الاخبار

إنجاز خليجي.. تقويم جديد يجمع بين خبرات قطر والكويت العلمية

يعدّ دار التقويم القطري، معلماً ثقافياً وتراثياً قطرياً، وهو إرث من جهود الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري (1919-1989)، أحد علماء قطر البارزين. 

يعدّ مركز العجيري؛ مركزاً علمياً خاصاً معتمداً بالكويت يهتم بعلم الفلك، وهو إرث من جهود الفلكي صالح العجيري.

خطوة هامة على طريق الإنجازات العلمية يجسدها تعاون اثنين من أهم وأبرز المراكز العلمية الفلكية الخليجية، بإصدار تقويم خاص يبرز تاريخ قطر والكويت.

التقويم الجديد الذي أصدره دار التقويم القطري، ومركز العجيري العلمي بدولة الكويت، مؤخراً، يجمع خبرات أكثر من 70 عاماً ويسلط الضوء على تاريخ البلدين وإبراز أدوار علمائهما. 

ويخدم التقويم الخاص القطري الكويتي، ثلاثة محاور أساسية؛ وتشمل:

  • التركيز على مجالات التعاون بين الطرفين في مجال الحسابات الفلكية المشتركة.

  • التركيز على تاريخ البلدين والنجاحات ونشر إنجازات مؤسسي المركزين.

  • علاقة علم الفلك بعلماء المسلمين والأجيال الحالية.

المدير التنفيذي لدار التقويم القطري فيصل الأنصاري، قال إن اتفاقية التعاون مع مركز العجيري العلمي ستساعد في تطوير إصدارات التقاويم وتبادل الخبرات المشتركة بين الطرفين.

وأشار إلى أن الاتفاقية تسهم في إصدار مرجعية موثوقة في علم الفلك وعلم الأنواء، مؤكداً عزم الجهتين على إطلاق دراسات خاصة بالأرصاد والحسابات المتعلقة بالأنواء والمواسم السهلية.

من جانبه قال المدير العام لمركز العجيري العلمي، يوسف العجيري، إن طباعة التقويم الخاص الذي حمل اسم (تقويم الأنصاري والعجيري)، هدفها زيادة الوعي بعلماء دول مجلس التعاون وزيادة الثقافة الفلكية في المنطقة.

ولفت إلى أن المركزين حريصان على زيادة الوعي بنشر ما يتعلق بالمواقيت والأهلة والمواسم، حيث تتضمن الطبعة المشتركة معلومات تاريخية واسعة عن الكويت وقطر وعلمائهما، وعديد من الظواهر الفلكية المختلفة.

دار التقويم القطري

يعدّ دار التقويم القطري معلماً ثقافياً وتراثياً يعكس أصالة الشعب القطري وطموحه الحضاري، وهو إرث من جهود الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري (1919-1989)، أحد علماء قطر البارزين. 

والشيخ الأنصاري هو أول من وضع مواقيت التقويم القطري وأشرف عليه لثلاثة عقود، وعُرف بـ”خادم العلم” لدوره في نشر الثقافة الإسلامية.

  • تأسست الدار عام 1990 بعد وفاة الشيخ الأنصاري. 

  • رسالة الدار تربوية وثقافية؛ تهدف إلى نشر العلم والفكر من خلال تقديم تقويم شامل يجمع بين الجداول الفلكية، والمعلومات التربوية، والحِكم بأسلوب إسلامي تربوي.

  • بدأت بإصدار التقويم القطري في 1411هـ – 1990، وتتولى إعداد التقويم، والإشراف عليه، ومنح حقوق الطبع والنشر.

  • تتضمن إصدارات التقويم:

      – تقويم دفتري: يشمل مدينة الدوحة، والرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة.

      – تقويم جداري ومكتبي: بتوقيت الدوحة، والحرمين الشريفين، وعواصم دول مجلس التعاون.

      – مجلد شامل: يحتوي على معلومات فلكية، وزراعية، وأدبية، وأدعية.

مركز العجيري

يعدّ مركز العجيري؛ مركزاً علمياً خاصاً معتمداً من دولة الكويت يهتم بعلم الفلك، يشمل إعداد التقويم الفلكي، نشر التقاويم ورقياً وإلكترونياً، تنظيم فعاليات فلكية، وتقديم استشارات علمية. 

ظل حلم إنشاء مركز فلكي كبير يراود عالم الفلك الكويتي الدكتور صالح محمد العجيري لأكثر من أربعين عاماً، مستهدفاً منطقة تقع على خط عرض شمالي منخفض تتميز بصفاء الجو وغياب المراصد الفلكية، مما يتيح رصد السماء الجنوبية التي لا تُرى من المراكز الأوروبية.

ورغم الصعوبات المالية التي حالت دون تنفيذ المشروع لفترة طويلة، لكن العجيري، في أواخر الستينات وبداية السبعينات، قرر البدء في تحقيق حلمه.

وعليه عمدّ العجيري إلى شراء قسيمة أرض مساحتها 1000 متر مربع في منطقة الأندلس، حيث اختار موقعاً مميزاً خالياً من الإنشاءات في ذلك الوقت.

في عام 1972، بدأ العجيري بناء المركز على نفقته الخاصة، وأقام سوراً حول الموقع ليكون نواة أول مركز فلكي علمي كبير في الكويت، مُعززاً بذلك نهضة علم الفلك في المنطقة ومحققاً حلمه الذي طال انتظاره.

المركز أسسه وصاحب الفضل في وجوده الدكتور صالح محمد العجيري وهو:

  • مؤسس علم الفلك في الكويت ومن أبرز رجال العلم في الخليج.

  • أطلق تقويم العجيري عام 1938، الذي أصبح المرجع الأساسي للكويت والخليج.

  • أثرى المكتبة العلمية بمؤلفات ومحاضرات، ونشر الفهم الصحيح للعلوم الفلكية، ودحر الخرافات.

  • أنشأ مرصد فلكي في الكويت ساهم برصد مذنب هالي عام 1985.

  • تصوير الكواكب وأقمارها، وإنشاء قبة فلكية.

  • نشر علوم الفلك لجميع فئات المجتمع، من الهواة إلى الطلاب والمدرسين.

  • ساهم في تخريج علماء فلك مستقبليين.

أهمية كبيرة للمجتمع 

تلعب كل من دار التقويم القطري ومركز العجيري، دوراً محورياً في تعزيز المعرفة العلمية ونشر الوعي بأسرار الكون ودقة تنظيمه، مما يسهم في ربط العلوم الحديثة باحتياجات المجتمع وقيمه الثقافية والدينية.

في هذا السياق، تلفت الكاتبة لولوة الخزاعي، في مقال بصحيفة “الراية” القطرية حمل عنوان “خربشات قلم.. دورة الفلك” إلى خدمات علمية كبيرة يقدمها دار التقويم القطري للمجتمع.

تتطرق الخزاعي إلى إقامة الدار لدورات خاصة بالفلك، كانت قد شاركت في إحداها، لافتة إلى أن “هذه التجرِبة غنيةً ومفيدةً، حيث أمدتني بفهم أعمق عن الكون والأجرام السماوية”.

أبدت الكاتبة سعادتها بما شاهدت وتعلمته، وأكدت أنها اكتسبت معلومات قيمة عن الفلك وتاريخ العلوم الفلكية وتطورها.

والأهم من ذلك، وفق قولها إن “هذه الدورات مجانية للجميع، ما يجعلها فرصةً مثاليةً لكل من يرغب في استكشاف عالم الفلك. أدعو الجميع للمشاركة والاستفادة من هذه التجرِبة الفريدة”.  

وحول مركز العجيري العلمي، دائماً ما يذكر الكويتيون الفلكي الراحل صالح العجيري، ويخلدونه في مناسبات مختلفة، كان من بين أبرزها افتتاح “مساحة عابر المجرات” في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، لاستذكار العجيري. 

وفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تعرض “عابر المجرات” تاريخ علم الفلك في الكويت الذي بدأ مع حساب الدكتور صالح العجيري في عام 1951.

وتضم عابر المجرات تقاويم الكويت المطبوعة ودول الخليج، التي كان حسابها ينطلق من الكويت إضافة إلى بعض السجلات الأولى لرحلات الفضاء والسباحة الحرة للانسان في الفضاء.

وأطلق اسم عابر المجرات على هذه المساحة تيمناً بلقب صالح العجيري الذي أطلقته عليه الشاعرة والأديبة الشيخة سعاد الصباح في تكريمها الذي وثق حياة العجيري، ومسيرته في كتاب اشترك فيه نخبة من المفكرين وأصحاب الإنجازات في الكويت تحت اشرافها في عام 2013.

تقول عضو مجلس إدارة مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي مها المنصور، في تقرير لصحيفة “الراي” الكويتية عن العجري، إن هذه الشخصية مهمة جداً.

وأوضحت المنصور أن المعرض يحتوي على العديد من مقتنيات الفلكي الراحل والاصدارات المهمة في تاريخه في علم الفلك وعلم الفضاء أيضاً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى