الاخبار

الإمارات.. التزام راسخ بالحفاظ على وحدة السودان وسيادته

أبوظبي (الاتحاد)

شدد خبراء ومحللون على أهمية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات، بالشراكة مع منظمات المجتمع الدولي، لإنهاء النزاع في السودان، ودعم الشعب السوداني إنسانياً وإغاثياً، مؤكدين أن الدولة تبنت نهجاً شاملاً يجمع بين المبادرات الإنسانية والتحركات الدبلوماسية بهدف التخفيف من معاناة ملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار. 
وأوضح الخبراء والمحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن موقف الإمارات الداعم للشعب السوداني يعزز مكانتها كفاعل إنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي، معتبرين أن الدولة تُعد نموذجاً يحتذى به في الدبلوماسية الإقليمية سريعة الحركة.
نهج شامل
وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، إن الإمارات تلعب دوراً بارزاً ومؤثراً لدعم الشعب السوداني، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يُعانيها ملايين السودانيين منذ اندلاع النزاع، في أبريل 2023، مضيفاً أن الدولة تتبنى نهجاً شاملاً يجمع بين المبادرات الإنسانية والتحركات الدبلوماسية الرامية لإنهاء الاقتتال، وتسوية الأزمة سلمياً، والتخفيف من معاناة ملايين المدنيين. وأضاف عمران لـ«الاتحاد» أن الإمارات بادرت بإطلاق جسر جوي لتقديم المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية لملايين السودانيين، خاصة في المناطق المتضررة من النزاع والمناطق الحدودية التي تستضيف اللاجئين، وأرسلت عشرات الطائرات المحمّلة بالمساعدات العاجلة، إضافة إلى بناء مستشفيات ميدانية، أبرزها المستشفى الإماراتي الميداني في تشاد قرب الحدود مع السودان، والذي يقدم الرعاية الصحية للاجئين السودانيين، كما قدمت الإمارات دعماً مالياً كبيراً للمنظمات الأممية والدولية العاملة في مجال الإغاثة، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي.
وأشاد بالدعم الإماراتي للجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وغير مشروط، سواء من خلال التنسيق مع المملكة العربية السعودية في مسار محادثات جدة، أو عبر اتصالاتها مع القوى العالمية لدفع أطراف النزاع نحو الحل السياسي، إضافة إلى مشاركتها الفاعلة في الاجتماعات الدولية التي تناولت الأزمة السودانية، وآخرها مؤتمر لندن.
وأشار عمران إلى أن التحركات الإماراتية تسعى لإيجاد توافق إقليمي ودولي يشكل ضغطاً على أطراف النزاع لوقف القتال، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مشيداً بالتزام الإمارات بمبادئ القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته، وتغليب لغة الحوار والمصالحة الوطنية، ما يتجسد في تنسيقها المستمر مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول المؤثرة لتحقيق تسوية سلمية مستدامة تنهي معاناة الشعب السوداني، وتُعيد للسودان استقراره. 
فاعل إنساني
أكدت الباحثة في العلاقات الدولية، إيرينا تسوكرمان، أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات للشعب السوداني تعزز مكانتها كفاعل إنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشددة على أن الدولة تُعد نموذجاً يحتذى به في الدبلوماسية الإقليمية سريعة الحركة.
وذكرت تسوكرمان لـ«الاتحاد» أن الإمارات تمتلك الأدوات والشبكات اللازمة لإنجاز الأمور على أرض الواقع، ما يظهر بوضوح في تنسيقها المستمر مع منظمات المجتمع الدولي بشأن الدعم الإنساني المقدم للشعب السوداني، لا سيما مع انزلاق البلاد إلى مزيد من التشرذم والعنف.
وأوضحت أن الإمارات تؤدي دوراً دبلوماسياً متوازناً يهدف في المقام الأول إلى تحقيق الاستقرار في السودان، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين واللاجئين، مؤكدة أن السودان يحتاج إلى جهات فاعلة قادرة على دفع أطراف النزاع نحو التسوية السلمية.
دور محوري
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، أن الإمارات تدعم الوضع الإنساني في السودان بشكل فاعل ونشط، وتحرص على التوصل إلى حل يُنهي النزاع سلمياً، ويحفظ وحدة السودان، وهو دور مقدر من قبل المجتمع الدولي.
وشدد ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أهمية المساعي الإماراتية الرامية لتحقيق مصالحة سودانية دائمة لمنع تكرار النزاعات الداخلية، إضافة إلى دورها المحوري في دعم المجهود الإنساني لتخفيف معاناة ملايين السودانيين من النازحين واللاجئين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى