الاخبار

“الخليج أونلاين” يوثق تنفيذ جيش الاحتلال إعدامات ميدانية في غزة

شهادات صادمة عن عمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين خلال مداهمة منازلهم في مناطق التوغل بقطاع غزة.

“كنا أكثر من 20 شخصاً، وبيننا كبار في السن، وعند وصولنا إلى حاجز إسرائيلي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، سمحوا لنا بالعبور بعد تصويرنا، لكن، بعد مرورنا، أطلقوا النار على عشرات الأشخاص الذين كانوا قبلنا، وقتلوهم جميعاً”، بهذه الكلمات يروي الأربعيني “محمد أبو دراز” شهادته حول تنفيذ جيش الاحتلال إعدامات ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين.

يؤكد أبو دراز أن جنود الاحتلال، الذين وصلوا إلى مدينة خان يونس خلال هجومهم الواسع في ديسمبر 2023، نصبوا حاجزاً عسكرياً غرب المدينة وبدأوا بتفتيش المواطنين واعتقال العشرات منهم، لكن الأكثر صدمة كان إطلاق النار على بعضهم وقتلهم.

ويقول أبو دراز لـ”الخليج أونلاين”: “السبب وراء عدم قتلنا خلال مرورنا على الحاجز المؤقت هو وجود كاميرات تلفزيونية كانت تصور عبورنا، ولكن بعد ابتعادها بعشرات الأمتار، شاهدت جنود الاحتلال ينفذون إعدامات بحق أكثر من عشرين شخصاً”.

وأوضح أنه عرف لاحقاً هوية الأشخاص الذين استشهدوا في ذلك اليوم، بعد قرابة شهر من انسحاب جيش الاحتلال من مدينة خان يونس، حيث كانوا من أبناء المدينة ونازحين لجأوا إليها من محافظات شمال قطاع غزة.

ما قاله أبو دراز وثّقته مؤسسات حقوقية مختلفة، أبرزها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي أكد تلقيه شهادات صادمة عن عمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين خلال مداهمة منازلهم في مناطق التوغل بقطاع غزة.

وثق المرصد شهادات عن مداهمة قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة عنان وسط مدينة غزة في ديسمبر 2023، حيث أطلق الجنود النار بشكل مباشر على الشبان داخل المنزل دون أي مبرر أو مقاومة، ثم جمعوا النساء في إحدى الغرف وألقوا تجاههن عدداً من القذائف، ما أسفر عن إصابات في صفوفهن.

وبين المرصد أن 15 شخصاً من عائلات “عنان، الغلاييني، العشي، والشرفا”، بينهم أصهار العائلة ونازحون لجأوا إليهم، قُتلوا بالرصاص، ولا يزال عدد آخر يعاني من جروح خطيرة، بينما اقتاد الجنود مسناً لم يُعرف مصيره حتى الآن.

من بين الذين استُشهدوا، وفقاً للمرصد: عماد حمدي عبدالله الغلاييني وأبناؤه حمدي، وعبدالرحمن، وأحمد، وسراج، بالإضافة إلى عبدالله إياد حمدي الغلاييني وشقيقه همام، ومحمد وأمين عنان، وبسام عنان، ومحمد فايز العشي.

أكد المرصد أن تزايد عمليات الإعدام الميداني يحدث غالباً بعد هجمات تنفذها الفصائل الفلسطينية ضد الآليات الإسرائيلية، ما يدل على أن عمليات الإعدام بحث المدنيين هي جزء من سياسة انتقام تنتهك القانون الدولي الإنساني.

في مدينة غزة، شمال القطاع، أكد أحمد عاشور تعرّض مجموعة من المواطنين لإعدامات ميدانية مباشرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي توغل في مناطق مختلفة من المدينة.

يقول عاشور لـ”الخليج أونلاين” إن جنود الاحتلال اقتحموا حي الزيتون جنوب مدينة غزة في يناير 2024، وقاموا بتجميع غالبية سكان الحي في أحد المنازل، ثم أمروهم بالخروج إلى إحدى الأراضي الزراعية.

يضيف عاشور: “قام الجنود بحفر حفرة كبيرة باستخدام الجرافات العسكرية، ووضعوا الناس فيها لمدة 10 أيام، وفي اليوم الأخير، أطلقوا النار على 15 شخصاً بشكل مباشر وقتلوهم”.

وتابع قائلاً: “بعد إعدام الشباب الـ15، نقلنا الجنود إلى إحدى الشاحنات ونحن دون ملابس، وأيدينا مكبّلة وأعيننا مغطاة بقطعة قماش. وبعد ساعة من التنقل بالشاحنة، أُنزلنا داخل أحد السجون في الأراضي المحتلة”.

وفي حي الأمل غرب مدينة خان يونس، يروي محمود هادي أن جنود الاحتلال أعدموا 7 شبان بعد وضعهم أمام جدار.

يقول هادي لـ”الخليج أونلاين”: “اقتحم جيش الاحتلال بقوة كبيرة غرب مدينة خان يونس في فبراير 2024، وكنا داخل منزلنا حين دخل الجنود وطالبونا بالخروج. وهناك شاهدنا الجريمة”.

وأوضح قائلاً: “وضع الجنود 4 من جيراننا أمام الجدار وأطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعاً، وقال لنا أحد الجنود: روحوا من هان واحكوا شو شفتوا”.

وبدعم أمريكي واسع وعلى مرأى من العالم كله، تشن “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلّفت حتى اليوم 45,885 شهيداً و109,196 إصابة، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى