الاخبار

استهداف الاحتلال عمال الإغاثة في غزة.. جريمة هدفها تعميق المجاعة

استشهد قرابة 230 من العاملين في مجال الإغاثة والمنظمات الإنسانية، منذ بدء العدوان على غزة.

يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف عمال الإغاثة في غزة، خاصة الذين يعلمون في إعداد الطعام للسكان والنازحين، ضمن أهدافه تعميق المجاعة في القطاع الذي يتعرض لعدوان مستمر منذ أكثر من عام.

جاء الاستهداف الإسرائيلي الجديد ضد ثلاثة من أعضاء فريق المطبخ المركزي العالمي في مدينة خان يونس جنوب غزة، ليكون الثاني ضد هذه المؤسسة التي تقدم خدماتها الغذائية لأهالي القطاع، حيث سبق واستهداف الاحتلال 7 من موظفيها في أبريل الماضي.

وتظهر الإحصائيات الأممية ارتفاع عدد عمال الإغاثة المستهدفين من قبل جيش الاحتلال في قطاع غزة، حيث لقي 281 منهم حتفه منذ بداية العام الحالي فقط، ليتجاوز الرقم المسجل العام الماضي وهو 280.

وتعد منظمة المطبخ المركزي العالمي الخيرية غير الحكومية من أبرز الجهات الفاعلة في مجال توفير وتوزيع المساعدات الغذائية لسكان غزة المهددين بمجاعة وشيكة بحق مئات الآلاف، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الكافية وفرضه حصاراً مشدداً على مناطق الشمال.

جريمة حرب

يؤكد مدير الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، صلاح عبد العاطي، أن ما جرى ضد فريق العمل الإغاثي التابع للمطبخ المركز العالمي، “جريمة حرب مكتملة الأركان، حيث قام الاحتلال بقصف سيارتهم”.

ويوضح عبد العاطي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن جيش الاحتلال نفذ جريمته السبت الموافق 30 نوفمبر 2024، عبر قصف طائرة مسيرة لسيارة من نوع جيب تتبع لمنظمة المطبخ العالمي، كانت تسير في شارع صلاح الدين ما بين منطقتي الزنة والسطر الشرقي شرقي مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد 5 فلسطينيين بينهم 3 من العاملين في المنظمة التي تقدم خدمات إنسانية للنازحين المحاصرين في مناطق النزوح ومراكز الإيواء جنوب القطاع.

ويبين أن اغتيال أعضاء الفريق الإغاثي، جاء في ظل منع قوات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية لسكان شمال القطاع منذ أكثر من شهرين؛ في مواصلة لتطبيق مخططات إفراغ الشمال من سكانه عبر القتل والمجازر والتجويع وتدمير المنازل والمرافق الصحية والخدمية وإخراج الخدمات الإنسانية عن الخدمة.

وأشار إلى أن الاحتلال “لا زال يصر على سياسة القتل الممنهج ضد المدنيين العزل، وضد فرق الإغاثة الدولية والعاملين في المنظمات الإنسانية؛ حيث وصلت حصيلة الشهداء منهم قرابة 280 في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامّهم الإنسانية وفي إطار سياسات التجويع التي يواصلها الاحتلال بحق سكان غزة”.

وأردف بالقول: “الاحتلال يريد من خلال قتل عمال الإغاثة دفع الناس نحو اليأس من استمرار الحياة في قطاع غزة بفعل سياسات التطهير العرقي والقتل والتدمير والقمع والقهر والترويع الممنهج في إطار جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة وإهلاك أكبر عدد من سكانه”.

حماية دولية

يتمتع العاملون في مجال الإغاثة بحماية بموجب القانون الإنساني الدولي، الذي يشدد على أهمية حماية الأشخاص المدنيين وإغاثتهم خلال النزاعات المسلحة، مع التأكيد على ضرورة حماية وتوفير الأنشطة الإنسانية، سواء أكانت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو أي هيئة إنسانية حيادية.

فرض القانون الدولي على دولة الاحتلال ضرورة توفير المؤن الغذائية والإمدادات الطبية، حيث جاء في المادة (55) أنه من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، “بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، ومن واجبها على الأخص أن تستورد ما يلزم من الأغذية والمهمات الطبية وغيرها إذا كانت موارد الأرضي المحتلة غير كافية”.

وأشارت المادة (56) إلى أهمية تعاون سلطات الاحتلال مع السلطات المحلية من أجل توفير الشروط الإنسانية؛ حيث نصت على أنه “من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، وبمعاونة السلطات الوطنية والمحتلة، على صيانة المنشآت والخدمات الطبية والمستشفيات وكذلك الصحة العامة والشروط الصحية في الأراضي المحتلة، وذلك بوجه خاص عن طريق اعتماد وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة”.

وبموجب اتفاقية جنيف الرابعة يترتب على أطراف النزاع أهمية منح الهيئات الإغاثية جميع التسهيلات من أجل مرور جميع الأدوية والمهمات الطبية دون إبطاء، وأعطى أطراف النزاع إمكانية وضع الشروط الفنية للسماح لها بالمرور.

وأوضح القانون الدولي أن الهيئات الإنسانية التي يناط بها الاضطلاع بالمهام الإنسانية وتقوم بالأعمال التي لها مصلحة للأشخاص المحميين ينبغي أن تكفل لها حرية المرور طبقاً لمواعيد وخطط سير محددة.

وأتاح القانون الدولي إمكانية أن يشارك الأفراد في أعمال الغوث كجزء من المساعدة المبذولة وخاصة في نقل وتوزيع إرساليات الغوث، حيث ينبغي احترام وتوفير الحماية لهؤلاء المتطوعين.

وورد في المادة (71) من البرتوكول الإضافي الأول لاتفاقية جنيف الرابعة أنه: “يجوز عند الضرورة أن يشكل العاملون على الغوث جزءاً من المساعدة المبذولة في أي أعمال الغوث وخاصة لنقل وتوزيع إرساليات الغوث”.

ومنظمة المطبخ المركزي العالمي التي تعمل في قطاع غزة، هي مؤسسة غير حكومية أسسها الطاهي الإسباني الأمريكي خوسيه أندريس وزوجته باتريشيا عام 2010، في أعقاب زلزال كبير في هايتي، لتبدأ في الأصل بتقديم مساعدات غذائية طارئة للناجين.

وبادرت المنظمة إلى استكمال هذه المهمات من خلال تقديم المعونات الغذائية والمساعدات للمنكوبين بسبب كافة أشكال الكوارث، بما فيها الطبيعية مثل الأعاصير وحرائق الغابات وأمواج تسونامي والانفجارات البركانية في ربوع العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى