“أرامكو” على قمة الشركات الأكثر ربحية في العالم.. كيف حققت ذلك؟

رغم التحديات التي واجهتها سوق النفط في الفترة الماضية إلا أن تأثير تراجع الأسعار على أرامكو كان نصف التأثير الذي لحق بشركات النفط الأخرى
تواصل شركة “أرمكو” السعودية تعزيز موقعها ضمن أكثر الشركات ربحية في العالم، وترسيخ مكانتها الرائدة في سوق الطاقة العالمي.
هذه المكانة العالمية تبقى مستمرة رغم تراجع أرباح الشركة بنسبة 12.39% في العام 2024، إلى نحو 398.42 مليار ريال (106.25 مليار دولار)، مقابل نحو 454.76 مليار ريال (121.27 مليار دولار) في 2023.
ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض أسعار النفط الخام والكميات المباعة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار المنتجات المكررة والكيميائية.
تجاوز التحديات
كما تواصل “أرامكو” التزامها بمواجهة التحديات الجديدة في قطاع الطاقة، مع الحفاظ على موقعها الريادي من خلال توفير إمدادات موثوقة للطاقة وتطوير حلول تدعم النمو المستدام.
ويؤكد مسؤولو الشركة أن استراتيجياتها تهدف إلى تحقيق التوازن بين متطلبات السوق العالمية، واستدامة عملياتها التشغيلية على المدى الطويل.
وقالت الشركة في بيان على موقع سوق الأوراق السعودي “تداول”، (الثلاثاء 4 مارس)، إن الانخفاض يعكس بشكل أساسي تأثير انخفاض الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات، وارتفاع تكاليف التشغيل، وانخفاض دخل التمويل والدخل الآخر. وقد قابل ذلك جزئيًا انخفاض ضرائب الدخل والزكاة.
وبلغت إجمالي الإيرادات 1.637 تريليون ريال (436.61 مليار دولار) للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، مقارنة مع 1.653 تريليون ريال (440.88 مليار دولار) للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2023.
وقال زياد المرشد، النائب التنفيذي وكبير الإداريين الماليين في “أرامكو”: “رغم التحديات التي واجهتها سوق النفط في الفترة الماضية، إلا أن تأثير تراجع الأسعار على أرامكو كان نصف التأثير الذي لحق بشركات النفط الأخرى”.
وأوضح المرشد في مقابلة مع “العربية Business”، أن هذا يعكس قدرة الشركة على التكيف مع المتغيرات العالمية” متوقعاً “استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025، مع تقديرات بوصول الطلب إلى 106.1 مليون برميل يومياً بنهاية العام المقبل”.
وقال المرشد: “أرباحنا وتدفقاتنا النقدية تضعنا في صدارة الشركات المدرجة الأكثر ربحية في 2024، بعد تسجيل صافي أرباح بأكثر من 398 مليار ريال (106 مليارات دولار)”.
كما أشار إلى أن “أرامكو” ستواصل الاستثمار في تقنيات متقدمة لزيادة كفاءتها وتحقيق التوازن بين الحفاظ على مستوى الإنتاج وضمان استدامة عملياتها في المستقبل.
وشدد على أن “أرامكو مستعدة لمواجهة التحديات الجديدة، وستظل رائدة في مجال الطاقة، مع التزامها بتوفير الطاقة اللازمة لتلبية احتياجات العالم، وابتكار الحلول التي تدعم النمو المستدام”.
وأكد المرشد أن مشاريع الشركة في قطاع التكرير والكيميائيات ستحقق إضافة بنحو 10 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2030، مشيراً إلى طموحات “أرامكو” لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز بنسبة 60% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2021.
استراتيجيات ربحية
وتعد أرامكو من أهم شركات النفط في العالم، ولديها امتياز باستخراج 10 ملايين برميل من النفط، فضلاً عن مليارات المكعبات أو الأطنان المترية من الغاز الطبيعي.
وتمتلك الحكومة السعودية بشكل مباشر 81.5% من أسهم الشركة، في حين يسيطر صندوق الثروة السيادية على 16% إضافية.
ولترسيخ مكانتها الرائدة في سوق الطاقة العالمي، تبنّت أرامكو السعودية عدة استراتيجيات رئيسية، أبرزها استراتيجية تكاملية بين صناعتي النفط والكيماويات لتعزيز مرونتها في مواجهة تقلبات أسعار النفط وضمان استدامة أعمالها.
كما تسعى “أرامكو” إلى توسيع أعمال الغاز داخل المملكة وخارجها، مما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجات الأسواق المتنوعة.
وتعمل الشركة أيضاً على تعزيز قدراتها التنافسية من خلال التعاون مع منتجي الطاقة، والشركات الهندسية، ومقدمي الخدمات، وشركات تصنيع المعدات، ومؤسسات البحوث والتطوير، والجامعات.
وبحسب وكالة “رويترز” ذكر محللو بنك “سيتي جروب” الأمريكية في مذكرة لهم أن “تراجع أرباح الشركة أمر يصعب تجنبه في ظل التوقعات غير المستقرة لأسواق النفط خلال هذا العام” كما أبدو شكوكهم حول قدرة الأسواق على استيعاب زيادة الإنتاج دون التأثير سلباً على الأسعار.
من جهتها، أوضحت وكالة “جي بي مورغان” انخفاض أرباح “أرامكو” إلى 4.9% هذا العام مقارنةً بأكثر من 6% في عام 2024 لتراجع أسعار النفط.
كما ذكر روبرت موجيلنيكي، الباحث الأول في معهد دول الخليج العربية لموقع “المونيتور” الأمريكي أن “أسعار النفط لا تزال دون المستوى الذي تأمل حكومات الخليج مثل السعودية في تحقيقه”.
وأضاف: “رغم أن أساسيات سوق الطاقة لا تزال تحت السيطرة، إلا أن المملكة لا تحقق إيرادات نفطية تفوق احتياجاتها أو تتجاوز قدرتها على توظيفها بفعالية في مشاريعها التنموية”.
و”أرامكو” ليست الشركة الكبرى الوحيدة في قطاع الطاقة التي تراجعت أرباحها، فقد سجلت شركة شل البريطانية الهولندية انخفاضا بنسبة 17% في أرباحها العام الماضي، وسجلت شركة توتال إنرجي الفرنسية انخفاضا بنسبة 26%.
الشركات الأكثر ربحية
عالمياً سيطرت قطاعات التكنولوجيا والطاقة والمالية على قائمة الشركات الأكثر ربحية، حيث تصدرت “أرامكو السعودية” التصنيف متجاوزة “آبل”.
وفقاً لتصنيف موقع “فيجوال كابيتاليست” المستند إلى بيانات مجلة “فورتشن”، حققت بعض الشركات المدرجة أرباحاً تفوق الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول، مما يعكس دورها الحيوي في اقتصادات بلدانها.
-
إلى جانب تصدر “أرامكو السعودية” تفوقت أيضاً على “آبل” التي حلت في المرتبة الثانية بأرباح بلغت 97 مليار دولار، مدفوعة بمبيعاتها القوية من أجهزة “آيفون” وارتفاع هامش ربح الخدمات الرقمية.
-
جاءت شركة “بيركشاير هاثاواي” الأمريكية في المرتبة الثالثة بأرباح وصلت إلى 96.2 مليار دولار، مستفيدة من أدائها المالي القوي الذي دفعها للانضمام إلى نادي الشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار.
-
“ألفابت” الأمريكية الشركة الأم لجوجل، فحققت أرباحاً قدرها 73.8 مليار دولار، ما جعلها تحتل المرتبة الرابعة.
-
“مايكروسوفت” حلت خامساً بعد أن سجلت أرباحاً بلغت 72.4 مليار دولار، مستفيدة من الطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية ومنتجات الذكاء الاصطناعي.
-
في القطاع المالي سجل البنك الصناعي والتجاري الصيني أرباحاً بلغت 51.4 مليار دولار، متقدماً على “جيه بي مورجان” الأمريكي الذي حقق 49.6 مليار دولار.
-
سجل “بنك التعمير الصيني” 47 مليار دولار، و”البنك الزراعي الصيني” 38 مليار دولار، و”بنك أوف تشاينا” 32.8 مليار دولار، مما يعكس قوة المؤسسات المصرفية الصينية الكبرى.
-
في قطاع التكنولوجيا فقد سجلت “ميتا بلاتفورمز” الأمريكية أرباحاً قدرها 39.1 مليار دولار.
-
بلغت أرباح “إنفيديا” الأمريكية 29.8 مليار دولار مدفوعة بالطلب الهائل على رقائق الذكاء الاصطناعي.
-
حققت شركة “تايوان لأشباه الموصلات” (TSMC) 27.4 مليار دولار، مما يرسخ مكانتها كأحد اللاعبين الأساسيين في صناعة الرقائق.
-
في قطاع الطاقة، سجلت “إكسون موبيل” الأمريكية أرباحاً بلغت 36 مليار دولار، بينما حققت “بتروبراس” البرازيلية 24.9 مليار دولار.
-
في قطاع الرعاية الصحية تصدرت شركة “جونسون آند جونسون” الأمريكية بأرباح 35.2 مليار دولار.
-
تصدرت “تويوتا” اليابانية قطاع المركبات بأرباح بلغت 34.2 مليار دولار.
-
واصلت “أمازون” الأمريكية ريادتها في تجارة التجزئة بتحقيق 30.4 مليار دولار من الأرباح.