الاخبار

مطلب نزع سلاح المقاومة.. ورقة إسرائيلية لتخريب المفاوضات

– ينذر الإصرار الإسرائيلي على نزع سلاح المقاومة، بتعقيد المشهد التفاوضي

– ترى سلطات الاحتلال أن وجود سلاح لدى “حماس” يشكل تهديداً دائماً لأمنها

في خضم المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” و”إسرائيل”، برز مطلب جديد وغير مسبوق على الطاولة وهو نزح سلاح المقاومة الفلسطينية مقابل إنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة، وهو ما واجهته الفصائل الفلسطينية بالرفض التام.

وينذر الإصرار الإسرائيلي على نزع سلاح المقاومة، بتعقيد المشهد التفاوضي، خاصة أن حكومة الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، تريد تفكيك البنية العسكرية لـ”حماس” كشرط لا يمكن التنازل عنه لأي تقدم في المفاوضات. 

وترى سلطات الاحتلال أن وجود سلاح لدى “حماس” يشكل تهديداً دائماً لأمنها، وتعتبر أن نزعه هو الضمان الوحيد لعدم تجدد هجوم عليها، كما تربط بين ذلك وإعادة إعمار غزة، معتبرة أن أي مساعدات قد تستخدم لتعزيز القدرات العسكرية للحركة.

بالمقابل، تعتبر “حماس” أن سلاح المقاومة ليست موضوعاً للتفاوض، بل هو حق مشروع للدفاع عن النفس في ظل استمرار الاحتلال. 

وأكدت الحركة من خلال تصريحات مختلفة لقادتها أن نزع السلاح دون تحقيق استقلال فلسطيني كامل يعد ضرباً من المستحيل، مشددة على أن أي ترتيبات مستقبلية لغزة يجب أن تكون بتوافق وطني فلسطيني. 

كما أبدت “حماس” استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى جهة فلسطينية توافقية، لكنها ترفض التخلي عن سلاحها دون ضمانات حقيقية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأمام التعثر الجديد، يسعى الوسطاء بقيادة، قطر، ومصر، والولايات المتحدة، إلى التوسط بين الطرفين، حيث اقترحت إنشاء لجنة فلسطينية لإدارة غزة، مع ضمانات بعدم عودة “حماس” إلى الحكم أو تسليح المقاومة مجدداً.

وتم طرح فكرة إنشاء صندوق تمويل عربي لإعادة إعمار غزة، بشرط نزع سلاح الفصائل المسلحة، إلا أن هذه المقترحات لم تفلح حتى الآن في تقريب وجهات النظر بين (إسرائيل) و”حماس”.

مبررات إسرائيلية

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، أن إصرار دولة الاحتلال على نزع سلاح “حماس” كشرط لإنهاء الحرب، هو “وضع للعصا في الدواليب، خاصة أن الاحتلال يعلم بالرد المتوقع”.

يقول حلمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “الطلب الإسرائيلي الذي جاء ضمن المقترح المصري، يعقد المشهد التفاوضي ويهدد بفشل الجهود الرامية إلى تحقيق تهدئة دائمة في غزة، لذلك، يتطلب الأمر جهوداً دبلوماسية مكثفة من قبل الوسطاء الدوليين والإقليميين لإيجاد صيغة توافقية ترضي الطرفين وتمهد الطريق نحو سلام مستدام”.

وأوضح أن “نتنياهو يبحث عن مخرج قبل نهاية الحرب بهدف تحقيق إنجاز سياسي وميداني على الأرض، فاستمرار الحرب لا يحقق أي شيء لصالح “إسرائيل” ويزيد من الضغوطات على حكومته خاصة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.

ويرى أن نزع السلاح “لن يتحقق وسيجد الوسطاء حلاً لإنهاء هذه المعضلة الجديدة التي وضعتها دولة الاحتلال، كون هذا السلاح يشكل رمزية كبيرة للفلسطينيين”.

ما هو سلاح “حماس”

تعتبر حركة “حماس” من أبرز الفصائل الفلسطينية التي طوّرت ترسانة عسكرية متنوعة، تجمع بين الأسلحة المصنعة محلياً وتلك التي حصلت عليها عبر تهريب أو دعم خارجي.

من أبرز ما تمتلكه “حماس” من أسلحة يتمثل في صواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى، كصاروخ “القسام” وهو الأول تصنيعاً محلياً لها، بمدى يصل إلى 10 كيلومترات، وصاروخ “القدس 101” ويصل مداه حوالي 16 كيلومتراً، وصواريخ “غراد”، وصواريخ “M-75” التي يصل مداها إلى 75 كيلومتراً، وصاروخ “عياش 250″، وهو أحدث صاروخ في ترسانة الحركة، ويصل مداه إلى 250 كيلومتراً.

الطائرات بدون طيار 

يوجد لدى “حماس” طائرات مسيرة أبرزها طائرة “الزواري”، وهي هجومية محلية الصنع، سميت تكريماً للمهندس التونسي محمد الزواري، وطائرة “أبابيل” التي تعتمد على تصميم إيراني، إضافة لطائرة “شهاب”.

الأسلحة المضادة للدروع

من أبرزها سلاح الكورنيت الروسي، وهو موجه مضاد للدبابات، و”F-7″، وهو قاذف صواريخ مضاد للدروع من صنع كوريا الشمالية، و”الياسين 105″ السلاح المحلي الصنع المضاد للدبابات. 

الأنفاق

يعد أبرز أسلحة “حماس”، ويعتبر السلاح الاستراتيجي، واعتمدت عليه كتائب “القسام” في تنفيذ عدد من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع الاحتلال العسكرية داخل حدود قطاع غزة، مثل عمليات تفجير مواقع عسكرية.

طورت “حماس” الانفاق بحيث أصبحت مكاناً لإطلاق الصواريخ، والاختباء والمناورة، وإخفاء الأسرى الإسرائيليين بداخلها، وتخزين الأسلحة أيضاً.

وتمتلك “القسام” أنفاق هجومية، وهي مخصصة لاختراق الحدود مع الأرض المحتلة، وشن هجمات خلف خطوط قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأنفاق دفاعية مهمتها نصب الكمائن وتنقل المقاتلين بعيداً عن أعين الطائرات الإسرائيلية وغاراتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى