استغاثات من غزة.. المستشفيات عاجزة أمام تزايد الشهداء والجرحى

يعمل الأطباء والممرضون في غزة لساعات طويلة دون راحة وسط ظروف قاسية
تواجه المنظومة الصحية في قطاع غزة خطر الانهيار الوشيك جداً بسبب تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتزايد عدد الإصابات وسط نقص حاد في المستلزمات الطبية.
كما تواجه الكوادر الطبية العاملة في المستشفيات والمراكز الصحية ضغطاً كبيراً، حيث تعاني من نقص شديد في القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، خاصة أن العديد من المصابين يعانون من إصابات خطيرة تتطلب عمليات جراحية فورية.
وفجر الثلاثاء 18 مارس الجاري، استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، حيث استهدفت غارات جوية جديدة مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين، ما أدى إلى سقوط نحو 1000 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.
وطيلة فترة العدوان قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، تعرضت المنظومة الصحية للتدمير، حيث أجرت الكثير من المستشفيات عن الخدمة، إضافة إلى قتل واعتقال مئات الأطباء والممرضين ورجال الإسعاف والطوارئ.
نقص المستلزمات الطبية
وتعاني مستشفيات غزة من نقص شديد في الأدوية الأساسية، بما في ذلك المضادات الحيوية، والمستلزمات الجراحية، والمسكنات، وأكياس الدم، نتيجة الحصار المفروض على القطاع ومنع وصول المساعدات الطبية العاجلة.
كما يهدد انقطاع الكهرباء ونقص الوقود الضروري لتشغيل المولدات، استمرارية تشغيل الأجهزة الطبية الحيوية مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
إضافة إلى ذلك، فإن الاحتلال الإسرائيلي عمد إلى إغلاق المعابر منذ بداية مارس الجاري، ما أدى إلى تفاقم أزمة الإمدادات الطبية، حيث تمنع قوات الاحتلال دخول المعدات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
وتسبب هذا الإغلاق في انهيار جزئي للمنظومة الصحية، خاصة مع استمرار الحاجة الماسة لنقل الجرحى إلى خارج القطاع لتلقي العلاج.
كما يعمل الأطباء والممرضون في غزة لساعات طويلة دون راحة وسط ظروف قاسية، ما يعرضهم للإرهاق الجسدي والنفسي الشديد.
ومع تزايد أعداد الإصابات وتدمير بعض المستشفيات والمرافق الطبية جراء القصف، تتضاعف الضغوط على الفرق الطبية التي تعمل في بيئة غير آمنة تفتقر إلى الموارد الأساسية لإنقاذ الأرواح.
وضع كارثي
المدير العام لوزارة الصحة في غزة، د. منير البرش، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي حقق رقماً قياسياً جديداً في قتل أبناء الشعب الفلسطيني، حيث استقبلت مستشفيات قطاع غزة حتى الآن 404 شهداء وأكثر من 562 إصابة نتيجة الاستهدافات والمجازر المتكررة التي نفذها الاحتلال منذ ساعات فجر الثلاثاء الماضي.
وأوضح في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن هناك نقصاً كبيراً في الإمكانيات الطبية بجميع أنواعها، مشيراً إلى أن 25 مستشفى من أصل 38 خرجت عن الخدمة، مما أدى إلى كارثة صحية غير مسبوقة.
ووصف البرش الوضع الصحي في قطاع غزة بـ”الكارثي” نتيجة نقص المستلزمات الطبية واستمرار الاحتلال في إغلاق المعابر مع القطاع، ما يزيد من صعوبة إيصال الإمدادات الطبية والوقود اللازم لضمان استمرار عمل المستشفيات.
كما شدد على الحاجة الماسة إلى مستشفيات ميدانية، وأسرة إضافية، وغرف عمليات قادرة على استيعاب الكم الهائل من الإصابات.
وأضاف أيضاً أن “الاحتلال يحكم على المرضى والمصابين في قطاع غزة بالإعدام عبر إغلاق معبر رفح وفرض حصار مشدد يمنع وصول المساعدات الطبية الطارئة” مشيراً إلى ضرورة تدخل دولي عاجل لوقف القتل وتمكين المنظومة الصحية من معالجة الوضع المتفاقم.
كما تحتاج المرافق الصحية في غزة إلى 30 مولد كهربائي بأحجام مختلفة، أقصاها 1.6 ميجا و40 KVA، لضمان استمرار تشغيل المستشفيات، كما أدى تدمير الاحتلال لـ10 محطات توليد أكسجين كانت تزود الأقسام الحيوية في المستشفيات بالأكسجين، إلى نقص حاد في هذه المادة الحيوية التي يعتمد عليها مئات المرضى يومياً، بحسب البرش.
وأشار إلى أن “مستشفيات قطاع غزة تحتاج إلى وحدات دم نتيجة تزايد عدد الإصابات، لذلك أطلقت الوزارة مناشدات للسكان بضرورة التوجه للمستشفيات من أجل التبرع بالدم”.