراج عنه: “عشت كابوساً لم اتخيله بأسوأ أيامي، حيث الحرمان من النوم لساعات طويلة، والطعام، ودخول الحمام، والضغط النفسي من خلال تشغيل موسيقى صاخبة فوق رأسي عند ساعات الفجر”.

ويوضح أن جنود الاحتلال كانوا يطلقوا عليه الكلاب المفترسة طيلة فترة التحقيق، مع تهديد بقتله وإطلاق النار عليه، كما حدث مع بعض الأسرى.

محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة، كشف عن حقائق مروعة بشأن ما تعرض له الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، ونقل شهادات عن حالات تعذيب وحشي وتجويع واغتصاب وعقوبات جماعية.

ويبين أن محققي “الشاباك” هددوه بقتل والده ووالدته من خلال قصفهم بالطائرات خلال التحقيق معه.

وروى محاجنة في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، تعرض أسرى فلسطينيين للتعذيب والاغتصاب، وتجريد الأسير من كل ملابسه، مع ضغوط نفسية وصحية يتعرضون لها.

ويقول محاجنة: “يتم وضع المعتقلين على الأرض وأيديهم مكبلة وراء رؤوسهم، وتقوم الكلاب بنهش أجسادهم”.

وأكد أن الاحتلال يحتجز الأسرى بالقيود داخل غرفهم، ويراقبون المراحيض بالكاميرات، ويريد الانتقام منهم لأنهم من غزة، كما يخفي مكان اعتقال الأسرى عن المؤسسات الحقوقية.

توثيق حقوقي

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثق أيضاً شهادة نحو 100 معتقل فلسطيني مفرج عنهم، تظهر ارتكاب السلطات الإسرائيلية وجيش الإسرائيلي جرائم مروعة بالاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والحاطة بالكرامة بحق آلاف المدنيين الفلسطينيين ممن جرى اعتقالهم في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأبرز الأورومتوسطي في تقرير له بعنوان “رهائن الانتقام الإسرائيلي في قطاع غزة”، أن القوات الإسرائيلية نفذت حملات اعتقالات تعسفية جماعية وفردية واسعة بحق المدنيين في غزة، شملت حتى النساء والأطفال وكبار السن والنازحين، خلال هجماتها العسكرية البرية واقتحاماتها للمدن والمخيمات والأحياء السكنية المختلفة في القطاع.

واستند التقرير إلى إفادات وشهادات ومقابلات شخصية أجراها فريق المركز مع معتقلين تم الافراج عنهم من الرجال والنساء والأطفال، والذين كان الجيش الإسرائيلي اعتقلهم خلال هجماته البرية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، نحو نصفهم من الرجال تحت سن 50 عاماً، و17 شخصاً من كبار السن، و22 امرأة، و4 أطفال.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن “إسرائيل” تمارس جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة على نحو منهجي وواسع النطاق منذ أكتوبر الماضي.

إذ ترفض عقب الاعتقال الإقرار بحرمان هؤلاء الأشخاص من حريتهم، أو بإدلاء أي معلومات حول أسمائهم أو مصيرهم، أو مكان وظروف احتجازهم، وتمنع أي جهة خارجية، بمن في ذلك المحامون واللجنة الدولية للصليب الأحمر، من زيارتهم أو اللقاء بهم.

وشدد الأورومتوسطي على أن الاعتداءات الوحشية ضد المعتقلين الفلسطينيين تصل حد ارتكاب جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية، وبحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإنها “جرائم حرب قائمة بذاتها، وكذلك جرائم ضد الإنسانية قائمة بذاتها حيث تم ارتكابها كجزء من هجوم واسع و/أو منهجي في الحرب على قطاع غزة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى