أكثر من 500 مستوطن يقتحمون الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية

أكثر من 517 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، على شكل مجموعات متتالية
اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد وصف بأنه الأخطر منذ بداية العام، بالتزامن مع ما يُعرف بـ”مسيرة الأعلام”، التي تحتفل بذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس في عام 1967.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية، فإن أكثر من 517 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، على شكل مجموعات متتالية، نفذوا خلالها جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوساً تلمودية علنية، بينها ما يسمى بـ”السجود الملحمي”، في المنطقة الشرقية من المسجد، وسط شروحات قدمت لهم عن “الهيكل المزعوم”.
وتمت الاقتحامات تحت حماية قوات الاحتلال، التي انتشرت بكثافة في البلدة القديمة من القدس، وأغلقت العديد من شوارعها وأزقتها، ونصبت الحواجز العسكرية، وفرضت قيوداً مشددة على حركة الفلسطينيين، وسط دعوات من جماعات “الهيكل” المتطرفة لتكثيف الاقتحامات ورفع الأعلام الإسرائيلية داخل باحات المسجد.
وشهدت مدينة القدس منذ الليلة الماضية أعمال استفزاز منظمة من قبل المستوطنين، شملت الرقص والغناء أمام منازل الفلسطينيين، وترديد شعارات عنصرية تدعو إلى قتل العرب، إضافة إلى تحريض مباشر على النبي محمد صلى الله وعليه وسلم، في مشاهد وثقتها وسائل إعلام محلية وأثارت غضباً واسعاً في الشارع الفلسطيني.
وتزامنت الاقتحامات مع استعدادات لانطلاق المسيرة الرسمية بعد عصر اليوم من باب العامود، إحدى أبرز بوابات المسجد الأقصى، حيث أُجبر التجار الفلسطينيون على إغلاق محالهم التجارية.
وتتصاعد المخاوف من انضمام وزراء وأعضاء كنيست من اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى جولات المستوطنين، في محاولة لفرض واقع ميداني جديد داخل المسجد المبارك.
من جهتها، وصفت حركة حماس ما يحدث بأنه “تصعيد خطير” و”عدوان صريح على المقدسات الإسلامية”، مشيرة إلى أن أداء الطقوس التلمودية بشكل جماعي وعلني داخل المسجد الأقصى يمثل محاولة “يائسة لفرض واقع تهويدي”.
وحذرت من تداعيات هذه السياسات الاستفزازية، ومؤكدة أن ما يجري لن يغيّر من هوية المسجد ولن يضفي شرعية على الاحتلال.
وتشير الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، إلى أن هذه الاقتحامات، التي تتم بشكل شبه يومي منذ عام 2003 عبر باب المغاربة، تُنفذ في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وفرض واقع جديد يتماشى مع أطماع الجماعات الاستيطانية المدعومة سياسياً وأمنياً من حكومة الاحتلال.