هل تذهب “حماس” إلى مفاوضات مباشرة مع “إسرائيل”؟

– تاريخياً رفضت الحركة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة مع “إسرائيل”
– هناك عدة متغيرات سياسية وميدانية قد تدفع “حماس” للدخول بمفاوضات مباشرة مع تل أبيب
انتقلت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إلى مرحلة جديدة من التفاوض والدبلوماسية، بعد عقدها اجتماعات مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يعكس قوة الحركة الفلسطينية، وتأثيرها، وإمكانية انتقالها إلى التفاوض بشكل مباشر أيضا مع “إسرائيل”.
وتعد حركة “حماس” لاعباً رئيسياً في المشهد الفلسطيني، حيث تجمع بين البعدين السياسي والعسكري في استراتيجياتها للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأجرت الولايات المتحدة اتصالات مباشرة مع حركة “حماس،” دون التشاور “مع “إسرائيل” في هذا الشأن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، الأسبوع الماضي، إن الموفد الخاص لقضية الرهائن آدم بولر “يجري هذه المفاوضات ولديه سلطة التحدث مع أي طرف كان”، لافتة إلى أنه “تم التشاور مع إسرائيل في هذا الموضوع”.
عوامل متباينة
ومنذ تأسيسها، تبنت “حماس” نهج المقاومة المسلحة، لكنها أبدت مرونة تكتيكية في بعض الفترات، مثلما حدث في مفاوضاتها غير المباشرة عبر وسطاء مع “إسرائيل”، وأخيراً مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تاريخياً، رفضت الحركة الفلسطينية الدخول في مفاوضات مباشرة مع “إسرائيل”، معتبرة أن ذلك يمثل اعترافاً بشرعية الاحتلال، ومع ذلك، هناك عوامل قد تدفع أو تمنع “حماس” من اتخاذ خطوة التفاوض المباشر.
وتستند حماس إلى ميثاقها الأساسي الذي يرفض الاعتراف بـ”إسرائيل”، لكنها أبدت تعديلات في سياساتها عبر وثيقتها السياسية لعام 2017، التي أشارت إلى قبول دولة فلسطينية بحدود 1967 دون الاعتراف بدولة الاحتلال.
ومن الاعتبارات التي قد تجعل “حماس” تتراجع عن فكرة التفاوض المباشر مع “إسرائيل”، هو خسارة الحركة دعم بعض القواعد الشعبية التي تؤمن بالمقاومة كخيار وحيد.
وخاضت “حماس” عدة جولات تفاوض غير مباشرة عبر وسطاء مثل مصر وقطر والأمم المتحدة، ما سمح لها بالحفاظ على موقفها السياسي دون التنازل العلني.
وسبق وصدر موقف واضح من حركة “حماس” على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق، حول قبول حركته التفاوض مع “إسرائيل” بشكل مباشر.
وقال أبو مرزوق في تصريحه في سبتمبر 2024: “حركة حماس قد تضطر إلى خوض مفاوضات مباشرة مع (إسرائيل)، بضغط شعبي حال استمر الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه من حصار خانق”.
وأشار أبو مرزوق إلى أن التفاوض مع “إسرائيل” “غير محرّمة” شرعاً، ولا غبار على مفاوضة الاحتلال، “فكما تفاوضه بالسلاح تفاوضه بالكلام”.
وهذه هي المرة الأولى التي يلمح فيها قيادي بارز في الحركة إلى إمكانية التفاوض المباشر مع “إسرائيل”.
وتجري المفاوضات بين حركة “حماس”، و”إسرائيل” بشكل غير مباشر عبر وساطات أبرزها قطرية، ومصرية وأمريكية.
التغيرات الإقليمية
يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، أن حركة “حماس” قد تذهب إلى التفاوض المباشر مع “إسرائيل” من أجل تحقيق بعض الأهداف السريعة من جولات المفاوضات، وتحقيق إنجازات أيضا مع خلال هذه العملية.
ويقول حلمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “حركة حماس تعلم أن الشريعة الإسلامية تمنحها التفاوض مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولا يوجد أي قيود دينية على هذه الخطوة، ولكنها تضع عدد من الاعتبارات قبل الذهاب إلى التفاوض المباشر مع (إسرائيل)”.
ويوجد عدد من العوامل التي تجعل حركة “حماس” تتفاوض مع “إسرائيل” بشكل مباشر، حسب حلمي، أبرزها زيادة التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، وعدم التواصل إلى اتفاق لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويوضح أن تطور العلاقات بين “حماس” والولايات المتحدة في بعض الملفات، مثل قضايا الأسرى، والتي جربت خلال الساعات الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، قد يكون مؤشراً على إمكانية حدوث تغيير في نهج الحركة، والذهاب إلى مفاوضات مع “إسرائيل” بشكل مباشر.
ويلفت على أن أي تفاوض مباشر بين حركة “حماس” وإسرائيل” سيعني اعترافا بالحركة الفلسطينية من قبل دولة الاحتلال، وأنها طرف شرعي، وهو أمر غير مرجح في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة حالياً.
السيناريوهات المستقبلية
ويرجح الكاتب والمحلل السياسي، أن السيناريو حول المفاوضات بين “حماس” و”إسرائيل” في الوقت الحالي، هو استمرار المفاوضات غير المباشرة بهدف تجنب الضغوط السياسية والأيديولوجية.
ويردف بالقول: “في حالة تغيرت موازين القوى السياسية والضغوط الإقليمية، فقد تلجأ حماس إلى مفاوضات مباشرة، لكن في إطار تفاهمات غير رسمية”، ولكن عودة الاحتلال للقتال من جديد ضد قطاع غزة سيجعل الحركة تتراجع عن أي تفكير حول هذه الخطوة.