الجدعان: العالم بحاجة لرؤية طويلة الأمد لتحسين الأسواق الناشئة

الجدعان: علينا استخدام كل دولار بأكبر قدر من الفعالية، وقد نصل إلى توفير تريليون دولار عالمياً وفقا لتقارير البنك الدولي.
شدد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، اليوم الأحد، على ضرورة وجود رؤية طويلة الأمد، وتحسين الظروف الاقتصادية للأسواق الناشئة، وإيجاد حلول للديون السيادية.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الجدعان، في مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة، والذي تنظمه وزارة المالية وصندوق النقد الدولي على مدى يومين في محافظة العلا، بمشاركة المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، وعدد من صناع السياسات الاقتصادية حول العالم.
وأشار الوزير السعودي إلى أن المؤتمر يهدف لاستكشاف سبل معالجة التحديات المشتركة التي تواجهها الدول، بهدف بناء اقتصاد عالمي أقوى ودائم وشامل لجميع الدول والشعوب.
وقال الجدعان: “الطريق أمامنا ليس سهلاً بالتأكيد. ولتحسين الاقتصاد العالمي ومعالجة التحديات المشتركة لا يوجد مسار أكثر فعالية من إنشاء إطار عمل متعدد الأطراف واسع النطاق، ويبدأ هذا العمل بمحادثات مثل تلك التي نجريها في هذا المؤتمر”.
وأشار إلى أن تحسين الاقتصاد العالمي، يتطلب التعاون متعدد الأطراف، والذي يبدأ بالحوارات التي ستجري في هذا المؤتمر وخلال اليومين القادمين، لافتاً إلى أنه سيتم مناقشة الكثير من المواضيع المهمة مثل التحولات الهيكلية والديون والمساحات المالية المحدودة.
كما أضاف أيضاً: “في وقت تندر فيه رؤوس الأموال، علينا استخدام كل دولار بأكبر قدر من الفعالية، وقد نصل إلى توفير تريليون دولار عالمياً وفقا لتقارير البنك الدولي”.
ولفت إلى أنه “سيتم بحث أثر التقنية والسياسات النقدية، والاستثمارات وتحقيق المرونة والصمود في مقابل الصدمات القوية التي يمكن أن تواجهها الدول في ظل الاقتصادات المتعثرة عالمياً.
وأضاف أنه من المهم إيجاد أرضية مشتركة لتحقيق الخير والنفع للجميع، وحلول تحقق المكسب للكل، ونقاط تعاون بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
من جانبها قالت كريستالينا جورجييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي، إن “العمل سوياً قد يساعد الاقتصاد العالمي على التعافي”.
إلى ذلك قال محافظ بنك الشعب الصيني بان غونغ شينغ، إن “الأسواق الناشئة تواجه 4 تحديات رئيسية، أبرزها التوترات الجيوسياسية والتجزئة الاقتصادية، مشيراً إلى أن التوترات الجيوسياسية تؤثر على سلاسل التوريد، وتعيق نقل التقنية وتدفق رؤوس الأموال”.
وأضافت في كلمتها: “نعيش الآن فترة من التحولات الاقتصادية الواسعة”، مشيرةً إلى أن التجارة “لم تعد المحرك الأساسي للنمو كما كانت سابقاً”.
ويمثل مؤتمر العلا السنوي عالي المستوى منصة عالمية بارزة تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسواق الناشئة في ظل التحولات الهيكلية للاقتصاد العالمي، من خلال جمع نخبة من صنّاع القرار والشخصيات الاقتصادية والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
كما يتناول المؤتمر عدة محاور رئيسية، تشمل السياسات النقدية والمالية، وإدارة الديون السيادية، ودور التقنية والذكاء الاصطناعي في دعم التنمية الاقتصادية، إضافة إلى استعراض الفرص المتاحة لتعزيز تنافسية اقتصادات الأسواق الناشئة، كما يسلط الضوء على أهمية الشراكة الدولية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي المستدام.