الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته ضد الفلسطينيين شمال غزة
شعبان بلال، الاتحاد (غزة، القاهرة)
طالب الجيش الإسرائيلي أهالي ثلاث بلدات في شمال غزة إخلاء منازلهم، مشيراً إلى أن قواته تنفذ عمليات عسكرية مكثفة في تلك المناطق.
وبالتزامن مع الذكرى الأولى لبدء الحرب في قطاع غزة، وجَّه متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة «إكس» تحذيراً إلى سكان بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا.
وقال أدرعي: «عليكم إخلاء هذه المناطق فوراً نحو المنطقة المستحدثة في المواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة».
وتابع: «شارع صلاح الدين متاح أمامكم كمحور انتقال إنساني نحو منطقة جنوب قطاع غزة».
وقال مسعفون إن 52 فلسطينياً على الأقل قتلوا بعدما كثفت إسرائيل هجومها الجوي والبري على غزة، فيما أعلنت حركة «حماس» إطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل.
وفي وقت لاحق، أمر الجيش الإسرائيلي السكان في بعض الأحياء الشرقية بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بإخلاء منازلهم، وبدأت العديد من العائلات في تحميل أمتعتها على عربات.
وأعلنت فصائل فلسطينية في غزة، خوض اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في مخيم «جباليا»، شمالي القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع التي بدأت قبل عام، أودت بحياة ما يقارب 42 ألفاً من الفلسطينيين، وأدت إلى نزوح جميع سكانه تقريباً الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسببت في أزمة غذائية وصحية.
وقالت الوزارة إن الجيش الإسرائيلي استهدف 65 بالمئة من المؤسسات الصحية في القطاع، وتعمد حرمان آلاف المرضى من تلقي الرعاية الطبية على مدار عام كامل من الحرب.
وقال بيان أصدرته الوزارة: «تم استهداف ما يقارب 65 % من المؤسسات الصحية، وما تبقى يعمل بشكل جزئي وبنسبة إشغال 300 بالمئة، وبالخصوص أقسام العناية المركزة والحضانات».
وبحسب البيان، فإن 12 ألف مريض سرطان لا يستطيعون تلقي العلاجات الأساسية ولا حتى المسكنات، إضافة إلى 50 ألف امرأة حامل محرومة من الخدمات الصحية ورعاية الأمومة.
بدوره، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 384 ألف وحدة سكنية تضررت نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي سياق متصل، وصفت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة، إيناس حمدان، الوضع الإنساني بالقطاع بأنه «كارثي جداً»، خاصة على الصعيد الصحي والبيئي، ودخول إمدادات الإغاثة.
وقالت حمدان في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه مع استمرار العمليات العسكرية والهجمات، تفاقمت الأمور بشكل كبير، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية بسبب القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية.
وتابعت أن «العائلات في غزة تعيش تحت ضغط هائل، وأن حوالي 1.9 مليون شخص، نزحوا من منازلهم وبين المناطق مرات عدة نتيجة الهجمات وتدمير البنية التحتية، ويتكدس السكان في المناطق الوسطى من قطاع غزة وتحديدا نحو الغرب وفي منطقة المواصي».
وشددت على أن مراكز الإيواء لم تعد تتسع للعائلات، ومعظمهم يسكن في خيام مهترئة، تزامناً مع اقتراب فصل الشتاء.
وأوضحت المتحدثة باسم «الأونروا» أن قطاع غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار أكثر من أي وقت مضى في ظل هذه الظروف، وأنه السبيل الوحيد لوقف الخسائر في الأرواح وإنهاء المعاناة الإنسانية.