مذكرة تفاهم جديدة.. نظرة على التعاون العسكري بين السعودية والعراق
ما أهمية مذكرة التفاهم العسكرية بين الرياض وبغداد؟
بناء شراكات أمنية مستقرة وقوية في منطقة مضطربة.
متى استؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
عام 2015.
يشهد التعاون العسكري بين السعودية والعراق تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، ما يمثل مرحلة مهمة في العلاقات بين البلدين.
وبالنظر إلى تعقيدات الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، يعد تقوية العلاقات والتفاهمات العسكريو بين البلدين ذو أهمية كبرى، وجزء من رؤية أوسع تستهدف بناء شراكات أمنية مستقرة وقوية في منطقة تعاني من اضطرابات متكررة.
وفي 4 نوفمبر الجاري، وقع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود ونظيره العراقي ثابت العباسي مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك.
جاء ذلم على هامش زيارة العباسي للرياض حيث بحث مع خالد بن سلمان، سبل تعزيز العلاقات الدفاعية وآليات تطويرها، بالإضافة إلى استعراض آخر التطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، صرّح الأمير خالد بن سلمان، عبر حسابه في منصة “إكس”، بأنه ناقش مع وزير الدفاع العراقي أوجه التعاون الثنائي بين السعودية والعراق، وسبل تعزيز وتطوير العلاقات الدفاعية بين البلدين.
كما تناولت المحادثات آخر التطورات في المنطقة، وبحث الجانبان الجهود المبذولة للحد من التصعيد الإقليمي وتأثيراته، سعياً للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
توقيت مهم
ويأتي توقيع الاتفاقية فيما تشهد المنطقة تصاعداً في التوترات العسكرية، جراء الأزمة المستمرة في غزة ولبنان.
كما تتطلع السعودية والعراق إلى لعب دور في تخفيف حدة الصراعات القائمة، بالاعتماد على تأثير علاقاتهما مع الأطراف المعنية بالأحداث الجارية.
ويقول الخبير الاستراتيجي صفاء الأعسم، إن “العراق اليوم منفتح على كافة دول العالم، ولاسيما الدول الخليجية، إذ استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران”.
ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن “العراق يسعى إلى أن يكون لديه علاقات جيدة مع دول الجوار، فضلاً عن انفتاحه الكبير على مستوى الشرق الأوسط أو العالم، حيث تهدف بغداد إلى أن يكون البلاد بعيداً عن الصراعات، وتتجنب أن يكون ساحة لتصفية حسابات ما بين دولة وأخرى”.
كما يبيّن الأعسم أن “العراق يأمل أن يكون لديه دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط لغرض الوصول إلى بر أمان، إذ يحاول أن ينأى بنفسه هم أي حرب أو عداءات، كما عملت الحكومة بشكل جدي على تصفية الخلافات مع دول المنطقة”.
ويشير أيضاً إلى دلالات توقيت المذكرة بين بغداد والرياض، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، حيث تعيش وضعاً مربكاً جداً، واصفاً ذلك بالقول: “هناك كرة من النار تتدحرج داخل منطقة الشرق الأوسط، كل من يمس هذه الكرة أو يتقرب منها يحترق”.
كما يؤكد أن بغداد اليوم مقبلة على انفتاح اقتصادي وانفتاح اجتماعي على كافة المستويات، لهذا تعمل بشكل جاد على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع كافة البلدان المجاورة، لاسيما السعودية وتركيا وإيران.
ويلفت الأعسم إلى تقوية التعاون العسكري العراقي مع السعودية أو مع دول الخليج ودول الجوار، سيصب في أن يكون هناك استقراراً أكبر، في ظل منطقة ملتهبة ومساع “إسرائيلية” لتوسيع دائرة الحرب وإشراك أكثر من دولة.
تطور لافت
وبعد انقطاع دام نحو 25 عاماً منذ إغلاق السعودية سفارتها في بغداد بسبب غزو العراق للكويت عام 1990، عادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2015.
وتبع ذلك توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الطرفين، إضافة إلى تبادل الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
كما شهدت العلاقات العسكرية بينهما شهدت تطوراً ملحوظاً مؤخراً، من خلال تعزيز التعاون الأمني وتبادل زيارات الوفود العسكرية رفيعة المستوى.
وشمل التعاون توقيع اتفاقيات أمنية وإقامة تدريبات مشتركة تهدف إلى تحسين القدرات الدفاعية لكلا البلدين.
عملياً، توسعت العلاقات على عدة أصعدة، وخاصة في المجالين العسكري والأمني، بعد الزيارة التاريخية لوزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير إلى بغداد في فبراير 2017.
وفي مايو الماضي، جرت محادثات أمنية موسعة بين البلدين للمرة الأولى منذ عقد، بهدف تقوية التنسيق الأمني وتأمين الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر.
كما جرى تأسيس مجلس تنسيقي مشترك بين العراق والسعودية في يوليو 2021، يتولى مناقشة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال هذه الاجتماعات، تطرقت النقاشات إلى التطورات الإقليمية وتحديات الأمن المشترك، إلى جانب استعراض الجهود الرامية إلى خفض التصعيد في المنطقة.
كما تستمر السعودية في دعم استقرار المنطقة، حيث استضافت الاجتماع الأول لـ”التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، في 30 أكتوبر الماضي، وذلك بحضور ممثلين من أكثر من 90 دولة.
وفي المقابل، يسعى العراق إلى تحقيق التهدئة في المنطقة، حيث بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي في 22 أكتوبر الماضي، سبل إنهاء التصعيد المستمر في لبنان وغزة.