الاخبار

منذ وقف إطلاق النار.. “إسرائيل” تواصل المماطلة وقتل الفلسطينيين

الاحتلال يواصل المماطلة في إدخال المعدات الثقيلة والخيام والبيوت المتنقلة لغزة 

منذ اليوم الأول لدخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، لم يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف المدنيين الفلسطينيين، وقتل العديد منهم، ونسف المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، في خرق واضح للمرحلة الأولى من الهدنة.

تركزت غالبية خروقات جيش الاحتلال للهدنة، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث لا تزال تتواجد قوات كبيرة للجيش على محور “فيلادلفيا” عند الحدود المصرية الفلسطينية، وتطلق النار بشكل مستمر على المدنيين.

في رفح أيضاً، تقتحم دبابات جيش الاحتلال وسط المدينة، حسب ما رصد مراسل “الخليج أونلاين” في قطاع غزة، وتطلق النار على المدنيين، وتقوم الجرافات بتجريف ما تبقى من منازل، وأراضٍ زراعية.

كذلك، يواصل جيش الاحتلال الحصار البحري على قطاع غزة، ويطلق النار على الصيادين، ويمنعهم من دخول البحر، وممارسة مهنة الصيد في ظل حاجة السكان للطعام، وهو ما يعد انتهاكاً للهدنات والاتفاقيات الدولية.

ووفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء (5 فبراير)، وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة، 12 جثة لشهداء، بينهم 8 شهداء جرى انتشالهم، و4 شهداء متأثرين بإصاباتهم، بالإضافة إلى 11 إصابة.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 47.552 شهيداً و111.629 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أكدت أن الاحتلال يواصل المماطلة في تنفيذ المسار الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدةً أن الاحتلال يتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الإغاثية الأكثر إلحاحاً، وخاصة الخيام والبيوت الجاهزة، والوقود، والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض.

وأكد الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريح وصل “الخليج أونلاين” نسخة منه، أن “ما تم تنفيذه من الجوانب الإنسانية حتى الآن أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه، ما يعكس عدم التزام واضحاً من قبل الاحتلال بالبروتوكول الإنساني في الاتفاق”.

وأضاف أن هذا الدمار يجعل من الإغاثة مساراً مركزياً في اتفاق وقف إطلاق النار، داعياً الوسطاء والضامنين للاتفاق، “وخاصة الأشقاء في مصر وقطر، إلى التدخل العاجل لمعالجة الخلل في تطبيق الجوانب الإنسانية”.

مماطلة متواصلة

إلى جانب مواصلة جيش الاحتلال إطلاق النار على المواطنين والصيادين، لم تلتزم “إسرائيل” بتطبيق الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، فيما يتعلق بإدخال المعدات الثقيلة لقطاع غزة، والخيام، والمنازل المتنقلة.

مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني ويتهرب من التزاماته، محملاً الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الوضع.

وقال المكتب في تصريح مكتوب وصل “الخليج أونلاين” نسخة منه: “رغم الاتفاقيات الواضحة التي نص عليها البروتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بتعهداته ولم ينفذ البنود التي وقع عليها، حيث يواصل المماطلة وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والإيوائية”.

وأضاف: “وفقاً للبروتوكول الإنساني، كان من المفترض أن يتم إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة مؤقتة إلى قطاع غزة (لم يحدد المدة) لاستيعاب النازحين من أبناء شعبنا الفلسطيني الكريم الذين دمّر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم ووحداتهم السكنية وأحياءهم السكنية”.

وتابع: “كذلك كان من المفترض إدخال 600 شاحنة يومياً محملة بالمساعدات والوقود، بما يشمل 50 شاحنة وقود وغاز، بالإضافة إلى إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وإزالة الأنقاض، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الإنسانية في قطاع غزة”.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، في مرحلته الأولى على دخول 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية للقطاع يومياً، منها 300 شاحنة إلى الشمال، وفتح معبر رفح بعد 7 أيام من بدء تطبيق الاتفاق، وهو ما لم تلتزم به “إسرائيل”.

بدوره، أكد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، أن اتفاقية وقف اطلاق النار في مرحلة الأولى يشمل إمداد الجهاز في قطاع غزة بالمعدات والاحتياجات اللازمة لعمله الإنساني والقيام بانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.

وقال بصل في حديثه لـ”الخلجي أونلاين”: “منذ وقف إطلاق النار وحتى هذا اليوم لم نتلق أي من احتياجاتنا الأساسية، مما يعيق الوصول لجثامين ورفات الشهداء بشكل يخالف الأعراف والقوانين الدولية واكرام الشهداء بدفنهم”.

وشدد على ضرورة التدخل من قبل الوسطاء من أجل إلزام الإسرائيلي لتسريع إدخال معدات الإنقاذ والأجهزة الثقيلة اللازمة لعمل طواقم الدفاع المدني، وتوفير مقومات الصمود المجتمعي لكافة المكونات المجتمعية في التعرف على جثامين الشهداء وإدخال المختبرات المتخصصة في فحص الجثث للتعرف على هوياتهم.

احتياجات هائلة

برنامج الأغذية العالمي التابعة للأمم المتحدة، أكد أن الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة هائلة، وسط عودة الأسر الفلسطينية النازحة إلى مناطقها شمالاً، بعد نحو 15 شهراً من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وأكد البرنامج، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”، أن “أي أمل في تعافي قطاع غزة يتطلب استجابة إنسانية شاملة مع تكاتف جميع الوكالات الأممية”.

وأضاف: “مع عودة الأسر الفلسطينية النازحة إلى شمال غزة، تعمل فرقنا على إنشاء مزيد من نقاط التوزيع لتوفير الغذاء، الذي تشتد الحاجة إليه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى