الاخبار

إعلام وطني بلسان محلي.. قواعد جديدة تحصّن الثقافة الإماراتية

المجلس الوطني قرر منع غير الإماراتيين من التحدث باللهجة الإماراتية في القنوات الإعلامية، لضمان نقل الهوية الصحيحة للإمارات.

في خطوة لحماية المكونات الثقافية واللغوية، تبنّت الإمارات ثماني ملاحظات و11 توصية لتعزيز دور الإعلام الحكومي في ترسيخ الهوية الوطنية، فضلاً عن منع غير المواطنين من التحدث باللهجة الإماراتية في وسائل الإعلام، بهدف صون الهوية الأصيلة ومنع تحريف الرموز الثقافية.

جاء ذلك خلال انعقاد جلسة المجلس الوطني الاتحادي، الأربعاء 16 أبريل الجاري، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام). 

ووفق ما ذكر عدنان حمد الحمادي رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام، فإن السياسة التي جرى اتخاذها جاءت لحاجة فعلية جراء وجود تدخلاً وازدواجية في الصلاحيات.

وشملت الملاحظات الـ 8:

  • ازدواجية الاختصاصات الإعلامية وتضارب الأدوار بين الجهات المعنية.

  • تأخر تنفيذ مهام المكتب الوطني للإعلام رغم مرور عامين على تأسيسه.

  • تراجع دور الإعلام الحكومي لصالح الإعلام الربحي.

  • ضعف التفاعل مع الأحداث الطارئة والمهمة على المستوى الوطني.

  • قصور التغطية الإعلامية الخارجية للمبادرات الوطنية.

  • ضعف الرقابة على المؤسسات والأفراد العاملين في الأنشطة الإعلامية.

  • تدني نسب التوطين في الوظائف القيادية والإشرافية بالإعلام.

  • قلة الكفاءات الإعلامية الوطنية المتخصصة في مجالات الإنتاج والمحتوى.

وضمت التوصيات الـ11:

  • تنظيم اختصاصات الجهات الإعلامية وتحديد مرجعية موحدة.

  • تفعيل دور المكتب الوطني للإعلام وتوفير الإمكانيات اللازمة له.

  • تمكين مجلس الإمارات للإعلام لتوحيد السياسات الإعلامية الوطنية والمحلية.

  • تشكيل لجنة استشارية وطنية لترسيخ الهوية الإعلامية ووضع ضوابط واضحة.

  • تفعيل المكتب الإعلامي الحكومي ودعم المتحدثين الرسميين، خاصة بالأزمات.

  • تأهيل الكوادر الوطنية والمؤثرين وفق استراتيجية إعلامية وطنية.

  • عقد شراكات دولية للترويج الخارجي لإنجازات الإمارات.

  • ضمان حرية الإعلام الرسمي وإنشاء منصة اتحادية موثوقة.

  • تعزيز الرقابة على المؤسسات الإعلامية بما يشمل المناطق الحرة.

  • توطين الوظائف القيادية والإشرافية وتأهيل القيادات المستقبلية.

  • تدريب طلبة الإعلام ومواءمة المناهج مع متطلبات السوق.

التحدث باللهجة الإماراتية

المجلس الوطني قرر أيضاً منع غير الإماراتيين من التحدث باللهجة الإماراتية في القنوات الإعلامية، لضمان نقل الهوية الصحيحة لمجتمع الإمارات.

وجاء هذا المنع بعد “تحريف اللهجة الإماراتية والرموز الثقافية” في بعض وسائل الإعلام.

وأقرّ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام، بوقوع انتهاكات سابقة في نقل هوية الإمارات، مؤكداً اتخاذ إجراءات ضد جهات شوّهت سمعة الدولة، دون أن يكشف عن العقوبات المفروضة.

وأوضح أنه تم تطبيق سياسة جديدة قبل نحو ثلاثة أشهر، تنص على أنه لا يجوز لأي شخص التحدث عن أي مشروع باللهجة الإماراتية إلا إذا كان إماراتياً ويرتدي الزي الوطني، وذلك لضمان نقل الهوية الصحيحة للمجتمع الإماراتي.

وأكد آل حامد أن الإعلام الإماراتي في تطور مستمر بفعل التحول الرقمي، لافتاً إلى أن المكتب الوطني يسعى لتسهيل العمل الإعلامي ودعمه.

وأوضح في هذا الشأن خطوات مهمة تتبناها الإمارات من أبرزها:

  • تحديثات قانونية وتنظيمية جارية لتفعيل دور مجلس الإمارات للإعلام وتنسيق عمل المنصات المحلية في كل إمارة.

  • تمت دعوة مؤسسات للاستثمار في مشاريع المحتوى والرواية والسينما.

  • منصات التواصل مراقبة وتُؤخذ فيها الممارسات العالمية بعين الاعتبار، مع التشديد على التوعية المجتمعية والرقابة الأسرية.

  • تحفيز الطلبة والخريجين المواطنين وتوجيههم نحو التخصصات الإعلامية المطلوبة لتعزيز التوطين.

  • برنامج جديد للمتحدثين الرسميين في الوزارات قيد التنفيذ، مع متابعة محتوى الشبكات الخاصة.

  • تشكيل لجنة من 50 خبيراً لبناء منظومة إعلامية وطنية موحدة.

  • ملف توحيد الهوية الإعلامية بإشراف وزارة الثقافة، ويتم التنسيق معها لوضع معايير مستقبلية.

  • العمل جارٍ على مسودة لتخصيص صناعة المحتوى للكفاءات الوطنية، بالتعاون مع الجهات الحكومية وخبراء الإعلام.

  • برنامج وطني لتعزيز الوعي المجتمعي قيد الإعداد، يستهدف جميع الفئات العمرية ويواجه التحديات الإعلامية بتركيز على التوعية.

  • إطلاق منصة “معلن” قريباً لمنح تصاريح لصناع المحتوى، مع بوابة إلكترونية للتسجيل والتدريب وحوكمة المحتوى.

 

دور الإعلام والهوية الوطنية

في مقاله بصحيفة البيان بعنوان “تأصيل المحتوى وترسيخ الهوية”، يؤكد علي عبيد الهاملي أن الإعلام يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على الهوية الوطنية ودعم استقرار الدولة.

وأشار الهاملي إلى أن الانتقال السلس من الماضي إلى الحاضر والمستقبل يتطلب إعلاماً يعزز القيم والموروث الثقافي.

ويستحضر الكاتب كلمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عند افتتاح إذاعة أبوظبي عام 1969، باعتبارها مرجعية لإعلام الإمارات، تؤكد التمسك بالقيم الإسلامية والعربية.

ويشدد الهاملي على أن تأصيل المحتوى ليس صعباً إذا اعتُبر الإعلام رسالة لا وسيلة ربح، محذراً من أن اللهاث وراء العوائد قد يفرغ الرسالة من مضمونها، كما يحدث مع بعض المؤثرين، في حين يبقى الإعلام الرسمي ملتزماً بالثوابت ومعبّراً عن الهوية الوطنية.

من جهته ركّز الكاتب ضرار بالهول الفلاسي، في مقال بنفس الصحيفة، على قدرة دولة الإمارات على التوازن بين الحفاظ على هويتها الوطنية والانفتاح على العولمة.

وأشار الفلاسي إلى أن الإمارات نجحت في ترسيخ منظومة قيمية متجذرة في تاريخها وثقافتها، دون أن تنغلق على ذاتها، بل استوعبت المفاهيم الإيجابية للعولمة وقدمت نموذجاً إنسانياً قائماً على التعايش والتسامح والحوار.

ويؤكد أن هذه الهوية لم تكن شعاراً، بل مشروعاً وطنياً تشاركت فيه المؤسسات كافة، وبرزت فيه جهود مؤسسة “وطني الإمارات” لتعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب.

وخلص إلى أن الإمارات، بفضل قيادتها ورؤيتها المستقبلية، صنعت نموذجاً حضارياً فريداً يحصّن الهوية الوطنية ويجعلها منفتحة بثقة على العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى