“ابن بيتك”.. واجهة التطوير العقاري في السوق القطرية

تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن قيمة الواردات المرتبطة بهذا القطاع تُقدَّر بنحو 71 مليار ريال (19.5 مليار دولار) سنوياً.
في ظل النمو المتسارع الذي يشهده قطاع البناء في قطر، شكّلت النسخة السادسة من معرض “ابن بيتك” 2025 محطة بارزة لاستعراض أحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا في مجالات الإنشاء والتصميم الداخلي والتشطيبات، وذلك بمشاركة نحو 250 شركة وجهة محلية ودولية.
المعرض الذي نُظم في العاصمة القطرية الدوحة من 28 أبريل حتى 1 مايو، استقطب جمهوراً واسعاً من المهتمين بأعمال البناء والتطوير العقاري، مقدماً فرصاً مباشرة للتواصل بين روّاد القطاع وأصحاب المشاريع في السوق المحلية.
وشهد المعرض عدداً من الفعاليات والجلسات النقاشية التي تناولت مجالات حديثة، أبرزها الحلول الابتكارية في البناء وتصميم الديكور، وذلك بمشاركة واسعة من شركات البناء والاستشاريين والموردين وروّاد صناعة البناء.
وبحسب القائمين عليه، أصبح معرض “ابن بيتك” منصة بارزة وبصمة متميزة في مجال تطوير المنازل الفاخرة، وتصميم الديكور الداخلي، وحلول المعيشة المصممة.
ونجح في استقطاب كبرى الشركات العالمية التي شاركت بأجنحة متميزة عرضت من خلالها أحدث التقنيات والمعدات في مجالات البناء، والديكور، والتصميم، والأنظمة التكنولوجية المتطورة.
تنوع كبير
محمد المناعي ممثل شركة وود هاوس، قال لـ”الخليج أونلاين” إن المعرض يشهد تنوعاً ملموساً وإقبالاً واضحاً من قبل الجمهور، لافتاً إلى أن هناك العديد من الاستفسارات والعقود التي تبرم بشكل مباشر مع أصحاب المشاريع داخل الدولة.
وحول ما يشكله معرض ابن بيتك من إضافة للسوق القطرية، يقول المناعي: إن “ما يميز المعرض أنه يجمع كافة التخصصات والمجالات المرتبطة بالبناء في مكان واحد”.
ويوضح أن ذلك يسهل على الجمهور وأصحاب المشاريع حتى أصحاب الشركات المشاركة في التعرف على آخر مستجدات سوق البناء العالمي.
المناعي يشير إلى أن السوق القطرية تشهد طلباً متزايداً خلال الفترة الحالية، لا سيما في مجال بناء البيوت والفلل السكينة، ويعزو تلك الحركة النشطة إلى استمرار جهود الحكومة القطرية في تأهيل البنى التحية لأراضي الموطنين وتخصيصها، ما يشكل إضافة للسوق المحلية.
وشهدت النسخة السادسة من المعرض مشاركة واسعة من الهيئات والمؤسسات الحكومية القطرية، من أبرزها وزارة البلدية، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء”، والدفاع المدني.
هذه المشاركة أتاحت للزوار فرصة الاطلاع على الإجراءات الحكومية المتعلقة بالتراخيص، والموافقات، والخدمات الأساسية ذات الصلة بقطاع البناء والتشييد.
منصة تسويقية مهمة
المهندس أمير أحمد، ممثل شركة “توب تندر”، يرى أن الإقبال على المعرض في نسخته الحالية جاء أقل مقارنة بالسنوات الماضية، مشيراً إلى أن سوق الإنشاءات والمقاولات شهدت حالة من انخفاض الطلب بعد الانتهاء من مشاريع كأس العالم، خاصة المشاريع الكبرى.
وأوضح لمراسل “الخليج أونلاين” بالدوحة أن معرض “ابن بيتك” يُعد منصة تسويقية مهمة في السوق القطرية، حيث تشارك فيه الشركات بهدف التعريف بمنتجاتها وخدماتها.
إلى جانب ذلك يتيح المعرض الاطلاع على ما تقدمه الشركات الأخرى، لا سيما في ظل تكامل الأدوار بين مختلف جهات قطاع الإنشاءات.
وفي ختام حديثه، أشار المهندس أمير إلى أن قطاع بناء البيوت والفلل السكنية يشهد حالياً طلباً متزايداً، في ظل تخصيص الأراضي للمواطنين وتقديم التسهيلات الائتمانية، مما يشجع الكثيرين على الشروع في تنفيذ مشاريعهم السكنية.
أصبح معرض “ابن بيتك” وجهة مفضلة للعديد من المواطنين القطريين على مدار نسخه الماضية، لما يقدّمه من فرص واطلاع مباشر على مستجدات قطاع البناء.
ومع ذلك، برزت مطالبات من الزوّار والجمهور بضرورة توسيع نطاق المعرض، والانفتاح على مجالات جديدة وغير تقليدية، واستقطاب شركات عالمية وإقليمية، بما يلبي احتياجات أصحاب المشاريع الإنشائية ويواكب تطلعات السوق المحلية.
استقطاب أكبر
المواطن محمد القاضي يرى أن المعرض جيّد في مجمله، لكنه بحاجة إلى استقطاب مزيد من الشركات، بما يساهم في تنويع المنتجات المعروضة أمام الزوّار.
يؤكد القاضي، الذي تحدث لـ”الخليج أونلاين”، أن هناك العديد من الجهات التي ينبغي أن تُشارك في الدورات المقبلة، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع البناء والإنشاءات على مستوى العالم.
ويشير القاضي إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك العديد من الشركات والمصانع المتخصصة في مجالات البناء.
وأكد أن استقطابها للمشاركة في النسخ القادمة من المعرض خطوة مهمة لإثراء محتواه، خصوصاً أن كثيراً من أصحاب المشاريع من المواطنين القطريين يتوجهون لشراء بعض المواد والمنتجات من أسواق دول الخليج.
وتُعدّ سوق البناء والمقاولات في قطر من الأسواق الحيوية في المنطقة، إذ تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن قيمة الواردات المرتبطة بهذا القطاع تُقدَّر بنحو 71 مليار ريال (19.5 مليار دولار) سنوياً.
وبحسب مراقبين في سوق البناء، يشهد قطاع الإنشاءات والمقاولات في قطر حالياً حركة نشطة، لا سيّما في مجال بناء المساكن بمختلف تصنيفاتها؛ وذلك في ظل توجه الحكومة القطرية إلى تطوير وتأهيل البنية التحتية لمشاريع أراضي المواطنين وتخصيصها، ما يساهم بشكل مباشر في تنشيط السوق المحلية.