الإمارات تحذر من تداعيات النزاع السوداني على الأمن الدولي

الخارجية الإماراتية:
أيٌّ من طرفي النزاع، سواء القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع، لا يُمثل الشعب السوداني.
يجب تشكيل حكومة مدنية مستقلة، باعتبارها الخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار المستدام.
دعت دولة الإمارات إلى إنشاء آلية دولية لمراقبة دخول الأسلحة إلى السودان، وحثت على تسريع الجهود نحو انتقال سياسي بقيادة مدنية، محذّرة من تداعيات استمرار النزاع على الأمن الإقليمي والدولي.
وبحسب ما ذكرت وكالة “وام” جاء ذلك في خطاب دولة الإمارات ألقته لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، اليوم الأربعاء في “مؤتمر لندن حول السودان”، الذي استضافته المملكة المتحدة بالشراكة مع ألمانيا وفرنسا والاتحادين الأوروبي والأفريقي، وبمشاركة ممثلين عن عدة دول ومنظمات دولية.
وقالت نسيبة إن الصراع في السودان خلّف معاناة إنسانية واسعة النطاق، مشيرة إلى “الفظائع المرتكبة ضد المدنيين”، بما في ذلك استخدام العنف الجنسي، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
كما أعربت عن إدانة الإمارات للهجمات الأخيرة في دارفور، لاسيما على مخيمي زمزم وأبو شوك قرب الفاشر.
وأكدت نسيبة أن أياً من طرفي النزاع، القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع، لا يمثل الشعب السوداني، مشددة على ضرورة تشكيل حكومة مدنية مستقلة، باعتبارها الخيار الوحيد لتحقيق الاستقرار المستدام.
ودعت إلى تحرك دولي أكثر فاعلية لإنهاء استخدام المساعدات كسلاح، وضمان وصولها إلى المدنيين، مشيرة إلى أن سيادة الدول لا ينبغي أن تُستخدم لتبرير تجويع السكان أو عرقلة الإغاثة الإنسانية.
وسلطت المسؤولة الإماراتية الضوء على البعد الإقليمي للصراع، محذّرة من أن استمرار الفوضى قد يحوّل السودان إلى ملاذ آمن للتطرف والتهديدات البحرية، مشددة على أن الحل يجب أن يكون شاملاً ويأخذ في الاعتبار الأمن الإقليمي.
وأكدت نسيبة أهمية تمكين المرأة السودانية ومشاركتها الكاملة في العملية السياسية، مشيدة بدورها في الحراك المدني عام 2018 وفي خطوط الإغاثة الأمامية.
ويخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، منذ أبريل 2023، حرباً خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
ومنذ تفجر الصراع في السودان، قدمت الإمارات أكثر من 600 مليون دولار كمساعدات إنسانية للسودان والدول المجاورة. وأكدت أبوظبي في أكثر من مناسبة استمرار دعمها لجهود السلام، والتزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة الشعب السوداني.