أول وفد خليجي رفيع يزور دمشق: جادون في دعم سوريا
وزير الخارجية السوري: ندعو بكل حب دولة الكويت إلى فتح سفارتها في دمشق واستئناف العلاقات الدبلوماسية.
وصل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، ووزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي عبد الله اليحيا، إلى العاصمة السورية دمشق، في أول زيارة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأجرى الوفد الخليجي الرفيع، لقاءات مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ووزير الخارجية في الحكومة الانتقالية أسعد الشيباني، حيث دعا الوفد خلالها إلى رفع العقوبات ودعم سوريا.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، إن “هدف زيارتنا لدمشق هو نقل رسالة موحدة بوقوف دول المجلس إلى جانب سوريا”، مؤكداً أن دول الخليج “جادة في دعم سوريا وشعبها”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي له مع وزيري الخارجية الكويتي والسوري، أن “زيارتنا لدمشق تهدف إلى نقل رسالة بدعمنا لسوريا سياسياً واقتصادياً وتنموياً”.
وشدد البديوي، على أنه “يجب احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها”، مؤكداً أن “دول المجلس تجدد موقفها من أن الجولان أرض سورية وتدين توسع الاستيطان”.
أمن سوريا من أمن الخليج
من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي عبد الله اليحيا، إن زيارة الوفد الخليجي تأتي بناء على تكليف من دول المجلس وتنفيذاً لمخرجات الاجتماع الوزاري.
وتابع: “زيارتنا لدمشق تحمل رسالة تضامن نؤكد من خلالها التزامنا بوحدة سوريا وسلامة أراضيها”، مؤكداً أن “أمن وسلامة سوريا جزء لا يتجزأ من أمن الخليج واستقرار المنطقة”.
وأشار وزير الخارجية الكويتي، إلى أن “اجتماع اليوم استعرض الأوضاع الميدانية والسياسية وسبل تعزيز التعاون”.
وأكد اليحيا أن دول مجلس التعاون الخليجي تدعو المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا.
دعوة لفتح السفارة الكويتية
بدوره، قال وزير الخارجية السوري: “تحدثنا مع الوفد الخليجي الزائر عن كل المراحل التي ننوي خوضها، وسمعنا منهم كلمات الدعم وهو ما أعطانا أملاً في مستقبل جديد”.
وأضاف: “نريد إعادة سوريا إلى محيطها العربي”، مشيداً بدعم الدول العربية للشعب السوري.
كما أكد وزير خارجية سوريا، العمل “على توطيد علاقتنا مع دول الخليج، حيث أطلعنا وفد مجلس التعاون على خطوات بناء مستقبل سوريا”.
وتحدث عن أن شعار سوريا اليوم، هو “سوريا السلام والاستقرار والأمان للجميع ولن نجعلها مركزاً للاستقطاب”.
واستطرد وزير الخارجية السوري قائلاً: “ندعو بكل حب دولة الكويت إلى فتح سفارتها في دمشق واستئناف العلاقات الدبلوماسية”.
وفي وقت سابق الاثنين، قالت الخارجية الكويتية في بيان، إن “اليحيا وصل إلى دمشق، اليوم، يرافقه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على رأس وفد رفيع المستوى”.
وبحسب البيان، تأتي هذه الزيارة في إطار التوصيات الصادرة عن المجلس الوزاري الخليجي، “تعبيراً عن تمسُّك دول مجلس التعاون بالمبادئ الأساسية التي تضمن سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ورسالة مساندة لإرادة الشعب السوري الشقيق”.
وأمس الأحد، أعرب القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، عن شكره للسعودية على ما قدمته “لأجل سوريا”، مؤكداً أن “تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين سنة قادمة”.
وقال الشرع، في مقابلة مع قناة “العربية/الحدث”: إن “التصريحات السعودية الأخيرة كانت إيجابية جداً”، مؤكداً أن المملكة “تسعى لاستقرار سوريا، ولديها فرص استثمارية كبرى في سوريا”.
والخميس، أكدت دول مجلس التعاون الخليجي احترام جميع الجهود الرامية إلى عملية سياسية شاملة في سوريا، مجددةً إدانتها الهجمات الإسرائيلية المتكررة عليها، واحتلال المنطقة العازلة في الجولان.
جاء ذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ46 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، المنعقد بالكويت، لبحث آخر المستجدات في سوريا ولبنان.
ويوم 8 ديسمبر الماضي، تمكنت فصائل المعارضة السورية بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً بـ”أبو محمد الجولاني”، من دخول دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد، بعد 11 يوماً فقط من إطلاق عملية “ردع العدوان”، التي تهاوت أمامها حصون جيش النظام السوري وانتهى الأمر بفرار الأسد إلى موسكو.