اتفاق هدنة غزة.. تخبط بين الوعود الإسرائيلية وعرقلة المتطرفين
نتنياهو أبلغ ترامب بضرورة التوصل إلى صيغة مكونة من مراحل لإبرام صفقة تبادل
مع زيادة المؤشرات الإيجابية حول قرب توصل حركة “حماس”، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لتوقيع اتفاق هدنة ثم الوصول إلى وقف إطلاق نار كامل في قطاع غزة، تبرز مواقف متشددة من داخل حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر تطرفاً في تاريخ “إسرائيل”.
أبرز المعيقات التي ستصطدم في الجهود القطرية والأمريكية والمصرية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، تأتي من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذان يعلنان بشكل مستمر أنهما ضد أي صفقة أو أي خطوات تتخذ لوقف الحرب على قطاع غزة.
مؤشرات قرب التوقيع على صفقة واتفاق، جاءت بعدما كشفه المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال، عن أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أبلغ نتنياهو خلال حديثهما الأخير أنه يود أن يرى الحرب تصل إلى نهايتها.
وأكد المتحدث باسم نتنياهو في تصريح له، الاثنين 16 ديسمبر الجاري، وجود تقدم في المفاوضات واحتمال التوصل إلى صفقة قبل تولي ترامب منصبه في 20 يناير المقبل، مشيراً إلى أن “إسرائيل” تلحظ مرونة من جانب “حماس” فيما يتعلق بمسألة محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة ومصر.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن نتنياهو أبلغ ترامب ضرورة التوصل إلى صيغة مكونة من مراحل لإبرام صفقة تبادل.
ووفق المصادر التي تحدثت للقناة الإسرائيلية، فإن وزير الجيش يسرائيل كاتس أوضح أن محادثات صفقة التبادل تركز على المرحلة الأولى منها.
وفي تصريحات أخرى قال وزير الجيش الإسرائيلي، إن حكومة دولة الاحتلال باتت أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أوضح كاتس أن صفقة التبادل المحتملة ستحظى بدعم الأغلبية في الحكومة التي يرأسها بنيامين نتنياهو، لكنه أشار إلى أن “الخلافات لا تزال قائمة حول عدد الأسرى الذين يجب إطلاق سراحهم في إطار الصفقة”.
بن غفير أطل بتصريحات حديثة أعلن فيها رفضه لأي صفقة تبادل أسرى، وهو ما قد يكون عائقاً أمام تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وشدد بن غفير في تصريحات له، الأحد 15 ديسمبر الجاري، أي قبل التصريحات الرسمية للمتحدث باسم نتنياهو، أنه لن يدعم صفقة تبادل الأسرى، معتبراً أنها غير شرعية، وأضاف: “الخطوط الحمراء واضحة جداً ولن يسمح بوقف كامل للحرب في غزة”.
لم يكتفِ بن غفير بإعلان رفضه لأي صفقة، وذهب إلى التصريح بأنه سيعرض على الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب خطة لتشجيع الهجرة والاستيطان في القطاع.
كذلك، هدد حزب القوة اليهودية برئاسة بن غفير، بالعمل بشكل مستقل عن الائتلاف الحكومي بدءاً من الاثنين 16 ديسمبر الجاري، على خلفية مفاوضات جارية للتوصل إلى صفقة محتملة لتبادل الأسرى.
وقال الحزب في بيان له: “في الأسابيع الأخيرة، تصرفت مكونات الائتلاف بشكل مستقل في مجموعة متنوعة من المجالات”.
وعدد الحزب تلك المجالات بقوله: “بدءاً من رفض تقديم مشروع قانون إلى الحكومة الأحد المقبل للبدء بإقالة المستشارة القضائية للحكومة (غالي بهاراف ميارا)، مروراً بإجراء مفاوضات صفقة غير مسؤولة (مع حماس)، وانتهاء بالإضرار بموازنة وزارة الأمن القومي وهيئاتها”.
وأضاف: “لذلك، فإن حزب عوتسما يهوديت لن يلتزم بموقف الائتلاف، بما في ذلك قانون الميزانية، وسيعمل بشكل مستقل وانتقائي ابتداء من هذا المساء”، رغم أن أي حزب بالائتلاف لا يحق له العمل بشكل مستقل، وهذا ما يشير إلى أن حزب بن غفير يتوعد فقط، وقد يتراجع عن تهديده”.
أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فأكد أنه لن يقبل بصفقة لتبادل الأسرى تؤدي إلى وقف الحرب على غزة، وذهب إلى التهديد بأنه سيكون هناك استيطان في القطاع.
المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أكد أنه “من الواضح سيكون وجود موقف معارض لسموتيرتيش وبن غفير من الصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة، وإنهاء الحرب”.
وقال منصور في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “سيخضع اتفاق وقف إطلاق النار إلى التصويت داخل الحكومة الإسرائيلية، ومن الممكن أن يتحفظ سموتيرتيش ويعارض بن غفير ويعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي ولكن ذلك لن يؤثر على إتمام الصفقة”.
وأوضح أن سمويترتيش “مختلف عن بن غفير الذي يعارض من حيث المبدأ إتمام الصفقة، ويعتبر حجر عثرة أمامها، ويعارض من حيث المبدأ”.
كما يرى أن نتنياهو “سيجد حلاً لهؤلاء وسيجد أغلبية من أجل تمرير صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار، في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) والحكومة، لذلك لا خوف حول إتمامها”.
يوجد داخل السجون الإسرائيلية أكثر من 9 آلاف و300 أسير فلسطيني، بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة، منهم ما لا يقل عن 75 أسيرة، وما لا يقل عن 250 طفلاً، وفقاً لبيانات “نادي الأسير الفلسطيني”.
وحسب بيانات النادي، هناك أكثر من 3 آلاف و400 معتقل إداري في سجون الاحتلال، منهم 600 بعضهم محكوم بالسجن المؤبد، وآخرون يطالب الاحتلال بإصدار أحكام مؤبدة في حقهم.
وحول الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، سبق وقدر نتنياهو وجود 101 أسير متبقي حتى الآن، بعد مقتل عدد منهم.