الاخبار

التصعيد يستمر.. دلالات إدراج السيستاني بقائمة اغتيالات إسرائيلية

المحلل السياسي إياد الدليمي:

عرض صورة المرجع الشيعي علي السيستاني، مع مجموعة ممن تصفهم “إسرائيل” بأنهم مطلوبون يحمل رسائل نفسية كجزء من الحرب النفسية التي تخوضها “إسرائيل” ضد خصومها.

عرض صورة السيستاني ضمن المطلوبين جزء من الضغط الذي يمارسه اليمين المتطرف على نتنياهو.

المحلل السياسي الناصر دريد: “إسرائيل” لا تملك القيام بتوجيه ضربة مدمرة إلى إيران لوحدها؛ فهي تفتقد للأدوات العسكرية التي تمكنها من القيام بذلك لهذا هي ليست فقط بحاجة للموافقة الأمريكية بل بحاجة أيضاً للتعاون الأمريكي.

شكَّل ظهور صورة المرجع الديني علي السيستاني بين صور عدد من الشخصيات التي ستستهدفها “إسرائيل” حالة من الاستغراب بين المراقبين؛ لاعتماد هذه الشخصية خط الهدوء والابتعاد عن التوترات؛ الأمر الذي أثار من جانب آخر غضباً داخل العراق. 

في نشرة إخبارية للقناة الـ14 العبرية يوم الثلاثاء (8 أكتوبر الجاري) ظهرت صورة المرجع علي السيستاني، إلى جانب صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، ونعيم قاسم نائب الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار، وقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني.

ظهرت الصور أثناء حديث أحد مراسلي القناة اليمينية عن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على “إسرائيل” مطلع الشهر الجاري، من دون أن توضح أسباب وضع السيستاني ضمن قائمة الاغتيالات.

قال المراسل خلال حديثه المصاحب للصور إن “إسرائيل اتخذت قراراً بتوجيه ضربة لإيران، ولكن الأهداف التي ستهاجم لم تحدد بعد”، مشيراً إلى أن موعد الرد الإسرائيلي المحتمل لم يحدد بعد أيضاً.

الحكومة العراقية تحذر

الحكومة العراقية، ردت بدورها في بيان أعربت فيه عن رفضها بأشدّ العبارات “أي مساس بمكانة مرجعيتنا التي تحظى بتقدير واحترام كل الشعب العراقي، والعالمينِ العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي”، في إشارة إلى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، ووصف إدراج صورته بهذه الشاكلة “محاولة رخيصة للإساءة إلى صورة المرجعية الدينية العليا”.

بغداد حذرت من “خطورة هذه المحاولات المُستندة إلى خلفية فكرية عنصرية (…) ما يشجع على توسيع دائرة العدوان ويعرض الأمن والسلم الدوليين إلى تهديد حقيقي”.

المحلل السياسي إياد الدليمي يرى أن “عرض صورة المرجع الشيعي علي السيستاني مع مجموعة ممن تصفهم “إسرائيل” بأنهم مطلوبون، يحمل رسائل عدة، منها “رسائل نفسية كجزء من الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد خصومها”.

يضيف الدليمي لـ”الخليج أونلاين”: “الكل يعرف أن المرجع الشيعي الأعلى ليس في بنك الأهداف الإسرائيلية خاصة أنه لم يكن في يوم من الأيام حجر عثرة بوجه مشروع دولة الكيان، ولكن وضع صورته بهذه الطريقة جزء من الاستعلاء الذي يمارسه اليمين الصهيوني المتطرف”.

القناة 14 التي بثت الفيديو القصير الذي يحمل صور المطلوبين كما تدعي، هي قناة تابعة لليمين المتطرف، وعليه يؤكد الدليمي أن ما فعلته القناة كان مقصوداً وهو “جزء من الضغط الذي يمارسه اليمين المتطرف على (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو”.

اليمين المتطرف يرى أن هذه الفترة ذهبية للوصول إلى أبعد ما يمكن في ظل التفوق الحاصل، وأيضاً في ظل الدعم الأمريكي الكبير الذي تحظى به “إسرائيل”، وفق ما يذكر الدليمي، مضيفاً: “لذلك فإن المطلوب من هذه الصورة هي رسائل باتجاهات عدة بعضها داخلي وبعضها خارجي”.

من هو السيستاني؟ 

  • ولد علي بن محمد باقر بن علي الحسيني السيستاني عام 1930 في مدينة مشهد الإيرانية.

  • في عام 1951 هاجر إلى مدينة النجف بالعراق وحصل على إجازة بالاجتهاد من شيخيه أبي القاسم الخوئي وحسين الحلي.

  • بعد وفاة الخوئي المرجع الديني الأعلى للطائفة الشيعية عام 1992 تصدى السيستاني لشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية.

  • يعدّ السيستاني واحداً من أكثر الشخصيات الدينية تأثيراً في العراق والعالم.

  • فتواه الدينية تعتبر ملزمة لملايين من الشيعة داخل العراق وخارجه.

  • يمتد تأثيره الديني والسياسي إلى أبعد من حدود الطائفة الشيعية ليشمل قضايا تهم العراق بأسره.

  • يلعب دوراً مهماً في توجيه العملية السياسية بالعراق منذ عام 2003.

  • فتواه الشهيرة في 2014 التي دعت إلى الجهاد الكفائي ضد تنظيم “داعش” شكلت منعطفاً في الحرب، وأسست لسيطرة سياسية وعسكرية لقوات “الحشد الشعبي”.

  • يمتد تأثيره إلى المجتمعات الشيعية في إيران، لبنان، باكستان، والخليج.

آثار اغتيال السيستاني

اعتماداً على ما سبق يمكن القول إن محاولة اغتيال السيستاني لن تكون مجرد استهداف شخص واحد، بل ستكون ضربة قوية لأحد عناصر الاستقرار في العراق، في حال سعت “إسرائيل” إلى تنفيذها.

والآثار المحتملة لهذه الخطوة تتراوح بين زيادة العنف والتوتر الطائفي إلى تعزيز النفوذ الإيراني وتفاقم العداء لـ”إسرائيل”، ولا يستبعد أن تؤدي أي محاولة من هذا النوع إلى عواقب بعيدة المدى قد تعيد رسم خريطة التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط. 

ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال حالة التعاطف الكبير الذي أظهرها أتباع المرجع السيستاني لا سيما في العراق، عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام فضلاً عن بيانات رافضة حملت تهديدات لـ”إسرائيل” أصدرتها فصائل عراقية مسلحة.

إياد الدليمي يصف حالة التعاطف وصدور بيانات التهديد من قبل الفصائل المسلحة بأنها “محاولة للالتفاف على حالة الانكسار التي بدأت ملامحهما تظهر جلياً على المشروع السياسي الشيعي في المنطقة”.

ويضيف أن هذه الحالة “دفعت هؤلاء إلى تجييش الجماهير في محاولة لصنع حالة تعاطف يمكن أن تمنح المشروع روحاً هو بأمس الحاجة لها”.

ويؤكد الدليمي لـ”الخليج أونلاين” أن القناة 14 “هي بالأصل تريد عداءً أكثر؛ لأن ذلك سيدفع اليمين الإسرائيلي إلى مزيد من الضغط على نتنياهو من أجل فتح جبهة أوسع وتوجيه النار صوب رأس المشروع، إيران، من هنا نجد أن كلا الطرفين (إسرائيل والفصائل الشيعية المسلحة) يحاول استغلال ما جرى”.

الهجوم الإيراني والرد الإسرائيلي

  • في الأول من أكتوبر 2024، نفذت إيران هجوماً صاروخياً واسع النطاق على “إسرائيل”، حيث أطلقت نحو 200 صاروخ على أهداف متعددة.

  • يُعد هذا الهجوم أكبر تصعيد عسكري بين البلدين منذ سنوات، ما زاد من تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

  • بالمقابل، هددت “إسرائيل” بالرد العنيف؛ مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة مفتوحة بين الجانبين.

  • تصريحات القادة الإسرائيليين أوضحت أن “إسرائيل” لن تتهاون مع أي تهديد لأمنها وستستخدم كل ما لديها من قوة لردع إيران. 

  • بناءً على التجارب السابقة، من المرجح أن يكون الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني واسع النطاق، وقد تسعى “إسرائيل” أيضاً إلى تنفيذ هجمات إلكترونية، بالإضافة إلى تنفيذ اغتيالات لشخصيات مؤثرة لذلك، ظهرت صورة السيستاني في القناة العبرية بين الشخصيات المستهدفة. 

في هذا الشأن يقول المحلل السياسي د. الناصر دريد، لـ”الخليج أونلاين” إن هناك نقاشات حالياً تجري في واشنطن حول محاولات الولايات المتحدة لإقناع “إسرائيل” بأن تكون الضربة  القادمة على إيران غير مؤثرة دون وقوع حرب شاملة.

ويشير إلى أن حكومة نتنياهو، بدورها تصر بأن هذه “فرصة ذهبية تملكها إسرائيل”؛ لتدمير المشروع النووي الإيراني أو الإطاحة بالمرشد الأعلى علي خامنئي، أو لإيقاع أذى جسيم بإيران، لافتاً إلى أن “إسرائيل تعتقد أن بإمكانها فعل ذلك”.

ويستدرك دريد بأنه وبحسب ما يؤكد متخصصون في المجال العسكري فإن “إسرائيل” لا تملك القيام بهذا الجهد لوحدها؛ “فهي تفتقد للأدوات العسكرية التي تمكنها من ذلك؛ لهذا هي ليست فقط بحاجة للموافقة الأمريكية بل بحاجة أيضاً للتعاون الأمريكي”.

هذا التعاون يراه دريد “لا يبدو ممكناً الآن”، ويضيف متسائلاً: “هل تستطيع الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بمستوى الضربة الهادئ الذي تريده أم ستتمكن تل أبيب من إقناع واشنطن بإجراء حرب شاملة بينها وبين إيران؟”، مبيناً: “هذا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى