هجوم الاحتلال على جباليا.. ضغط عسكري لترحيل سكانه إلى الجنوب
رصد مراسل “الخليج أونلاين” بقطاع غزة، وجود دعوات من قبل جيش الاحتلال لسكان مخيم جباليا من أجل النزوح إلى شارع صلاح الدين شرق المخيم ثم التوجه إلى جنوب القطاع.
من جديد عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وسط ارتكابه لمجازر ضد المدنيين، وتدمير مزيد من المنازل والبنى التحتية، بهدف الضغط على سكانه للنزوح إلى جنوب قطاع غزة.
وبشكل واضح أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له، عودته لمخيم جباليا شمال قطاع غزة بهدف ترحيل سكانه إلى جنوب القطاع.
ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال يدرس خطة لتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، من خلال إجبار نحو 400 ألف مواطن للنزوح من شمال القطاع إلى الجنوب، لإبقاء المنطقة خاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة.
رفض غالبية السكان
ورصد مراسل “الخليج أونلاين” بقطاع غزة، وجود دعوات من قبل جيش الاحتلال لسكان مخيم جباليا من أجل النزوح إلى شارع صلاح الدين شرق المخيم ثم التوجه إلى جنوب قطاع غزة، وسط رفض غالبية السكان للاستجابة.
وأمام رفض سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة ترك منازلهم ومخيمهم، بدأت جيش الاحتلال استخدام الضغط العسكري ضد السكان، من خلال قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، والمستشفيات، ووقف إدخال المساعدات والمياه والدواء إلى المخيم.
مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، الطبيب حسام أبو صفية، أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمهل طواقم المستشفى 24 ساعة لإفراغها المستشفى بالكامل من المرضى والطواقم الطبية وكل المتواجدين فيها.
وقال أبو صفية في تصريح لـ”الخليج أونلاين”: “تهديدات الاحتلال للمستشفى يعد أمر خطير جداً ومخيف ويهدد بانهيار المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة الذي يعاني من ظروف صعبة، وقصف لا يتوقف”.
وبين أبو صفية أن جيش الاحتلال حدد طريق شارع صلاح الدين كطريق آمن للتوجه إلى مدينة غزة، تم نقل مرضى ولكن تم اعتراض سيارة الإسعاف عبر الطريق واعتقال السائق.
كذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن جيش الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان في محافظة شمال غزة ويطلق النار على مكتب ادارة المستشفى، محذرة من أن المستشفى ستتوقف خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.
وأوضحت المستشفى في بيان لها، أن ️الاحتلال يطالب مستشفى كمال عدوان والاندونيسي والعودة بإخلائها من المرضى والكوادر الصحية، وإلا فإنها ستواجه نفس مصير مستشفى الشفاء بالتدمير والقتل والاعتقال.
هجوم واسع
الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، أكد أن الأوضاع الإنسانية في محافظة شمال قطاع غزة تزداد خطورة ساعة بعد ساعة بعد قيام الاحتلال بشن هجوم واسع على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا لليوم الرابع على التوالي.
ويقول بصل في تصريح لـ”الخليج أونلاين”: “فرض جيش الاحتلال حصاراً مشدداً، ويمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء، وقد ارتكب مجازر بحق المدنيين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ولا زالت جثامين الشهداء في الشوارع يصعب الوصول إليها بفعل استهداف الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدني”.
ويبين أن الاحتلال بتهديد المواطنين الذين يزيد عددهم على 200 ألف نسمة في مناطق وأحياء محافظة شمال القطاع بإخلاء منازلهم مرتكبا المجازر بحق المدنيين لإجبار السكان على النزوح وتهجيرهم من منازلهم.
كما يوضح أن الاحتلال اقدم على تهديد المستشفيات في محافظة شمال غزة، بإخلائها خلال 24 ساعة مهددا باستهداف المستشفيات.
رفض التهجير
الحاج محمود منصور وهو أحد سكان مخيم جباليا، يؤكد أنه لن يترك شمال القطاع وينزح إلى جنوبه، كون صمد منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصبر على الجوع والعطش طيلة تلك الأيام.
ويقول منصور لـ”الخليج أونلاين”: “الاحتلال يقوم بعملية تطهير عرقي، ويحاصرنا داخل منازلنا، ويرفض إدخال المياه الصالحة للشرب لنا أو الطعام بهدف الضغط علينا من أجل إجبارنا على النزوح لجنوب قطاع غزة وهو أمر لن نقبله”.
ويوضح أن الوضع الإنساني بجنوب قطاع غزة غاية في الصعوبة حيث يعيش المتواجدون هناك بالخيام وهي حياة غير آدمية كذلك، يؤكد محمد الكحلوت وهو أحد سكان شمال قطاع غزة، أن الوضع بالشمال بغاية الخطورة والصعوبة، حيث الشهداء على الأرض ولا يستطيع أحد الوصول إليهم، بسبب قصف الاحتلال.
ويقول الكحلوت: “الاحتلال يمارس ضغط عسكري على المدنيين من خلال تكثيف القصف خاصة من المدفعية التي تحرق الأخضر واليابس، وتسقط على منازل المواطنين بشكل عشوائي”.
ويضيف: “الناس بمخيم جباليا اتخذوا قرار بعدم الاستجابة لضغوطات جيش الاحتلال والنزوح لجنوب قطاع غزة، لأنهم يعلمون ماذا ينتظرهم من معاناة وقتل جديد في الجنوب”.
خطة الجنرالات
يأتي الهجوم الإسرائيلي الجديد على مخيم جباليا ضمن ما يعرف خطة عسكرية طرحها كبار ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال، وتروج إعلامياً للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتطبيقها، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان على غزة.
وتتضمن خطة الجنرالات التي صاغها كبار ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بقيادة اللواء احتياط غيورا آيلاند (الرئيس السابق للمجلس الأمني)، ترحيل جميع سكان المنطقة الشمالية الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف شخص، وفقاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
كما تتضمن الخطة تحويل المنطقة الواقعة شمالي محور نتسريم، الذي يفصل جنوبي قطاع غزة عن شماله، إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ويفرض جيش الاحتلال على شمال القطاع حصاراً عسكرياً كاملاً، بزعم أن حصاراً كهذا سيجعل المقاتلين الفلسطينيين أمام الاستسلام أو الموت.