الاخبار

الإمارات تدين الهجوم الإرهابي على القصر الرئاسي في تشاد

أحمد شعبان، وام (أبوظبي، نجامينا، القاهرة)

دانت دولة الإمارات، بشدة، الهجوم الإرهابي الذي استهدف القصر الرئاسي في العاصمة التشادية نجامينا، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة عدد من الأبرياء.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي.
كما عبَّرت عن خالص تعازيها ومواساتها إلى تشاد وشعبها الصديق، ولأهل وذوي الضحية في هذا الهجوم الآثم، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وشنّت مجموعة إرهابية هجوماً مسلحاً على القصر الرئاسي في العاصمة التشادية نجامينا، ليل الأربعاء الخميس، مما أسفر عن مقتل عسكري واحد في صفوف الحرس الرئاسي، علاوة على مصرع 18 من المهاجمين.
وأعلن وزير الخارجية المتحدّث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، أنّ المجموعة التي هاجمت القصر الرئاسي، وكانت مدجّجة بالأسلحة، تتألّف من 24 شخصاً سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح، مشيراً إلى أنّ 18 منهم قتلوا، بينما أصيب 6 بجروح.
وأضاف أنّ الحصيلة في صفوف الأمن الرئاسي الذي أحبط الهجوم هي «قتيل واحد وثلاثة جرحى، أحدهم إصابته خطرة».
وكان الوزير قد أعلن قبل ذلك في مقطع فيديو بثّه مباشرة على الهواء عبر «فيسبوك»، من أمام القصر الرئاسي، أنّ «الوضع تحت السيطرة بالكامل، لقد تمّ القضاء على محاولة زعزعة الاستقرار هذه برمّتها».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني في نجامينا قوله إنّ المهاجمين ينتمون إلى جماعة «بوكو حرام» الإرهابية التي تقاتلها قوات الأمن التشادية في منطقة بحيرة تشاد (غرب) المتاخمة لكل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر.
وكان هجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» الإرهابية على قاعدة عسكرية تشادية في منطقة بحيرة تشاد، أواخر أكتوبر الماضي، قد أسفر عن مقتل 15 عسكرياً تشادياً، وعن مصرع 96 عنصراً إرهابياً. 
وردّاً على هذا الهجوم أطلق الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو عمليةً ضد الإرهابيين قادها بنفسه انطلاقاً من مقاطعة بحيرة تشاد لمدة أسبوعين في مطلع شهر نوفمبر.
وحذّر محللون سياسيون وخبراء في الإرهاب الدولي من تنامي التنظيمات الإرهابية، لا سيما أنشطة «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد، وشددوا على أن هذه الجماعة الإرهابية باتت أشد خطراً من ذي قبل. 
ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي التشادي الدكتور إسماعيل محمد طاهر، أنه بعد وفاة الرئيس السابق إدريس ديبي، انشغل الجميع بإدارة الفترة الانتقالية بغية إعادة البلاد إلى الوضع الدستوري، مما هيأ الفرصة لـ«بوكو حرام» كي تقوم بعمليات إرهابية.
وأوضح طاهر لـ«الاتحاد»، أن سبب تمركز الجماعة الإرهابية في بحيرة تشاد لكونها استطاعت إيجاد حاضنة اجتماعية لها هناك.
وأشار إلى أن تشاد عملت الكثير من أجل القضاء على الإرهاب في منطقة البحيرة، لكن لا يوجد الحد الكافي من التنسيق الإقليمي في مكافحة التنظيمات الإرهابية، باعتبار أن المسألة اتجهت إلى الجانب الشرقي للبحيرة، ورغم ذلك، فقد حقق الجيشُ انتصاراتٍ واضحةً وقَتل الكثيرَ من عناصر الجماعة الإرهابية.
وشدد طاهر على ضرورة أن يُفعّل الجيش من عملياته الاستخباراتية، ويدخل في مواجهات ومطاردات خلال المرحلة المقبلة، مطالباً بتنسيق شامل بين دول الجوار لمحاربة الإرهاب، ومشيراً إلى أن «بوكو حرام» عندما تفشل في اختراق دولة تحاول الذهاب إلى أخرى، وبالتالي لا بد من إعادة توحيد الصف الإقليمي، لضمان أمن دول الجوار وأفريقيا الوسطى باعتبار أنهم متضررون جميعاً أو سوف يتضررون كلهم من دون استثناء.
وكشف الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، عن أن هناك أسباباً عدة أدت إلى وجود التنظيمات المتطرفة في العديد من بلدان وسط القارة الأفريقية، موضحاً لـ«الاتحاد» أن دول القارة السمراء، ومنها تشاد، تحتاج دعماً خارجياً في حربها ضد الإرهاب، يبدأ من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، وأن المؤسسات الدولية مطالبة بمساندة البلدان التي تحتاج دعماً أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً لمواجهة التنظيمات المتطرفة.
وحذّر أديب من أن الوضع بات مقلقاً ليس على مستوى تشاد فقط، بل على مستوى وسط وعموم القارة الأفريقية والعالم، منبهاً إلى أنه حين تضعف مناعة العالم، تبدأ الخلايا السرطانية لتنظيمات العنف والتطرف في نهش «أجساد» الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى