الاخبار

إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد.. نافذة أمل للمصابين في غزة

إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد سيسهم في التخفيف من معاناة الجرحى في قطاع غزة 

لا يتوقف الجريح الفلسطيني، محمد إسليم، عن سؤال الأطباء عن موعد إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية من أجل الدخول إليه وبدء مرحلة العلاج التأهيلي بعد أن بترت قدمه اليمنى خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتسبب قصف جيش الاحتلال الممنهج للمستشفى القطري في قطاع غزة، خلال عدوانه، بتدمير جزء كبير من منشآته وأجهزته الطبية، وخروجه عن الخدمة بشكل كامل، تاركاً خلفه آلاف المرضى الذين كانوا بحاجة إلى خدماته الأساسية، قبل أن تباشر في 19 فبراير عملية تنظيفه من آثار القصف تمهيداً لإعادة تأهيله.

ويعتبر مستشفى حمد من المستشفيات المهمة في غزة؛ والتي تعمل على تمكين المرضى وتقديم خدمات التأهيل والأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي والوظيفي بالإضافة لوجود أقسام النطق والسمع والتأهيل النفسي.

وعلاوة على ذلك، فقد زادت الإصابات بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 15 شهراً، مما جعل من الضروري إعادة تشغيل المستشفى في أقرب وقت لتلبية احتياجات المصابين الذين تزايدت أعدادهم بشكل كبير.

وتعد إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد الذي تأسس عام 2016، بتوجيهات من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ضرورة ملحة في المرحلة الحالية، خاصة مع فقد العديد من السكان أطرافهم جراء القصف الإسرائيلي، خاصة الأطفال والنساء، وكبار السن، وهم الفئات الهشة.

ويحتاج هؤلاء الجرحى إلى أطراف صناعية جديدة لتعود لهم حياتهم اليومية، وإعادة تشغيل المستشفى ستساهم في تلبية هذه الاحتياجات الحيوية وتقديم الأمل للمصابين في العودة إلى حياتهم الطبيعية.

وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، 4500 حالة بتر في الأطراف العلوية والسفلية منذ بدء الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدار عام وثلاثة أشهر، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن الوزارة في يناير الماضي.

مطالب إنسانية

يقول إسليم في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “بترت قدمي خلال الحرب على قطاع غزة، ولم أجد العلاج المناسب أو التأهيل حتى أو الدعم النفسي، أو أحظى بتركيب طرف صناعي، ومستشفى الشيخ حمد يقدم كل هذه الخدمات الطبية”.

ينتظر إسليم بفارغ الصبر إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد، كونه يعاني من آلام في قدمه، والتهابات مستمرة بمكان البتر، وعدم وجود أطباء متخصصين بقدر كافِ للتعامل مع جرحه، والتخفيف من آلامه.

يحتاج إسليم كما يؤكد إلى التأهيل الطبي داخل المستشفى القطري، والحصول على جلسات العلاج الطبيعي لتأهيله بدنياً ونفسياً.

إلى جانب إسليم أيضاً، تنتظر أسرة الطفلة الجريحة ومبتورة القدم علا مازن، بفارغ الصبر خبر إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، من أجل تركيب طرف صناعي بدلاً من قدمها المبتور.

تقول وصال مازن والدة الطفلة علا (4 سنوات) في حديثها لـ”الخليج أونلاين”: “بعد تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشيخ حمد وهو المنظومة الطبية الوحيدة المتخصصة بإعادة التأهيل وتركيب الأطراف الصناعية في قطاع غزة، ازداد الضغط بشكل كبير على المستشفيات الأخرى في القطاع، وأصبحت المستشفيات الميدانية تعمل بأقصى طاقتها لاستيعاب الجرحى والمصابين، ولم نجد مكاناً أو سريراً لوضع ابنتي عليه”.

وتضيف: “إعادة تشغيل مستشفى الشيخ حمد لن تكون مجرد خطوة صحية فحسب، بل ستكون أيضاً خطوة نفسية مهمة علينا نحن أهالي الجرحى الذين يتشبثون بأي فرصة من أجل علاج أبنائهم”.

تعاني الطفلة علا من مضاعفات كبيرة وخطيرة بعد بتر قدمها، وتحتاج وفق والدتها، إلى فريق طبي متخصص يعمل على تأهيلها على حياتها الجديدة بعد بتر قدمها، وتقبلها للوضع الحالي لها.

لم تحصل علا على أي جلسات دعم نفسي، أو تأهيل من قبل أي من المختصين أو الخبراء، وكل ما نالت حتى كتابة هذه السطور، هو غيار على جرحها داخل المستشفيات الميدانية، وعكازين، وفقاً لوالدتها.

إعادة التشغيل

بعد الدمار الكبير، والعدوان الطويل على قطاع غزة، بدأ المستشفى القطري بتنظيف الركام الذي خلفته الحرب، وتهيئة مقر المستشفى والممول من “صندوق قطر للتنمية”، تمهيداً لاستئناف تقديم الخدمات للمستفيدين.

ونشرت المستشفى عبر حسابها في موقع “فيسبوك”، الأربعاء (20 فبراير)، صوراً تظهر حجم الركام الكبير الذي خلفه جيش الاحتلال داخل المستشفى، وقيام عمال بالتنظيف من أجل إعادة استقبال الجرحى والمرضى من جديد.

وأظهرت الصورة استعدادات مستمرة من قبل إدارة المستشفى لإعادة تشغيله من جديد، وتقديم الخدمة الطبية لآلاف الجرحى الذين هم بحاجة إليه بعد العدوان الإسرائيلي.

خدمات المستشفى

كان المستشفى قبل العدوان الإسرائيلي، يقدم خدمة المبيت والخدمات النهارية والخارجية ضمن برامج إعادة التأهيل الشاملة للمرضى ممن تضرر أداؤهم نتيجة حادث أو مرض أو جرح وذلك لتحسين قدراتهم الإدراكية والحسية والحركية وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في ممارسة أنشطتهم اليومية.

فريق الأطباء داخل المستشفى، كان يعمل ضمن منظومة تأهيل شاملة تقدم خدماتها للمرضى، والإشراف على تشخيص الحالات الطبية التي تأثرت بإصابة مباشرة في الدماغ أو الأعصاب والعضلات.

غزة

يضع المستشفى حسب موقعه الإلكتروني، الخطة العلاجية بالتعاون مع تخصصات التأهيل المتنوعة من أجل توفير الرعاية المناسبة للمرضى مع المتابعة والتقييم المستمرين.

ويوفر مستشفى الشيخ حمد، خيارات العلاج وإعادة التأهيل المناسبة والشاملة للمستفيدين والتي تأخذ في الحسبان احتياجات المريض وقدراته مع تشجيع المشاركة الفاعلة للمريض وأسرته في وضع خطة العلاج وأهدافها المحددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى